أمور تغيرت في عالم كرة القدم مؤخراً .. أداء برشلونة في المقدمة

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • كل شيء يتغير حولنا، طرق الاتصال والتواصل بين البشر كثرت وتعددت، والوصول إلى المعلومات أصبح أكثر سهولة وسرعة، والهواتف تتطور بطريقة لا يمكن مجاراتها لتصبح أشبه بعشرة أجهزة في جهاز واحد (كاميرا، راديو، تلفزيون، آلة حاسبة، كومبيوتر، جهاز ألعاب … الخ) ، لذلك كان من الطبيعي أن يحدث الكثير من التغييرات في عالم كرة القدم الأوروبية والعالمية خلال السنوات الأخيرة.

    وحين الحديث عن التغييرات في عالم كرة القدم الأوروبية فنحن لا نتحدث عن الأمور الثانوية والتفاصيل البسيطة، بل عن الشكل العام للعبة، كما أننا لا نتحدث عن العقدين الأخيرين، بل عن الأشهر الأخيرة فقط!

    برشلونة لم يعد الفريق الأكثر متعة وإبهاراً في العالم

    أكبر تغيير حصل في الأشهر الماضية ضمن أخبار برشلونة اليوم هو تراجع قدرة الفريق على تقديم أداء ممتع ومميز على أرض الملعب. البرسا أصبح يميل أكثر للأداء المتوازن والواقعي بل والدفاعي في بعض المباريات، كما يميل إلى إدخار المجهود وعدم المبالغة في الاستعراض الهجومي، كل ذلك حدث في عهد المدرب إرنستو فالفيردي وهو ما جعل جماهير الفريق مستاءة من ذلك.

    في هذا الوقت تطور أداء فرق أخرى لتصبح هي صاحبة الفرجة والمتعة في عالم كرة القدم، مانشستر سيتي هو أبرز من تطور بفضل بيب جوارديولا، ولا ننسى ليفربول مع يورجن كلوب، وريال مدريد مع زين الدين زيدان أو جولين لوبيتيجي.

    صحيفة ماركا وضحت مدى تطور أداء ريال مدريد مقارنة بتراجع برشلونة، ففي عهد جوزيه مورينيو مرر لاعبو برشلونة الكرة بشكل أكبر من ريال مدريد بمقدار 27366 تمريرة، لكن الحال تغير بالموسم الحالي حيث مرر لاعبو الريال الكرة 1505 مرة وبنسبة نجاح تتخطى 90% مقابل 1470 تمريرة لبرشلونة وبنسبة نجاح تبلغ 87.8%.

    Vidal

    تقنية الفيديو تغزو أهم بطولات كرة القدم في العالم

    مع بدء الاعتماد على تقنية حكم الفيديو في الدوري الإيطالي الموسم الماضي شاهدنا أن الكثير من الأخطاء تم تصحيحها (وإن استمرت بشكل بسيط) قبل أن تتوسع العملية لتشمل أهم بطولة كروية والمتمثلة بكأس العالم 2018.

    في افتتاح الموسم الحالي بدأ الاعتماد على حكم الفيديو في الدوري الإسباني، وهي أكثر بطولة شهدت أخطاء تحكيمية واضحة وبارزة في السنوات الماضية، وأثمرت التقنية في أول جولتين عن تصحيح العديد من الأخطاء التحكيمية المؤثرة وهو ما ساهم في تحقيق نتائج عادلة بشكل أكبر للفرق.

    حكم الفيديو لا شك من أنه أحد أبرز المستجدات في عالم كرة القدم.

    الدوري الإيطالي يعود للواجهة

    سنوات مظلمة مرت على الدوري الإيطالي وبالتحديد منذ بروز مشكلة الكالتشيو بولي عام 2006 ، المسابقة التي كانت تضم أفضل نجوم العالم تحولت لبطولة لا تحظى بالشعبية بين الجماهير ولا تقدم كرة القدم المتطورة ولا حتى تحتوي على لاعبين من طراز سوبر ستار إلا فيما ندر.

