التفسير العلمي لتصرفات يواخيم لوف “القذرة”

رامي جرادات 23:12 22/03/2017
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • يواخيم لوف

    عندما يتم ذكر أسم المدرب الألماني “يواكيم لوف” يتبادر لأذهان البعض على الفور بعض التصرفات “القذرة” التي يفعلها على الملأ بدلاً من تذكر إنجازاته التي كان آخرها قيادة منتخب ألمانيا للفوز بكأس العالم 2014.

    لوف يخطف الأضواء في كل جولة دولية ببعض السلوكيات الغريبة سواء خلال التدريبات أو أثناء المباريات، ولا داعي للدخول بالتفاصيل أكثر من ذلك لأن الجميع يعلم تماماً ما نتحدث عنه هنا.

    وكون هذه التصرفات “المقززة” من لوف تحدث داخل ملاعب كرة القدم، يتوجب علينا محاولة تفسير الأسباب التي تدفعه لفعل ذلك رغم أن عدسات الكاميرات التقطته عدة مرات وشنت عليه حملات سخرية من وسائل الإعلام أو الناشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فالمدرب الألماني يكرر هذه السلوكيات بشكل مستمر وكأنه لا يكترث لما يقال عنه.

    ولكي نحاول تفسير هذه الظاهرة لا بد لنا من التطرق لعدة محاور، فلا يمكن تشخيص حالة كهذه ونحن لا نملك معطيات ومعلومات كافية من الشخص نفسه، وهذا يدعونا لشرح الأمور من جوانب عديدة.

    فيديو لبعض التصرفات الغريبة من لوف

     

    تعميم السلوك في بيئات مختلفة

    الثقافات تختلف من عرق لآخر، ومن بلد لأخرى، وحتى من بيت لآخر، فما قد يكون غريباً بالنسبة لك ولعائلتك قد يكون أمراً طبيعياً لعائلة أخرى، وبالتالي يمكننا القول أن تصرفات لوف القذرة قد تكون مقبولة في محيطه الخاص، نقصد عائلته والمقربين منه، فالجميع يعرف بعض الأشخاص الذين يقومون بأمور كهذه بين الحين والآخر وكأنه شيء طبيعي جداً.

    لوف لا يستهجن هذه الحركات الغريبة كما يحدث مع عامة البشر، وبالتالي هو يقوم بها بشكل مستمر في حياته الخاصة، لكن ما يجعله يفعلها أمام كاميرات الصحافة والجماهير هو أنه لا يكون مدركاً لما يفعله، وهذا يعود إلى مبدأ “تعميم السلوك” في علم النفس، فمثلاً إذا كنت معتاد أن تصافح أصدقائك المقربين بشكل سريع جداً دائماً، فهناك احتمال أن تفعل ذلك مع أشخاص من المفترض أن علاقتك بهم تحمل طابع رسمي.

    على نفس المبدأ .. الكثافة في السر

    عندما تقوم بشيء بشكل مكثف بالسر، أي حين تكون لوحدك، تزداد نسبة فعلك لهذا الشيء أمام الناس لأنها تصبح حركات نمطية بالنسبة لك، فالعقل والجسد اعتادا عليها، وبالتالي قد يكون المدرب الألماني يقوم بهذه التصرفات بشكل كبير عندما يكون وحيداً ولا يراه أحد، مما يجعله يفعلها على الملأ بشكل لا إرادي أيضاً على نفس المبدأ السابق لأنه يكون مشغولاً بالمباراة وماذا عليه أن يفعل ليقود فريقه للفوز.

    Joachim Löw

    أنماط الشخصية (سمعي .. بصري .. حسي ..ألخ)

    الجميع سمع عن تصنيف الأشخاص بحسب الحاسة الأقوى لديه والتي تكون المصدر الرئيسي لاستقبال المعلومات، فهناك الشخص البصري الذي يحبذ رؤية كل شيء ليتأكد ويفهم، وهناك السمعي الذي يمتاز بتمييز الأصوات وحبه لاستقبال المعلومة عبر الأصوات فقط، وهناك الحسي الذي يتعامل مع المشكلات ويحاول حلها عن طريق الأحاسيس والمشاعر.

    كذلك يوجد أنماط أخرى تعتبر ثانوية لكنها قد تكون رئيسية عند بعض الأشخاص، ومنها “الشمي”، فهذا الشخص تكون لديه حاسة الشم مهمة للغاية في إدراك بعض التفاصيل، الروائح بجميع أنواعها الجميلة والسيئة تثير اهتمامه، فهو يحب التمييز بينها.

    كل إنسان يتعامل بجميع الأنماط، لكن يكون لديه نمط سائد على الأنماط الأخرى، أي أن المسألة نسبية، ومن المؤكد أن لوف لديه نمط سائد من الأنماط الرئيسية، لكن لو أردنا تنصيفه فسنضعه في خانة “الشمي” لأنه يحيل كل شيء لأنفه، ولو راجعنا العديد من اللقطات المقززة له سنجد أن الأنف جزءاً منها بشكل أو بآخر.

    الجرأة .. الفلسفة الطبيعية

    الفيلسوف الروسي الكبير جان جاك روسو قدم للعالم فلسفة حياة بسيطة جداً لكنها أحدثت طفرة في القرن السابع عشر وحتى يومنا هذا،  روسو طرح للعالم “الفلسفة الطبيعية” والتي كان محورها أن يكون الإنسان على طبيعيته في كل شيء، فهو كان يرفض العادات والتقاليد والقوانين الغير ملزمة التي تفرضها المجتمعات بحجة “العيب” و “الخوف” وما إلى ذلك.

    ومن الأمثلة القريبة على الفلسفة الطبيعية الفيلم الأمريكي الذي صدر عام 2016 باسم “Swiss army man”، فرسالة الفيلم كانت محورها أننا نخجل من القيام بأمور أمام الناس رغم أننا نفعلها دائماً عندما نكون لوحدنا، في إشارة إلى الضغوط المجتمعية التي أصبحت مفروضة على كل شخص.

    يواخيم لوف من الشخصيات الجريئة جدا والذي لا يهتم أبداً بما يقوله الناس، فهو يفعل ما يريد فعله حتى لو بدا ذلك مقززاً لدى معظم المتابعين، فهو من مؤيدي فكرة أن كل الأشخاص يفعلون ذلك في الخفاء، والفارق الوحيد بينه وبينهم أنه لا يخجل من فعله تلك السلوكيات “المقرفة”.

    لكن وعلى الرغم من ذلك لوف يحاول أن لا يكون حدياً في هذا الأمر، فهو يدرك أن الناس لن تفهم شخصيته وطريقة تفكيره الفطرية والعفوية، مما جعله يصرح ذات مرة “لا أكون واعياً، يكون الأدرينالين مرتفعاً في المباريات ولا أنتبه على نفسي ماذا أفعل، يجب التركيز بشكل أكبر بالمستقبل”.

    تابع : مباريات اليوممباريات الغدمباريات الأمس

    شارك واربح هاتف هواوي هونر 6X مع سبورت 360