ملاحم كروية : قصة العداء بين ألمانيا وإنجلترا

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • نتيجة لن تنساها الجماهير الإنجليزية

    لأكثر من سبعة عقود تواجهت اثنتان من أكبر دول أوروبا في أعظم و أقوى مباريات الكرة على النطاق القاري والعالمي.

    ألمانيا وإنجلترا جمعتهما عداوة شديدة ،وتميزت مواجهاتهما بحساسيات خاصة على وقع ذكريات الحربين العالميتين  ،والتنافس لفرض الهيمنة على أوروبا،فكلاهما أعتبر الآخر منافسه الرئيسي .وقدما وجبة كروية دسمة فتحت شهية متابعي كرة القدم في جميع أنحاء العالم.

    كل مباراة لعبها المنتخبان أسالت الكثير من الحبر وكتبت فصلاً من فصول  رواية طويلة تميزت بالندية والشراسة ، و سعي كل منهما لتسجيل فوز على حساب الآخر يسجله في تاريخه و يفتخر به.

    في المقال التالي نعود إلى تاريخ العداوة التي جمعت المنتخبين و ظروفها.

    مواجهة ألمانيا وإنجلترا في الثلاثينيات

    مواجهة ألمانيا وإنجلترا في الثلاثينيات

    ثلاثينيات القرن الماضي و بداية الجدل

    التقى منتخبا إنجلترا و ألمانيا رسمياً لأول مرة في 10 مايو  1930 وكان أول لاعب ترك بصمته في تاريخ اللقاءات هو ريتشارد هوفمان لاعب دريزدن صاحب التسديدات الصاروخية  الملقب ب”الملك ريتشارد”.أوقف هوفمان  سنة كاملة بعد طرده أمام الأورغواي في الأولمبياد الصيفي الذي استضافته ألمانيا عام 1928،وتعرضت أذنه اليمنى لإصابة قوية خلال حادث سير،فخاض المباراة أمام إنجلترا بضمادة على أذنه.

    انتهت المباراة بالتعادل 3-3 سجل هوفمان ثلاثية ،وسجل لإنجلترا جو برادفورد2-ديفيد جاك1 في لقاء شهد إصابة لاعب شيفيلد وينزداي ويليام مارسدن في العمود الفقري بعد اصطدامه بزميله روي غودال ما تسبب في اعتزاله.

    تواجه الفريقان لاحقاً في عام 1935،وفاز الإنجليز بثلاثية نظيفة سجلها جورج كامسيل2-كليف باستين 1وإستخدم نظام هتلر المباراة لترويج أفكاره النازية بحضور أكثر من مئة ألف ألماني.

    أثارت مباراة الفريقين في 1938 الجدل في إنجلترا ليس بسبب الفوز العريض الذي حققه منتخبها ب 6-3 وهي أعلى نتيجة خلال لقاءات الغريمين، بل بسبب تأدية الفريقين التحية النازية قبل بداية المباراة.تصرف انتقدته صحيفة الأوبزرفر في 2001 ووصفت اللاعبين ب”اللامبالين بمصير بلادهم “.

    فوز إنجلترا بكأس العالم 1966

    فوز إنجلترا بكأس العالم 1966

    مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية ونهائي ويمبلي1966:

    تغير الكثير بعد الحرب العالمية الثانية وهزيمة ألمانيا أمام محور الحلفاء الذي كانت إنجلترا عضواً فيه،فقد قسمت ألمانيا وفاز شطرها الغربي بكأس العالم في 1954،مع ذلك ظلت الكفة راجحة لمصلحة الإنجليز الذين هزموا ألمانيا الغربية في 1954-1956-1965-1966(أول مباراة لجيف هيرست مع المنتخب الانجليزي كانت مباراة ودية في نفس العام).

    كان نهائي ويمبلي 1966 القشة التي كسرت ظهر البعير ،وصبت الزيت على نار العداء المتوهجة أصلاً.

    تقدم الألمان في الشوط الأول بهدف هيلموت هالرفي الدقيقة 12،وعادل هيرست النتيجة ،ثم ضاعف بيتيرزالنتيجة للإنجليز في الدقيقة77 رفض الألمان الاستسلام للهزيمة كعادتهم ،وفي الدقيقة 89 حصلوا على ركلة حرة نفذها كارل هاينز شنيلينغر،وصلت الكرة إلى وولفغانغ ويبر الذي سجل هدفاً أعترض عليه غوردون بانكس حارس إنجلترا.

    كان هناك بعض الجدل حول هدف ويبر،لكن هدف إنجلترا الذي سجله هيرست في الدقيقة 11 من الوقت الإضافي هوربما الأكثر جدلاً في تاريخ كرة القدم، فقد أضطر الحكم السويسري غوتفريد دينست لاستشارة حامل الراية السوفييتي توفيك باكراموف الذي أعلن صحة الهدف مما أثار غضب لاعبي ألمانيا الغربية.

