ايطاليا احتاجت لصدمة الغياب عن المونديال لتستفيق من سباتها

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • للمرة الأولى منذ  عام 1958 تفشل ايطاليا في الصعود لكأس العالم لتغيب عن المونديال للمرة الثالثة في تاريخها وسط موجة سخط عارم لعشاق السكوادرا أزورا في ايطاليا وحول العالم.

    في عام 2014 وتحديداً في شهر أغسطس فاز كارلو تافيكيو برئاسة الإتحاد الإيطالي متفوقاً على ديمتريو البرتيني، وكنت أتمنى حينها فوز البرتيني لضخ دماء شابة في مكاتب صنع القرار بالإتحاد الإيطالي، ورغم تصريحاته المثيرة للإشمئزاز حول العنصرية في ايطاليا نال تافيكيو أعلى الأصوات ما يؤكد مدى الترهل الفكري والإداري لكل من صوت على انتخابه فكيف لرجل وصف اللاعبين ذو البشرة السمراء بآكلي الموز أن يفوز برئاسة الإتحاد الإيطالي!!!

    تافيكيو نفسه كان محظوظاً بقبول كونتي مهمة تدريب المنتخب الإيطالي خلفاً لبرانديلي حيث استطاع تحقيق نتائج جيدة في اليورو قبل استقالته، لكن اختيار فينتورا لخلافة كونتي كانت النقطة المفصلية في الإخفاق الأخير بعدم التأهل لكأس العالم.

    لا أدري ما هي الأسس التي اعتمدها تافيكيو ومجلس إدارته في اختيار فينتورا صاحب السجل المتواضع بفكر فني تقليدي غابت عنه الحداثة وغلبت على خططه العشوائية، فرغم التراجع الهائل في مستوى وقلة جودة لاعبي المنتخب الإيطالي إلا أن هذا الفريق كان بإمكانه الوصول للمونديال لو قادهم مدرب جيد على الأقل.

    مشكلة الكرة الإيطالية لا تقتصر على منتخبها الأول بل على جميع منتخبات الفئات العمرية في ايطاليا وعلى أنديتها التي غابت عن التتويج في دوري الأبطال منذ عام 2010.

    عشوائية التخطيط الإداري وسوء اختيار المدربين رافقه شلل تام في القوانين الداخلية للكرة الإيطالية ما زاد من عجزها على مواكبة التطورات الهائلة في مختلف مجالات تطوير كرة القدم، فنظام الضرائب مبالغ فيه وأي فريق يقرر بناء ملعب خاص به يواجه الكثير من التعقيدات ما أدى لتراجع كبير في البنية التحتية للملاعب عدا عن الفرق الكبير في حقوق النقل التلفزيوني والتسويق للبطولات المحلية مقارنة مع دوريات أخرى كبرى في أوروبا.

    ربما جاءت الصدمة متأخرة لكنها في النهاية وقعت وإعادة النظر في منظومة الكرة الإيطالية كان من المفترض القيام به بعد مونديال 2010 على أقل تقدير بعد الخروج من الدور الأول لكن شيئاً من هذا لم يحدث، ليأتي الخروج من الدور الأول أيضاً في مونديال البرازيل ليتطور للغياب عن مونديال روسيا وهي الصدمة التي احتاجتها ايطاليا للشعور بحجم الكارثة التي عادت على كرة القدم الإيطالية بالندم والحسرة لعل هذه الصدمة تجعل ايطاليا بمنتخبها وأنديتها تستفيق من سباتها الطويل على أمل تصحيح المسار بداية من يورو 2020.