كيف غير روبرتو كارلوس مركز الظهير إلى الأبد؟!

أسامة شاهين 20:34 16/02/2017
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • روبيرتو كارلوس

    في الحقيقة هم لا يشغلون العناوين الرئيسية في الصحف ,ولكنهم اليوم أكثر أهمية من أي وقت مضى في أجواء اللعبة الحديثة .الأظهرة الخلفية بقيادة الأسطوري روبرتو كارلوس أصبحوا مفتاحاً رئيسياً للفوز ,ولكن كيف حصل ذلك؟

    خروج روبرتو كارلوس من الإنتر:

    لم يكن الأمر مضحكاً في ذلك الوقت كما يبدو الآن ,بعد مرور عقدين من الزمن على خروجه من إنتر ميلان يضحك روبرتو كارلوس كلما تذكر الأحداث التي أدت إلى خروجه في ذلك الوقت من عام 1996.

    “كان هناك بعض المشاكل عندما كنت في إنتر ميلان ,أنا برازيلي و أفضل الهجوم على الدفاع و لكنهم أرادوا اللعب برباعي دفاعي في الخلف و لم يسمحوا لي بالتقدم”

    الشاب البرازيلي كان قد وصل إلى إيطاليا منذ عام واحد فقط ,تم تغيير مدرب الإنتر أوتافيو بيانكي بشكل غير متوقع ليأتي مكانه الانكليزي روي هودجسون.مع هذا الأخير لعب كارلوس كجناح و كلاعب خط وسط صريح.في النهاية لم يعد الفتى البرازيلي قادراً على تحمل المزيد من العبث.

    بعد أن خاطب موراتي بالأمر و صارحه بمعاناته في الإنتر ,تم بيع روبرتو كارلوس إلى ريال مدريد و هو المكان الذي سيشاهد فيه إنتر ميلان لاعبهم السابق يتحول إلى واحد من أفضل الأظهرة عبر التاريخ إن لم يكن الأفضل.فاز بالدوري 4 مرات و بدوري الأبطال 3 مرات والعديد من الأمجاد الأخرى.

    تم اتهام هودجسون بسوء التقدير لما فعله في الإنتر, ولكن الإنكليزي لم يكن الوحيد الذي ساورته الشكوك حول أسلوب كارلوس الهجومي.في أوروبا فكرة الظهير الذي يبقى مدافعاً كانت هي الفكرة السائدة و لكن روبرتو كارلوس كان سابقاً لعصره في هذا المجال.

    روبيرتو كارلوس في انتر ميلان

    روبيرتو كارلوس في انتر ميلان

    كيف غير كابيلو مهام الظهير عبر روبرتو كارلوس:

    في مدريد كان كابيلو على استعداد لكسر قواعده الخاصة ,جازف و لعب على خصائص البرازيلي.

    “لم يرى فيه سلاحاً دفاعياً ,كان مع كابيلو سلاحاً هجومياً رغم تواجده في آخر الملعب ” هذا ما يقوله ماركوتي في كتابه الشهير عن كابيلو:

     )Capello: Portrait of a Winner(

    يشرح روبرتو كارلوس الأمر :

    “في مدريد غيرنا الطريقة التي من المفترض أن تلعب بها الأظهرة ,بونوتشي كان يميل إلى الدفاع على الجهة اليمنى بينما أراد مني كابيلو الهجوم ,الأمر كان يعتمد على الحركة:عندما يتقدم أحدنا يتراجع الآخر ليؤمن التغطية.الأمر نفسه كان بيني و بين كافو في المنتخب الوطني”

    لعب روبرتو كارلوس بعد ذلك دورأ محورياً في فريق ريال مدريد سواء في مرحلة الغالاكتيكوس او قبلها ,احتل موقع الظهير الأيسر لوحده لأكثر من عقد من الزمن.سرعته بالاضافة الى قوته البدنية ساعدته على تسجيل و صناعة العديد من الأهداف و منعها في الاتجاه المعاكس بكل تأكيد.يقول فيسنتي ديل بوسكي :”كان باستطاعة روبرتو كارلوس تغطية الجبهة اليسرى كلها ولوحده”

    download

    خلفاء روبرتو كارلوس:

    يلعب خليفته مارسيلو اليوم بنفس المغامرة الهجومية ,قرار تحرير روبرتو كارلوس كان إلهاماً للعديد من الأظهرة بعده ليتحولوا من الشكل الدفاعي التقليدي إلى الشكل الهجومي ,من أشلي كول في الأرسنال  إلى داني ألفيس في برشلونة ,الظهير المهاجم أصبح هو السائد في أندية أوروبا الكبرى.

