لم تعد تفصلنا سوى أيام قليلة على الحدث الكبير .. نهائي دوري أبطال أوروبا لموسم 2017/2018 والذي يشهد حضورًا جديدًا لفريق نادي ريال مدريد الإسباني للموسم الثالث على التوالي مع المدرب الفرنسي الشاب زين الدين زيدان في مواجهة ليفربول الإنجليزي بقيادة المدير الفني الألماني الخبير يورجن كلوب والنجم الدولي المصري ولاعب العام في إنجلترا، محمد صلاح.

ويُعد محمد صلاح هو الخطر الأكبر على الميرينجي في نهائي التشامبيونزليج، فصاحب الـ 25 عامًا أبهر العالم أجمع بإمكانياته الفنية والتهديفية غير العادية هذا الموسم وحصد العديد والعديد من الجوائز عن جدارة واستحقاق.

ولعب “أبو مكة” دورًا بارزًا في وصول الريدز إلى المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا، حيث سجل هدفين وصنع هدفين آخرين في موقعة روما الأولى في الذهاب على ملعب أنفيلد في الدور نصف النهائي، كما أحرز هدفين ضد مانشستر سيتي، أحدهما في الذهاب على ملعب أنفيلد والآخر في الإياب على ملعب الاتحاد وهو الذي قتل المواجهة إكلينيكيًا بتصعيبه الأمور على فريق المدرب بيب جوارديولا الذي صار بحاجة إلى تسجيل 4 أهداف والنتيجة 1-1 بدلًا من الحاجة إلى تسجيل هدفين فقط عندما كانت النتيجة تقدم السكاي بلوز بهدف نظيف عن طريق جابرييل جيسوس.

محمد صلاح أبان عن شخصية كبيرة وقدرات خاصة على حسم المباريات الكبيرة، وهو ما قد يدفع زين الدين زيدان للتفكير في فرض مراقبة خاصة على اللاعب في نهائي كييف في 26 مايو الجاري.

دعونا نتناول هذه المسألة من خلال الرد على بعض التساؤلات المهمة:

هل يحتاج ريال مدريد لمراقبة محمد صلاح فرديًا؟

نعم، لأن محمد صلاح يملك حاسة تهديفية عالية وهو لاعب ذكي جدًا في اختيار التوقيت المناسب للتحرك بين الخطوط للتفوق على المدافع الذي أمامه.

صحيح أن قوة ليفربول بشكل أكبر تتمثل في المنظومة الهجومية ككل والتي يشكل جزء كبير منها الثلاثي: روبيرتو فيرمينو، ساديو ماني ومحمد صلاح، إلا أن الفرعون المصري هو أكثرهم قدرة على إيذاء الخصم ولدغه من مختلف الوضعيات.

وهناك شيء آخر يجعل ريال مدريد بحاجة إلى مراقبة محمد صلاح وهو مركزه، حيث يلعب نجم روما الأسبق في الجناح الأيمن، وهو ما يعني أن اللاعب الذي يقابله في خطة اللوس بلانكوس هو مارسيلو، البرازيلي الضعيف دفاعيًا وغير القادر بمفرده على احتواء خطورة محمد صلاح.

من بإمكانه مراقبة محمد صلاح كظله؟

أعتقد أنه إن فكر زيدان في مراقبة صلاح فرديًا، فلن يكون سوى أمام خيارين: كاسيميرو أو كوفاسيتش. الأول يتميز بقدراته البدنية الفائقة سواء على مستوى الاحتكاك أو المجهود البدني الكبير، أما الكرواتي فيمتاز باللعب بالعقل أكثر وبالتالي يكون على اللاعب الذي يراقبه أن يبذل مجهودًا أكبر للتخلص منه بالمهارة.

ولكن في المقابل، لا يشارك كوفاسيتش بصفة مستمرة مع الفريق الملكي، وهو ما يجعل تكليفه بهذه المهمة في نهائي دوري الأبطال فيه مخاطرة كبيرة.

ما هي الطريقة الصحيحة لمراقبة محمد صلاح؟

الطريقة المثلى للسيطرة على خطورة محمد صلاح هي قطع الروابط بينه وبين الثنائي فيرمينو وماني، فهذه الروابط تجعل كلًا من الثلاثي أقوى على حدى، ولكن في الوقت ذاته، لا يجب إغفال أن الهدف الرئيسي هو إبعاد الخطورة عن مرمى كيلور نافاس سواء جاءت عبر محمد صلاح أو غيره، فلقطة الكلاسيكو عندما ترك كوفاسيتش مواطنه راكيتيتش ينطلق بالكرة بأريحية وظل ملتزمًا بمراقبة ميسي لا يجب أن تتكرر في حالة مراقبة صلاح.

كل ما تود معرفته عن منتخب الأرجنتين قبل كأس العالم .. فيديو