    ضغط الألمان لتعديل النتيجة ،لكن هيرست قضى على آمالهم وسجل الهدف الرابع ليصبح أول لاعب في تاريخ كاس العالم يسجل ثلاثية في مباراة نهائية و يتوج منتخب إنجلترا بكاس العالم. ألهم فوز إنجلترا الجماهير التي باتت  تنشد في كل مباراة أمام الألمان الأغنية الشعبية الرائجة “حربان عالميتان و كاس عالم”للسخرية منهم.

    منتخب إلمانيا الغربية

    منتخب إلمانيا الغربية

    صحوة ألمانيا الغربية:

    في 1968 هزم الألمان منتخب إنجلترا بهدف وحيد سجله فرانز بكنباور في ستاد هانوفر،وفي كأس العالم 1970 في المكسيك تواجه الغريمان مجدداً في ربع النهائي.تقدم الانجليز بهدفي موليري و بيتيرز،وقلص بكنباور الفارق قبل أن يعدل أوفي زيلر النتيجة.

    توجه الفريقان إلى الأشواط الإضافية،وسجل غيرد مولر الهدف القاتل في شباك إنجلترا ،ثم أطاحت ألمانيا الغربية بالانجليز مجدداً في ربع نهائي أمم أوروبا1972.

    هزمت إنجلترا ألمانيا الغربية في 1975،وهزمها الألمان في1978 ،كما لعب الفريقان دور المجموعات في مونديال إسبانيا1982 و تعادلا سلباً . ثم هزمت ألمانيا الغربية إنجلترا في أكتوبر 1982 على ستاد ويمبلي القديم.

    فازت إنجلترا على ألمانيا الغربية3-0 على ملعب الأزتيك في مكسيكو سيتي.كانت هذه المباراة جزءاً من بطولة مصغرة استضافتها المكسيك استعدادا  لكأس العالم 1986 ،وبعد ذلك هزمت ألمانيا الغربية إنجلترا في دوسلدورف عام 1987.

    في 1990 التقى الفريقان مجدداً في نصف نهائي كأس العالم،سجل لألمانيا أندرياس بريمه وعادل  غاري لينيكر لإنجلترا ،ليحتكم الطرفان إلى الأشواط الإضافية.

    في واحدة من أكثر اللقطات حزناً في كأس العالم بكى بول غاسكوين بعد حصوله على بطاقة صفراء كانت ستحرمه من لعب النهائي في حال تأهل منتخب بلاده،لكن ألمانيا الغربية أقصت انجلترا بركلات الترجيح مما زاد حزن و حرقة غاسكوين.

    geoff-hurst_1115383c

    منتخب ألمانيا الموحدة:

    عقب نهائيات كأس العالم عام 1990أصبحت ألمانيا دولة موحدة، وأثبتت علو كعبها على إنجلترا فهزمتها بهدف مقابل لاشيء في1991على ستاد  ويمبلي أحرزه كارل هاينز ريدله ،قبل أن تتغلب عليها مرة أخرى في بطولة ودية أقيمت في الولايات المتحدة عام 1993 استعدادا لكأس العالم 1994.

    استضافت إنجلترا بطولة أمم أوروبا في 1996 ،أصطدم طموح أصحاب الأرض بألمانيا في نصف النهائي ، وجمعهما لقاء ناري تسلح فيه الأسود الثلاثة بأفضلية الأرض والجمهور في مواجهة الماكينات.

    سجل ألان شيررأسرع أهداف المسابقة في شباك الألمان ،وعادل ستيفان كونتز النتيجة ليلعب الفريقان ضربات الترجيح في إعادة لسيناريو1990.

    مرة أخرى وقف الحظ بجانب الألمان ،وأحتفل اندرياس مولر قائد ألمانيا بعد تسجيل الركلة التي حجزت لبلاده بطاقة العبور إلى النهائي بطريقة استفزت الإنجليز وأثارت جنون صحفهم التي أطلقت سهامها عليه وأجمعت على وصفه ب” النازي المستفز والمتكبر”.

    جاءت مباراة إنجلترا المقبلة ضد ألمانيا في أمم أوروبا 2000 في شارلروا  بلجيكا ،مع المزيد من التوتر الذي تتميز به مواجهات الغريمين تخوفت السلطات من تكرار كارثة هيلزبره.علاوة على ذلك  اندلعت أعمال شغب ضد الشرطة أدت إلى عمليات اعتقال و ترحيل للهوليغنز وكادت تسبب طرد انجلترا من البطولة.

    انتهى اللقاء بهدف ألان شيرر الذي أصبح أحد نجوم المواجهات بين البلدين ،نتيجة كانت محبطة للألمان وعنونت صحيفة بيلد صفحتها الرئيسية بعنوان “0-1 ألمانيا تبكي.هل انتهى الأمر”.

