من غير المقبول في العرف الكروي تلقي الهزيمة أمام غريمك وجارك في لقاء الديربي، هذه قاعدة معروفة في عالم كرة القدم، لذلك من الطبيعي أن تكون الهزيمة الليلة في كأس السوبر الأوروبي _في حال حدثت_ مؤلمة جداً لريال مدريد وفي غير موعدها بالنسبة للنادي وعشاقه.
لكن لقاء الليلة في كأس السوبر الأوروبي يتخطى ذلك، فالمسألة لا تتعلق بمرارة الخسارة أمام الغريم فحسب، ولا حتى بخسارة اللقب الأول في الموسم، بل في عدة أمور سيئة سيتعرض لها ريال مدريد في حال سقط أمام جاره.
1- تعرض المدرب جولين لوبيتيجي للضغط مبكراً بخسارة أول الألقاب التي ينافس عليها.
ليس من السهل تعويض مدرب محبوب مثل زين الدين زيدان، كما ليس من السهل تولي تدريب ريال مدريد وأنت لا تستند لتاريخ حافل بالإنجازات، لذلك في حال الخسارة الليلة فإن لوبيتيجي سيكون في موقف لا يحسد عليه البتة، وهو ما سيجعل ريال مدريد في حالة ارتباك مع انطلاق الموسم.
حال الإرتباك المقصودة هنا لا يمكن الاستهانة بها فهي أطاحت بالعديد من المدربين خلال الأسابيع الأولى من الموسم في ريال مدريد، لذلك فإن لوبيتيجي مطالب بأن يقدم أفضل عمل ممكن الليلة حتى يتجنب كل ذلك.
2- زيادة القلق بين لاعبي وجماهير ريال مدريد بعد رحيل رونالدو وزيدان.
نعلم جميعاً أن جماهير الريال وخصوصاً جماهير سانتياجو برنابيو تؤثر بشكل واضح في مسيرة الفريق خلال الموسم، فهي جماهر متطلبة ومتذمرة مما يلقي بظلاله على أجواء غرف خلع الملابس، هذا التذمر سيزداد في حال سقط الفريق الليلة خصوصاً أن رونالدو أفضل لاعبي الفريق وزيدان المدرب الناجح رحلا سوياً خلال الصيف، وهو ما سيدخل اللاعبين في مرحل القلق والتوتر مبكراً.
3- زيادة الضغط على فلورنتينو بيريز في ظل عدم إبرامه صفقات كبيرة.
في ريال مدريد أنت بحاجة للفوز بالألقاب باستمرار حتى تقنع الجماهير ووسائل الإعلام بأنك تسير على الدرب الصحيح وتتخذ القرارات السليمة التي تصب في صالح النادي، حتى لو كان لديك خطة واستراتيجية مستقبلية بعيدة الأمد لن تؤتي ثمارها سريعاً.
لذلك فإن بيريز يحتاج من رجاله في الفريق الأول الليلة تحقيق الانتصار بأي ثمن في ظل عدم إبرامه أي صفقات كبيرة للعام الرابع على التوالي رغم رحيل رونالدو، حيث أن خسارة فريقه ستجعله في موقف لا يحسد عليه مع انطلاق الموسم.
4- قلق لوبيتيجي على النتائج في انطلاق الدوري الإسباني مما قد يحرم الشبان من نيل بعض الدقائق للمشاركة مع الفريق.
تباعاً للنقطة الأولى، الخسارة ستجعل لوبيتيجي تحت الضغط مبكراً، وهو ما سيجعل المدرب قلق جداً على النتائج بعد أن رأى الوجهة الآخر لجماهير وصحف مدريد، وبالتالي لن يغامر في إشراك اللاعبين الشبان خوفاً من أن يأتي ذلك بنتائج عكسية على الفريق، الأمر الذي سيحرم الشبان من فرص ثمينة للعب وسيحرمهم ذلك من التطور سريعاً واكتساب الثقة.
5- تراجع ريال مدريد للمركز الثالث في قائمة المرشحين لتحقيق لقب الليجا بعد برشلونة وأتلتيكو خصوصاً بعد رحيل رونالدو وزيدان وعدم تعزيز الصفوف بنجوم جدد.
حقيقة لا مناص منها، أتلتيكو مدريد عزز صفوفه وتعاقد مع بعض اللاعبين البارزين، كما استطاع الحفاظ على أبرز نجومه مثل أنطوان جريزمان، عكس ريال مدريد الذي لم يعزز صفوفه بل وخسر أفضل لاعبيه، وفي ضوء هذا كله ومع وجود ميسي في برشلونة سيصبح الريال المرشح الثالث لتحقيق اللقب في نظر عشاق الدوري الإسباني إن نجح أتلتيكو بالتفوق عليه.
