ما انفكت الجماهير الكارهة لبرشلونة بوصف عشاقه بمصطلح “أطفال 2009” في إشارة لبدأ متابعة وتشجيع بعض الجماهير لبرشلونة في ذلك العام خصوصاً بعد فوزه بسداسيته التاريخية.

قبل أن أدخل في صلب الموضوع أود الإشارة لوجود عدد كبير لا يستهان به من مشجعي برشلونة قبل عام 2009 بكثير، ومنهم الكثير أيضاً ممن تخطى سن الأربعين وعاصر برشلونة في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، صحيح أن تشجيع الأندية الإيطالية في تلك الفترة كان يطغى على باقي أندية العالم لكن جماهير برشلونة كانت حاضرة على الدوام على الأقل في عِقد التسعينات.

وبالعودة لأطفال 2009 على حد تعبيرهم، هناك سؤال قد يجول في خاطر البعض، عندما يبدأ طفل بمتابعة كرة القدم وشاهد برشلونة عام 2009 فإنه حتماً سيتعلق به ويشجعه، أذكر أنني بدأت بتشجيع أحد الأندية الإيطالية منتصف التسعينات ولا زلت أشجعه حتى الآن فلماذا لم يسمونا أطفال 1995؟ وأذكر أيضاً أن نسبة متابعين ريال مدريد زادت بعد تتويج الميرنجي بدوري الأبطال عام 2002 فلماذا لم يسموهم أطفال 2002؟

في أبريل الماضي نشرت مقالاً بعنوان “أبرز العوامل التي تحكم ميول وإتجاهات الجماهير والمشجعين العرب” تحدثت فيه عن 7 عوامل تؤثر في جذب المتابع العربي نحو رياضة أو فريق معين وأول هذه العوامل كانت “المشاهدة الأولى” وهو العامل الذي يُعتبر ذنباً اقترفه أطفال 2009 بنظر كارهي برشلونة، فمشاهدتهم الأولى في كرة القدم كانت لبرشلونة وتعلقوا به واستمتعوا بما يقدمه فشجعوه أين المشكلة إذاً؟

جمهور برشلونة في العالم العربي

جمهور برشلونة في العالم العربي

أعتقد أن ميول الكثير من المشجعين تجاه برشلونة طبيعية بالنظر لإنجازات الفريق في آخر 10 سنوات بالإضافة لوجود قوة جذب إعلامي هائلة تجاه هذا الفريق مع العلم أن برشلونة منذ تأسيسه كان دائماً يضم أساطير ونجوم كبار منذ الرعيل الأول بوجود باولينيو ألكانتارا وزامورا حتى يومنا هذا مع ميسي ورفاقه.

لا أراها ظاهرة غريبة بقدر ما هي محاولة تصغير وإهانة لجماهير برشلونة ولست من مشجعيه أو بصدد الدفاع عنه، لكن مصطلح أطفال 2009 فيه الكثير من التصغير لجمهور فريق كبير يغطي مساحات واسعة حول العالم.

هذا المصطلح لا زال متداول وبكثرة حتى الآن ولا زلنا ننتظر أن يكبر هؤلاء الأطفال ويصبحوا رجالاً في نظر منتقديهم..فذنبهم الوحيد أنهم مشجعين لبرشلونة كما يعتقد البعض.

لمتابعة الكاتب عبر الفيسبوك