لماذا تتأخر الأندية الكبرى باكتشاف المواهب؟

محمد عواد 12:06 19/12/2016
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • جريزمان - أومبيانج

    ذهب جريزمان من ريال سوسيداد إلى أتلتيكو مدريد بهدوء، ومن المتوقع أن يصل سعره لما يزيد عن 80 مليون يورو في حال قراره الرحيل عنهم، كذلك الحال مع القادم من سانت إتتيان بيير إيميريك أوباميانغ إلى بروسيا دورتموند.

    المزيد من المواهب تظهر يومياً، يصطادها فرق بقدرات مالية أقل من عمالقة الميزانيات، ثم يتم إعادة بيعهم لهم، ولعل مثال ساوثامبتون ورحيل عدد كبير من لاعبيه إلى ليفربول يلخص ما نريد قوله.

    فما سبب هذا التأخير؟

    لا يتحملون الشك!
    لا يمكن لنادي كبير مثل ريال مدريد أو مانشستر يونايتد عقد مغامرات من يوم إلى آخر، فهذا يجعل جماهيرهم تثور عليهم وتنتقدهم.

    على سبيل المثال صفقة مثل البرتغالي بيبي إلى مانشستر يونايتد، ما زال يتم تذكرها كصفقة سيئة جداً في تاريخ السير اليكس فيرجسون، وهو ما يحصل عندما يستذكر البعض درينثي مع ريال مدريد على سبيل المثال، أو دوجلاس بيريرا مع برشلونة.

    هذه الفرق لا تستطيع تحمل مغامرات التعاقد مع لاعب يبدو واعداً، فنسبة الشك فيه عالية، والصفقات السيئة تخلق ضدهم حملات إعلامية سلبية هم بغنى عنها.

    لا يصبرون !
    لا يمكنك الحصول على الكثير من الوقت لإقناع مدربك بفرق كبرى ،في حين لا بأس بالحصول على موسم ثاني مع فرق متوسطة.

    مع المباراة الثانية السيئة، تكتب الصحف عن لاعب فريق كبير بأنه سيرحل، ولا يمكن تحمل تكاليف خسارة نقاط.

    لاعب مثل جريزمان مثلاً، احتاج 10 مباريات ليسجل هدفه الأول مع أتلتيكو مدريد في الليجا وكان ذلك ضد قرطبة، فما علينا إلا تخيل أن ذلك حصل مع مهاجم في فريق أكبر إعلامياً من أتلتيكو، لكان الآن يلعب في قرطبة بدلاً من أن يسجل فيه!

    معادلة توازن الدنيا
    في علم الاقتصاد، في علم الاجتماع، في كل أنواع العلوم، هناك معادلة تحقق التوازن.

    في كرة القدم هناك توازن يقوم على حصول الصغير والمتوسط على بعض الربح، حتى يستمر ويتواجد، ليكسب الكبير أكثر، فلا يمكن اعتبار ريال مدريد وبرشلونة مثلاً أبطال دوري لو كانت الليجا مكونة من 2 فقط.

    وصول لاعب مثل ماني لساوثامبتون مفيد للبطولة، مفيد لكرة القدم، ويحقق أرباحاً لهذا النادي يواصل من خلالها اكتشاف المزيد من اللاعبين، ليرفد الكبار فيهم.

    هي علاقة تكافل وتعايش، ومن يحاول تحطيمها سيحطكم المنظومة كاملة!

    قائمة محدودة
    من الأشياء المفيدة أيضاً للفرق المتوسطة باكتشاف المواهب، أن قائمة الأندية محدودة، فعادة ما تملك الفرق 23 لاعبا للموسم، ولو كانت القائمة في معظم الدول تصل إلى 30.

    هذه القائمة المحدودة، تعني أن أكبر 10 أندية تستطيع امتلاك 230 لاعب فاعل فقط، ومنهم من يزيد عمره عن 30 ومنهم من تم اكتشافه أساساً، بالتالي لا يتوفر أي مكان للمزيد من التعاقدات.

    عندما يشتري فريق كبير من فريق متوسط لاعبه، يصبح هناك فراغ في البائع، فينتقل لاعب من فريق أقل حجماً إليه بعملية تصعيد، تشبه تماماً عملية الصعود والهبوط في بطولات الدوري، لكن هذه المرة على الأفراد.

    يستثمرون وقت كشافتهم بشكل مختلف
    عندما يريد ريال مدريد دفع 100 مليون يورو من أجل جاريث بيل، أو يريد مانشستر يونايتد جعل بوجبا الأغلى في التاريخ، ويريد برشلونة أخذ مغامرة معقدة للغاية بالتعاقد مع نيمار، يجعلون استثمار وقتهم هناك بشكل أكبر.

    يتم جعل تركيزهم كاملاً هناك، فهذا استثمار يقارب 20% من دخل النادي السنوي، والخطأ فيه سيكون كارثياً، بالتالي يتم توجيه فريق الكشافة والباحثين للتركيز على أمر واحد.

    لعل محاولة ريال مدريد شراء إيارامندي واعتراف رئيس ريال سوسيداد أن فلورنتينو بيريز لم يكن يعرف اسمه أساساً يوضح الأمر، فـ 30 مليون يورو لا تحتاج للكثير من الجهد الذهني بالنسبة لنادي يقارب دخله 600 مليون يورو، لكنه سيضع جهوده كلها عندما تأتي صفقة مدوية هدفها رياضي وتجاري وترويجي في آن واحد.

    على العكس من ذلك في الفرق المتوسطة والصغرى، فصفقة 30 مليون يورو صفقة قياسية، يتم البحث عنها جيداً، فيأتي الاكتشاف المميز للاعبين.