    لكن مع بداية الموسم الحالي شعرنا بأن هناك بوادر للتغير في ظل انتقال كريستيانو رونالدو الحائز على جائزة الكرة الذهبية 5 مرات والمرشح لنيل الكرة السادسة إلى يوفنتوس، صفقة كهذه لها دلالات وأبعاد على مستقبل الكرة الإيطالية خصوصاً أن البرتغالي هو أفضل لاعب في تاريخ ريال مدريد  النادي الأقوى في أوروبا رياضياً واقتصادياً خلال السنوات الماضية.

    انتقال رونالدو إلى يوفنتوس أتى بثماره سريعاً، حيث جذب الجماهير حول العالم إلى الدوري الإيطالي، حتى أن أخبار رونالدو ويوفنتوس المنشورة على موقع سبورت 360 أصبحت تلقى متابعة أكبر بكثير مما كان عليه بالماضي، لا ننسى أن قيمة أسهم يوفنتوس في بورصة ميلانو ارتفعت بشكل كبير جداً بعد انتقال رونالدو إلى  تورينو، لتتخطى قيمة المليار و 31 مليون يورو لأول مرة في تاريخ النادي، فيما بلغت نسبة الارتفاع 55.5%.

    وفي الحقيقة ليس رونالدو فقط من أعاد الدوري الإيطالي للواجهة، هناك عوامل أخرى أيضاً مثل تحسن تشكيلة إنتر ميلان بشكل واضح، استمرار ميلان في التعاقد مع لاعبين مميزين وعلى رأسهم جونزالو هيجواين، ناهيك عن تولي كارلو أنشيلوتي تولي تدريب نابولي، بالإضافة طبعاً لوصول روما إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا وتقديمه مستوى رائع كاد من خلال أن يقصي ليفربول ليصعد للمباراة النهائية.

    تراجع الثقة بجوزيه مورينيو وانعدام الثقة بآرسنال

    حينما كان يذكر إسم جوزيه مورينيو فسواء كنت من محبيه أو كارهيه تجد نفسك مضطراً للقبول بفكرة أنه مدرب ناجح ومن أميز مدربي العالم، ربما يعيب عليه الكثيرون الأداء الممل الذي يقدمه فريقه في بعض الأحيان، لكن في الغالب يتجنب نفس الأشخاص الحديث عن النجاح الرياضي لجوزيه.

    في الأشهر الأخيرة بدأت المعادلة تتغير شيئاً فشيئاً، فبعد رحيله عن ريال مدريد بموسم صفري قدم موسمين كارثيين في تشيلسي من أصل 3 مواسم قضاها هناك، ثم قدم موسم غير مقنع مع مانشستر يونايتد بعد موسم أول متوسط النجاح (بحكم أنه لم يحقق ألقاب كبرى) وهو ما يعني بأن جوزيه حقق لقب كبير واحد فقط في آخر 5 مواسم.

    تراجع الثقة بجوزيه أصبحت ظاهرة واضحة في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، لدرجة أنه هاجم الصحفيين أمس بعد الخسارة أمام توتنهام بنتيجة 0-3 ليذكرهم بأنه أكثر من حقق لقب الدوري الإنجليزي في آخر عقدين من الزمن، وهو ما يدل بأنه يشعر بمحاولة الصحفيين إلصاق الفشل به.

    تراجع الثقة بجوزيه ترافق مع انعدام الثقة بقدرة آرسنال على المنافسة على الألقاب الكبرى، صحيح أن آرسنال تراجع منذ فترة طويلة، لكن بالوقت الحالي أصبح المدفعجية خارج حسابات المتابعين حينما يتحدثون عن الفرق المرشحة لتحقيق الألقاب أو حتى الفرق المرشحة لنيل أحد المراكز الأربعة الأولى في الدوري الإنجليزي، وهو انحدار هائل في سمعة النادي عالمياً أدى بنهاية المطاف إلى رحيل أرسين فينجر وتعيين أوناي إيمري الذي لا يحظى بثقة الجماهير ووسائل الإعلام هو الآخر.

