بالطبع يوجد الكثير من المتابعين شاهدوا فيلم ” The Curious Case of Benjamin Button” أو الحالة المُحيرة لبنجامين بوتون والذي تدور قصته عن ولادة طفل صغير على هيئة عجوز ثمانيني ثم ينمو جسم الطفل “بنجامين” بالعكس ليبدو مع مرور الزمن أصغر حتى يموت في النهاية بجسم الرضيع.

لذلك ربما لو نشبه لاعب كرة قدم بحالة وقصة هذا الفيلم المميز فلن نجد أكثر من المهاجم الإيطالي ماريو بالوتيلي الذي أعتبره مثل كثيرين واحد من أغرب لاعبي كرة القدم عبر التاريخ بتصرفاته داخل وخارج الملعب.

بالوتيلي يتشابه مع قصة الفيلم من البداية في نقطة أنه نشأ في دور رعاية مثل بنجامين فالأخير نشأ في دور رعاية للمسننين بينما السوبر ماريو وهو في سن الثالثة من عمره أدخله والديه الغانيين لدار رعاية لعدم قدرتهم على تحمل نفقات رعايته وتم تبنيه من والدين إيطاليين.

حالة بالوتيلي مُحيرة لأنه عكس دورة حياة لاعب كرة القدم فالتصرفات المزاجية والمستوى السيء فنياً وبدنياً يأتي للنجوم أو اللاعبين بشكل عام حينما يتقدموا بالعمر فهذا أمر طبيعي لكن ليس من الطبيعي أن ترى لاعب متمرد ومزاجي وهو في عامه العشرين!.

بالوتيلي مع أنتر ميلان بالرغم من أداءه الجيد في أكثر من مباراة ومعدله التهديفي الجيد بتسجيله 20 هدف في 59 مباراة إلا أنه قام بتصرفات غريبة جداً أولها عدم تنفيذ تعليمات المدرب جوزيه مورينيو وإلقاء قميص الأنتر على الأرض بعد مباراة برشلونة في دوري الأبطال والأهم من ذلك ارتداء قميص أي سي ميلان لأستفزاز جمهور الأنتر في واقعة غريبة جداً.

243FBE2200000578-2885632-image-m-2_1419408151026

حتى عندما رحل لأقوى دوري في العالم وهو الدوري الإنجليزي مع مانشستر سيتي وبالرغم من تحقيقه لإنجاز الفوز بلقب البريميرليج وكان عنصر مساهم به بأهدافه المميزة والتي وصلت لـ 20 هدف إلا أن تصرفاتها لصبيانية والكوميدية استمرت بشكل أكثر من المألوف وكان ضحيتها مواطنه ومدربه روبيرتو مانشيني.

خارج الملعب بالوتيلي كان يُشعل النيران في حمام منزله ويقذف الناشئين في النادي بالأسهم الملونة بل وذهب إلى مدرسة من أجل الذهاب للحمام وداخل الملعب كان فريسة للاعبي الخصم للادعاء ضده بسبب تدخلاته العنيفة والعصبية والتي أدت لحصوله على الكثير من البطاقات الحمراء والأهم من ذلك مشاجرته الشهيرة مع مانشيني في التدريبات والعقوبات المالية المغلظة من قبل إدارة الفريق.

maxresdefault

رحل بالوتيلي إلى ميلان الإيطالي وقدم أداء مبهر تهديفياً بتسجيله 26 هدف في 43 مباراة وأصبح نجم الفريق الأول ومحبوب جمهور الروسونيري ولكن طالما كانت مشاكله الشخصية وعدم التزامه يطرأ بين الحين والأخر وحتى عندما انتقل لفريق ” أحمر ” أخر بحجم أسم وشعبية ليفربول الإنجليزي كانت تصرفاته غريبة ومزاجية بنشر صورة عنصرية على حسابه بأنستجرام وانعزاله عن الجميع في الفريق في التدريبات.

Balotelli-fight

بالوتيلي الآن يبلغ 26 عام و رحل في رحلة جديدة إلى فرنسا وأبهر الجميع بأداء رائع وراقي بتسجيله 4 أهداف في مباراتين بالليج 1 وساهم بشكل رئيسي في احتلال فريقه لصدارة الدوري الفرنسي بجدارة بعد تخطي كبار الدوري مثل موناكو ومارسيليا وباريس سان جيرمان.

بالوتيلي بالنسبة لي مهاجم له أسلوب خاص نفتقده كثيراً في كرة القدم الحديثة مهاجم كلاسيكي بمعنى الكلمة ولكن لديه اللمسة المميزة والمهارة ودقة التسجيل والتمركز الذكي كمهاجم كما أنه فنان من نوع خاص في ركلات الجزاء بل وأعتقد انه ربما أفضل مسجل لركلات جزاء شاهدته تقريباً من حيث الهدوء والدقة.

فهل ننتظر من بالوتيلي أن يقوم بفعل وتصرف مزاجي وغريب ويهدر ما يحاول بناؤه في نيس أم سيلتزم بنص الرواية الغريبة مثله مثل بينجامين ويتحول من الشيخوخة والمسيرة السيئة إلى النجومية وتحقيق شيء جيد؟

لمتابعة الكاتب عبر الفيسبوك