    الخماسية الإنجليزية في ميونخ

    الخماسية الإنجليزية في ميونخ

    صدمة ميونخ  والكلاسيكيات:

    نادراً ما تواجه بطلا عالم في مباريات جولات تمهيدية ،كان هذا هو الحال بالنسبة لألمانيا وإنجلترا في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2002 . كان اللقاء الأول للفريقين في 7 أكتوبر 2000 على ستاد ويمبلي القديم ،وانتهى لصالح المانشافت بهدف  ديتمار هامان.

    أقيل مدرب إنجلترا كيفن كيغان عقب الخسارة،وحل مكانه السويدي سفين غوران إريكسون أول مدرب أجنبي لمنتخب الأسود الثلاثة.

    كانت لدى ألمانيا فرصة للتأهل مباشرة إلى كأس العالم لو تخطت إنجلترا ،لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن أحياناً فبعد تأهل لاح في الأفق بعد هدف كارستن يانكر بعد 6 دقائق من بداية المباراة ،بدا أن إنجلترا ستخوض مباراة إقصائية  ضد أوكرانيا،لكن مايكل أوين كان له رأي آخر فعدل النتيجة ،أتبعه ستيفن جيرارد بهدفه الأول مع منتخب إنجلترا قبل نهاية الشوط الأول.

    سجل أوين مرتين في الشوط الثاني ليكمل ثلاثيته ،وأجهز إميل هيسكي على ألمانيا بهدف خامس.فوز إنجلترا ضمن تأهلها إلى كأس العالم مباشرة.

    كانت ليلة لا تنسى لإنجلترا قال عنها مذيع البي بي سي جون موتسون :”أعتقد أن هذا قد يكون أفضل انتصار لنا على ألمانيا منذ الحرب العالمية”.

    افتتحت إنجلترا ستاد ويمبلي الجديد في 2007  بمواجهة ألمانيا التي تغلبت عليها بهدفين لواحد،وتغلبت على ألمانيا  بعد عام  بنفس النتيجة.

    التقى العدوان اللدودان  في الدور الثاني  من مونديال2010 في لقاء لم يختلف عن سابقاته بإثارة الجدل وشدة التنافس. تقدم المانشافت بهدفين في الشوط الأول عن طريق ميروسلاف كلوزه ولوكاس بودولسكي ،وسجل ابسون لصالح انجلترا في الدقيقة ال37.

    بعدها بدقيقتين سدد لامبارد كرة اصطدمت بالعارضة وعبرت الخط الأبيض مع ذلك لم يحتسب الهدف ،هللت الصحف الألمانية لقرار الحكم و اعتبرته انتقاما إلهياً عادلاً بسبب هدف هيرست الذي أحتسب بدون وجه حق في ويمبلي. واصلت ألمانيا اللعب فألتقط

    مانويل نوير الكرة ومررها فوراً على الرغم من أن الكرة تجاوزت خط المرمى ودخلت الشباك.

    رفض الحكم اعتراضات لاعبي إنجلترا، ولم يكد الإنجليز يفيقوا من وقع الصدمة  حتى بدد توماس مولر آمالهم بهدفين.

    كانت خسارة إنجلترا أمام ألمانيا 4-1 أثقل هزيمة تتعرض لها خلال مشاركاتها في كأس العالم.

    احتفلت إنجلترا بالذكرى ال 150 لتأسيس إتحادها الكروي في 2013 بمباراة ودية أمام ألمانيا خسرتها بهدف سجله بير ميرتيساكر.

    terry england

    أبرز لحظات العداوة بين المنتخبين:

    هدف جيف هيرست في نهائي 1966.

    إضاعة  كريس وادل ركلة جزاء أمام ألمانيا في 1990.

    دموع بول غاسكوين بعد خسارة  نصف نهائي  1990

    فشل بول غاسكوين في متابعة تمريرة ألان شيرار أثناء الوقت الإضافي 1996.

    حزن مشجعي إنجلترا عندما ضيع غاريث ساوث غيت ركلة  الترجيح أمام ألمانيا1996.

    احتفال ألان شيرر بهدفه أمام ألمانيا في2000.

    هاتريك مايكل أوين2001.

    احتفال أندرياس مولر ووقفته المستفزة للإنجليز1996.

    هزيمة إنجلترا على ستاد ويمبلي القديم و الجديد في2000و 2007.

    هدف لامبارد الملغي ضد ألمانيا

    هدف لامبارد الملغي ضد ألمانيا

    هدف لامبارد الملغي في 2010.

    رباعية ألمانيا 2010.

    رغم شدة التنافس الذي جمع أثنين من عمالقة الكرة الأوربية لا يسود شك بأنهما قدما أفضل ما في جعبتهما،وجعلا من العداوة بينهما إحدى أطول وأكثر القصص الكروية إثارة.

    لمتابعة الكاتب عبر الفيسبوك