    ريال مدريد نادي يرفض الإنفاق ويكتفي بجلب الشبان

    منذ صيف 2014 لم يقم ريال مدريد بعقد أي صفقة شراء ضخمة في سوق الانتقالات، بل أنه كان ضلعاً رئيسياً في صفقات ضخمة لبيع اللاعبين، مثل بيع ألفارو موراتا إلى تشيلسي.

    وفي الحقيقة هذا الأمر لم يكن محيراً لوسائل الإعلام والجماهير بشكل كبير بحكم لأن تشكيلة الفريق كانت زاخرة بأفضل النجوم، إلا أن هذه المعادلة تغيرت تماماً صيف 2018 بعد رحيل رونالدو، فرحيل أسطورة النادي من المفترض أن يترافق مع عملية انتدابات ضخمة لسد العجز خصوصاً أن الفريق لا يملك العديد من المهاجمين ضمن صفوفه، بل أنه يعاني على صعيد الزاد البشري في خط الهجوم.

    ريال مدريد لم يعوض رونالدو مفضلاً عدم إنفاق الأموال ببذخ، الريال ظهر وكأنه نادي يرفض أسعار السوق المبالغ بها رغم أنه منذ بداية الألفية الجديدة كان هو من يرفع أسعار اللاعبين في السوق جراء الصفقات المرعبة التي يقوم بها لانتداب اللاعبين.

    ولم يكتفِ ريال مدريد بقيادة فلورنتينو بيريز بهذا التغيير المفاجئ في سياسة النادي من ناحية الانفاق خلال سوق الانتقالات، بل أن النادي أصبح يميل لجلب اللاعبين الشبان وتطويرهم لجني ثمار تألقهم بالمستقبل بدلاً من التعاقد مع أفضل نجوم العالم من أندية أخرى، وهو تغيير كبير جداً في استراتيجية النادي الملكي لم يكن يتخيل أحد بأنه سيحدث في عهد بيريز.

    neymar-kylian-mbappe-psg-sco-angers_1wzo2pv8q53ma1afibbrm6hzqi

    تقدم فرق متوسطة لتلعب أدوار كبيرة جداً وعودة ليفربول إلى الواجهة

    منذ صيف 2008 ومانشستر سيتي يحاول أن يصبح أحد أقوى أندية العالم رياضياً، ومنذ ذلك الحين والسيتي يتطور موسماً تلو الآخر من ناحية الشخصية والأداء الفني والقدرة على تحقيق الألقاب، لكن النادي وصل إلى مرحلة متقدمة جداً بالأشهر الأخيرة مع بيب جوارديولا لينظر له بأنه أقوى فريق في العالم ببعض الأوقات، وأكثر فريق يمتع عشاقه بمشاهدة كرة قدم جميلة.

    وليس السيتي فقط من أصبح قريباً من قمة المجد الرياضي جماهيرياً وإعلامياً، بل أن باريس سان جيرمان هو الآخر تطور بشكل كبير خصوصاً بعد التعاقد مع نيمار دا سيلفا وكيليان مبابي. لا ننسى أن كلا الناديين هما الأبرز على صعيد التعاقد مع أفضل نجوم العالم خلال الأشهر الأخيرة.

    وفي الوقت ذاته نشاهد أتلتيكو مدريد يصل لمستوى أفضل مع المدرب دييجو سيميوني، فالنادي المتوسط لم يعد كذلك بل أصبح طموحه يتمحور حول منافسة ريال مدريد وبرشلونة على الألقاب، وهو ما يتضح من تعاقدهم مع لاعبين بارزين خلال السوق عكس الريال مثلاً الذي يكتفي بجلب الشبان.

    وفي خضم هذه المعمعة نشاهد أن ليفربول بدأ يعود للواجهة مجدداً، بل أنه أصبح أحد أبرز المرشحين لتحقيق لقب الدوري الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا، وهي ظاهرة لم تحدث منذ أمد بعيد ويعود الفضل فيها إلى المدرب الألماني يورجن كلوب، ثم المصري محمد صلاح رفقة سيديو ماني وروبرت فيرمينيو، وأخيراً إدارة النادي التي عرفت كيف تطور صفوف الفريق خلال سوق الانتقالات.