هل تكون ملاعب العشب الصناعي طوق نجاة كرة القدم؟؟؟

Mitri Hajjar 11:27 13/12/2017
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • العشب الصناعي

    تخيل أن يتلقى فريقك المفضل هدفاً لأن الكرة ارتدت عن الأرض بشكل غريب؟ أو أن يصاب لاعبك المفضل بحروق في قدمه نتيجة تدخل دفاعي؟ او أي من السيناريوهات الغريبة التي اعتاد عليها لاعبو كرة القدم الهواة الذين يمارسون هوايتهم المفضلة على ملاعب العشب الصناعي. قد تجد صعوبة كبيرة في تقبل الأمر، أليس كذلك؟ لكن دعنا نكون صريحين، أنت على الأغلب تشجع أحد فرق القمة الأوروبية، وفي “أسوأ” الأحوال فأنت تشجع فريق ذو تاريخ طويل ولكن مرّ بفترة تراجع. لكنك بكل تأكيد لا تشجع نادي ينافس في الدرجة الثانية أو الثالثة في أي دوري أوروبي!!! لكن ما علاقة هوية فريقك المفضل بملاعب العشب الصناعي؟؟؟ كما هو الحال مع معظم الأمور الأخرى في كرة القدم مؤخراً؛ الجواب هو المال!!!

    حيث يعمينا بريق أضواء الملاعب الأوروبية العملاقة عن معاناة الأندية الصغيرة والمتوسطة المالية. فمعظم أموال الرعاية والإعلانات تذهب، بشكل بديهي، إلى أندية دوريات الدرجة الأولى، وتبدأ هذه الأموال بتراجع بشكل كبير كلما انتقلنا لدرجة أقل. مما يجعل أي نادي صغير مضطراً للاعتماد على مداخيل بيع التذاكر وبعض المشاريع التجارية لموازنة ميزانيته الصغيرة. هذا الواقع المالي الصعب أدى في البداية إلى تراجع مرعب في مستوى كرة القدم في دول أوروبا الشرقية؛ وبدأ يؤثر مؤخراً على بعض الدول والدوريات التي كانت تعتبر من أكبر مدارس كرة القدم سابقاً كالدوري الهولندي!! لذلك، وبما أن الحاجة أم الاختراع، فإن بعض الأندية الإنجليزية الصغيرة والطموحة بدأت في التفكير خارج الصندوق والاستفادة من ملاعب العشب الصناعي تجارياً.

    قبل 7 سنوات كان نادي ميدستون الإنجليزي، حاله كحال العديد من الأندية المماثلة له، على شفير الانقراض. بلا ملعب، بلا أموال، ودون أي أمل؛ النهاية كانت قريبة! قبل أن يتدخل اثنان من مالكي النادي بخطة عبقرية. الرجلان جمعا التمويل الكافي لبناء ملعب صغير للنادي وتزويده بالعشب الصناعي. الخاصية الأساسية لهذا هو أنه يمكنك اللعب عليه بشكل متواصل في كل أيام الأسبوع إن تمت العناية به بشكل جيد، بينما تحتاج ملاعب العشب الطبيعي لعناية طوال الأسبوع ليستعيد العشب عافيته. وبالتالي فإن النادي أصبح بإمكانه الاستفادة من ملعبه مالياً طوال الأسبوع من خلال تأجيره، مما يدخل 150 ألف باوند سنوياً لخزينة النادي.

    لكن الأثر الإيجابي الأكبر للملعب الجديد كان خلق جيل جديد من المشجعين من خلال استعماله كمركز لتدريبات فئات الفريق السنية؟ فالأطفال الذين يتدربون في ملعب الفريق خلال الأسبوع، ويقارب عددهم الألف، سيتحمسون لحضور مبارياته في نهاية الأسبوع، وأهالي هؤلاء الأطفال يصرفون المال في مقهى النادي خلال جلسات التدريب. وبذلك يتحول النادي إلى مركز للمجتمع المحيط به، ويتحول أعضاء هذا المجتمع إلى مشجعين مخلصين للنادي.

    أحوال النادي تغيرت بشكل كبير، حيث تحول ميدستون من نادي على شفير الانقراض في الدرجة الثامنة، إلى نادي على شفير الوصول إلى الـLeague Two (أولى درجات المحترفين في الكرة الإنجليزية). وفي حال تحقق هذا الحلم فإنه سيخلق مشكلة كبيرة للنادي، والعديد من الأندية المماثلة التي بدأت تتبع نفس النهج، ورابطة الدوري. حيث تمنع القوانين الحالية أي نادي في أي من الدرجات الأربعة العليا من اللعب على العشب الصناعي بسبب المخاوف من الإصابات الناتجة عن اللعب على هذا العشب. حيث أشارت العديد من الدراسات العلمية، دون أي دليل قاطع، إلى أن احتمالية الإصابة بالإصابات العضلية تزيد عند اللعب على هذا الملاعب، إضافة للحروق التي تنتج عن الانزلاق على هذا العشب. ولهذا السبب أثار قرار الفيفا السماح لكندا بإقامة كافة مباريات كأس العالم للسيدات 2015 على ملاعب العشب الصناعي ضجة كبيرة.

    لكن لا تخف، لاعبك المفضل لن يُجبر على اللعب على العشب الصناعي في أي وقت قريب، إلا أن كنت من المشجعين المخلصين لميدستون!!! لكن عليك أن تخاف من ألا تملك العديد من الأندية الحس التجاري المذهل الذي امتلكه ميدستون وتنقرض تحت الضغوط المالية. ليس لأنك ستخسر ناديك المفضل، بل لأن كرة القدم التي تتألف من اندية القمة ليست فكرة منطقية ولا ممتعة!