ساعات قليلة ويبدأ نهائي الحلم، نهائي دوري أبطال أوروبا الذي سيجمع بين ريال مدريد الإسباني، وأخبار نادي ليفربول على ملعب “كييف” الأوكراني.
كل فريق لديه الرغبة الكبيرة في تحقيق هذا اللقب القاري، فالريال يرغب في تأكيد سيطرته الأوروبية بالتتويج بالبطولة للمرة الثالثة على التوالي، والـ 13 في تاريخه كأكثر الفرق إحرازًا للقب دوري الأبطال، بينما يأمل ليفربول في تأكيد أحقيته في العودة مرة أخرى للساحة الأوروبية، والفوز بالبطولة للمرة الأولى منذ عام 2005 في نهائي اسطنبول الشهير.
ريال مدريد يواجه هذه المرة مشكلة لم تصادفه في النهائيات السابقة أمام أتلتيكو مدريد الإسباني، ويوفنتوس الإيطالي، وهي أن ليفربول يعد أقوى خط هجوم في البطولة هذا الموسم، وأحد أقوى خطوط الهجوم في فرق أوروبا.
مشكلة قد تكون سببًا في خسارة ريال مدريد لقب دوري الأبطال، خاصةً وأن خط دفاعه يرتكب العديد من الأخطاء التي شاهدها الجميع هذا الموسم في مباريات الدوري الإسباني.
ولكن الفرنسي زين الدين زيدان مدرب ريال مدريد من الممكن أن يستغل ميزة ليفربول الأساسية، ويحولها لنقطة قوة له، وقد تكون سببًا في فوز المرينجي مرة أخرى بدوري الأبطال، ولكن كيف ذلك؟
فلسفة كلوب قد تدمر ليفربول !
لا يختلف اثنان حول قدرات وإمكانيات المدرب الألماني يورجن كلوب، فالأعمى فقط من يرى أنه مدربًا عاديًا، فبالنظر إلى ما حققه مع بوروسيا دورتموند الألماني في السابق يؤكد بأنه مدرب عظيم وظاهرة كما تحدث زين الدين زيدان في مؤتمره الصحفي قبل لقاء اليوم.
ولكنه مثله مثل الإسباني بيب جوارديولا لديه فلسفته الخاصة التي لا يغيرها أبدًا، فهو مدرب هجومي في المقام الأول، ومن الصعب تغيير فلسفته التدريبية حتى لو كان في نهائي دوري الأبطال.
كلوب أحد مميزاته هي الضغط العالي وتضييق المساحات على الخصم كي يستعيد الكرة بشكل سريع، ومن ثم القيام بالهجمة المرتدة، ومن هنا يأتي دور الثلاثي المميز محمد صلاح، وفيرمينيو، وماني الذين يمتلكون السرعة والمهارة والقوة، لذلك فالريدز يعد من أفضل خطوط الهجوم في أوروبا والعالم.
ولكن على الناحية الأخرى هو يلعب أمام فريق لا يستهان به، فريق حصد لقب دوري الأبطال مرتين على التوالي ليس بسبب الصدفة والحظ، بل لامتلاكه أفضل خط وسط في العالم “مودريتش، كروس، وكاسيميرو”.
زيدان إذا قام بالتركيز على ميزة ليفربول “الضغط العالي”، فسيجح في كسر الريدز، والفوز بالمباراة، وهذا قد يحدث إذا لعب ريال مدريد بطريقة 4/4/2، بتواجد إيسكو بجانب كروس، ومودريتش، وكاسيميرو، حيث أن الساحر إيسكو قد يستغل اندفاع خط وسط ليفربول بسبب ضغطه العالي، واستغلال مهارته لصالح الفريق بنقل الكرة سريعًا لدفاعات الريدز، وترك البقية للبرتغالي كريستيانو رونالدو.
إضاعة الفرص = الخسارة !
ميزة أخرى يمتلكها ليفربول وهي كثرة الفرص السانحة للفريق في المباراة الواحدة، ولكن هذه الميزة سريعًا ما تتحول لعيب كبير لعدة أسباب.
لعل أهم هذه الأسباب هي الفردية التي تطغى في بعض الأحيان على لاعبي خط هجوم ليفربول خاصةً السنغالي ساديو ماني، الذي يغلب عليه الطابع الفردي في الكثير من المرات، بجانب فيرمينيو، ومحمد صلاح بالتأكيد.
في بعض الأحيان نرى خط هجوم ليفربول يقوم بتضييع الكثير من الفرص السهلة التي قد تجعله يخسر فرصة التتويج بدوري أبطال أوروبا، خاصةً أن ريال مدريد يعاقب من يضيع الفرص، وهذا ما حدث في لقاء بايرن ميونخ الألماني في نصف النهائي.
زيدان بدوره قد يحول مميزات ليفربول لأشياء إيجابية يستغلها للفوز، ويجب على الألماني يورجن كلوب مدرب الريدز أن يعي لهذا الأمر، ويقوم بتغيير فلسفته الهجومية من أجل المحافظة على حظوظه بالتتويج باللقب القاري.
للتواصل مع الكاتب من هنا
حان موعد القاء القمة الأهم في الموسم “نهائي دوري أبطال أوروبا” .. فيديو