    صعود الأظهرة إلى الثلث الأخير من الملعب أصبح أمراً اعتيادياً ,الأرقام تثبت ذلك في السنوات الأخيرة في البريمرليغ على سبيل المثال:موسم 2011-2012 فقط خمسة لاعبين في مركز الظهير قاموا بخلق 20 فرصة سانحة للتسجيل أو أكثر ,منذ ذلك الوقت كان الرقم يتصاعد حتى وصل في الموسم الماضي إلى 21 ظهير خلق أكثر من عشرين فرصة أو أكثر ,هذا الموسم الرقم وصل حتى الآن إلى 12 وبالتأكيد قابل للزيادة.

    إذاً تغيرت الأولويات منذ ظهور روبرتو كارلوس ,بدلاً من استخدام الأجنحة التي تعانق خط التماس أصبحت الفرق تسند هذه المهمة إلى الأظهرة لتؤمن البعد في عرض الملعب.بدأ الأمر مع كابيلو عندما أوعز لراؤول بالدخول في العمق من مكانه على الجهة اليسرى ليترك المساحة خالية خلفه للقادم من الخلف روبرتو كارلوس.الأمر كان غريباً في البداية ولكنه الآن هو السائد في أغلب الفرق.

    “نرى الفرق تلعب بشكل متقارب في الوسط لتترك الفراغ على الأجنحة للظهيرين من أجل التقدم ,الخصائص الدفاعية ما زالت مهمة و لكنك الآن تريد القوة و التكنيك في ذلك المكان ,تحتاج لأن تهاجم و تدافع في نفس الوقت” هكذا يبدو الأمر بالنسبة لروبرتو كارلوس.

    كيف يصنع بوكيتينيو اللاعبين –داني روز مثالاً:

    و بالاضافة إلى خليفة كارلوس في ريال مدريد مارسيلو ,نجد هناك في البريمرليغ لاعب السبيرز داني روز ,اللاعب نفسه يشرح تطوره مع مدربه بوكيتينيو في توتنهام:

    “المدرب دائماً ما يطلب مني أن ألعب بنفس الغرور الذي يلعب به مارسيلو في ريال مدريد ,في كل مرة يدخل مارسيلو إلى أرض الملعب تبدو عليه معالم الغطرسة لمعرفته المسبقة بأنه الأفضل في العالم.بوكيتينيو يطلب مني أن أظهر تلك الثقة في توتنهام”

    المدرسة التقليدية – غاري نيفيل:

    على الجانب الآخر ينتمي غاري نيفيل إلى سلالة أخرى , يوفر عرضيات خطيرة بالتأكيد ولكن نقاط قوته لم تكن المهارة على الاطلاق.أحد الأرقام الطريفة التي ستدلك على مهام غاري هي عدد الاهداف التي سجلها خلال مسيرة ال 19 عاماً مع مانشستر يونايتد :عدد الأهداف التي سجلها أقل من عدد البطولات التي فاز بها.

    144752

    عبر غاري نيفيل في كتاباته على أن من يشغل مركز الظهير التقليدي يعتبر نادراً جداً في أيامنا هذه و سيصبح أقل في السنوات القادمة أيضاً:

    “في مدارس التدريب القديمة كان 60-70% من التدريب يركز على مهمات الدفاع ,الجهة التي تتقدم فيها أحد قدميك هي جهة جسدك التي ستحاول من خلالها أن تمارس أقل عدد من دورانات الرأس لتتابع الكرة.الأمر بين اليوم والسابق يشبه تحليل أحد الموسيقيين لأغنية إلى عناصرها الاولى :في السابق كان العنصر الاول هو الخصائص الدفاعية العالية ,اليوم تبداً مع أكبر قدر من التقنية و المهارة و من الممكن أن يتعلم الظهير كيف يدافع في المستقبل”

    يتابع نيفيل بعد ذلك:

    “كنا نمارس التغطية في الملعب بطريقة رجل لرجل ,و يمكنك أن تمارس المخالفات الخاصة بك فقط مع هذا اللاعب.بالتأكيد إذا كان اللاعب المخصص لك هو من سجل الهدف في مرمى فريقك عندها ستسبب بالاحراج لنفسك أمام كامل الفريق.في السابق ايضاً كان الأمر يعتبر بمثابة الجريمة لو سمحت لاحد العرضيات أن تصعد من المكان المخصص بك”

    الآن أصبح روبرتو كارلوس هو الصورة النمطية التي يجب أن يكون عليها الظهير ,عليك أن تدافع و تهاجم و أن تمتلك المهارة أيضاً لكي ترغب الفرق بانتدابك.البرازيلي وجد مقاومة كبيرة لنمطه في بدايات مشواره مع الإنتر ,و لكن خسارة الأنتر و موراتي على ما يبدو كانت مكسباً لريال مدريد و لكرة القدم الحديثة.عقدين من الزمن كانت كافية لتتحول مهام الظهير إلى الأبد.