خارج الصندوق: ما هي الأهداف المتوقعة؟

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • فرصة هدف محقق

    “كان عليه التسجيل!!” “هذه فرصة لا تضيع!!” “أنا كان بإمكاني تسجيل هذه الفرصة” عبارات نرددها عند مشاهدة مباريات فرقنا المفضلة؛ لكنها دوماً ما تكون مجرد أراء شخصية. حيث لم نكن نملك وسيلة تمكننا من الحكم على سهولة فرصة معينة. لكن أوبتا قررت أن تحل هذه المشكلة من خلال إحصائية جديدة تدعى “الأهداف المتوقعة”.

    مبدأ الأهداف المتوقعة سهل جداً؛ حيث يتم الحكم على كل تسديدة بشكل منفرد من خلال عدد من العوامل (التي سنذكرها لاحقاً) التي تصف الطريقة التي وصلت بها الكرة إلى المسدد ومدى سهولة الفرصة المتاحة له ومن ثم تمنح علامة لكل فرصة لتحديد احتمالية تسجيلها من 0 (مستحيلة) إلى 1 (مؤكدة). فتسديدة من مسافة قريبة جداً من المرمى الخالي ستنال علامة أكبر من تلك التي ستنالها تسديدة من بعد 35 متر من المرمى، كما تظهر الصورة في الأسفل.

    ويمكننا بالتالي الحكم على حسن ترجمة مهاجم معين أو مهاجمي فريق معين للفرص بمقارنة عدد الأهداف المسجلة مع مجموع العلامات التي نالتها كل هجمات الفريق أو اللاعب. على سبيل المثال، فإن الفريق الذي يحقق رقماً قليلاً في عدد الأهداف المتوقعة سيكون يعاني من مشكلة في مستوى بناء الهجمة لأن الكرات التي تصل لمهاجميه تكون صعبة وتحتاج لمجهود كبير لترجمتها. بينما سيكون إحراز الفريق لعدد أهداف أقل من أهدافه المتوقعة دليلاً على إهدار مهاجميه للفرص السهلة. وبالمقابل فإن المهاجم الذي يحرز عدد أهداف “فعلية” أكثر من أهدافه المتوقعة يكون مهاجماً ممتازاً في استغلال فرصه. بينما يعتبر اللاعب الذي يحرز أهدافاً أقل من أهدافه المتوقعة مبذراً ويهدر فرصاً سهلة.

    وإن كان المبدأ سهلاً فإن طريقة الحساب معقدة جداً. حيث اضطروا خبراء أوبتا لتحليل أكثر من 30,000 تسديدة لتحديد احتمالية تسجيل هدف من أي مسافة وحالة. العوامل التي اعتمدت عليها أوبتا في خلق هذه الإحصائية الجديدة هي:

    1. 1. المسافة من المرمى
    2. 2. زاوية التسديد
    3. 3. تسديدة بالقدم أم بالرأس
    4. 4. هل كانت الفرصة انفراداً بالمرمى؟
    5. 5. التمريرة التي سبقت التسديدة: كرة طويلة، كرة عرضية، ركنية، كرة بينية،…
    6. 6. هل كانت الفرصة من ركلة ثابتة أم خلال اللعب المفتوح؟
    7. 7. هل راوغ المسدد لاعباً من الخصم قبل التسديد؟
    8. 8. هل ارتدت الكرة من الخصم قبل التسديد؟

    في الدوري الإنجليزي يعتبر هاري كاين أحد أفضل اللاعبين في ترجمة فرصه وهذا ما تؤكده الأرقام كذلك. حيث سجل هداف توتنهام سبيرز 29 هدفاً في الموسم الماضي رغم أن أهدافه المتوقعة لم تتجاوز 19 هدف؛ أي بزيادة 10 أهداف كاملة. وهذا دليل على أن كاين يستطيع ترجمة أصعب الفرص لأهداف. الأرقام تؤكد كذلك أننا، كجمهور لكرة القدم، نستطيع بشكل فطري الحكم على المهاجمين المميزين. حيث تضم قائمة أفضل مترجمي الفرص في البريميرليج العديد ممن يعتبرون أفضل لاعبي الدوري كروميلو لوكاكو، اليكسيس سانشيز، دييجو كوشتا، ديلي الي وزلاتان.

    استخدامات هذه الإحصائية لا تقتصر فقط على تحليل أداء المهاجمين بل يمكنها أيضاً المساعدة في توقع أداء الفرق المستقبلي. أوبتا تستشهد بحالة يوفنتوس خلال موسم 2015/16 لتبرز فوائد “الأهداف المتوقعة”. جميعنا نذكر بداية يوفنتوس الكارثية للموسم والتي شهدت فوزهم بثلاث مباريات خلال الجولات العشر الأولى فقط. لكن عند تحليل عدد الأهداف المتوقعة التي خلقها لاعبو السيدة العجوز فإن خبراء اوبتا توقعوا أن يعود الفريق لسكة الانتصارات بسرعى نظراً لأن الفريق كان يملك عدداً كبيراً من الأهداف المتوقعة. مما يعني أن الفريق كان يسيطر على المباريات ويصنع عديد الفرص لكنها لا تترجم؛ ولكن الفريق سيبدأ في حصد الانتصارات عندما يستعيد مهاجموه ثقتهم ومستواهم. وبالفعل فإن الفريق لم يسجل سوى 11 هدف في أول 10 مباريات ولكنه استطاع تسجيل 11 هدف في مبارياته الخمس التالية.

    1365957-Tottenham-Hotspur

    هذه الإحصائية الجديدة، التي بدأ برنامج Match of the Day باستخدامها هذا الموسم، ليست بتلك الإحصائية التي ستغير وجه كرة القدم والطريقة التي سنحلل بها المباريات. لكنها بكل تأكيد ستقدم إضافة كبيرة للطريقة التي نحكم بها على أداء المهاجمين. وطموحات أوبتا لا تقف هنا؛ حيث تعمل الشركة الإنجليزية الآن على تطوير إحصائية تقيس المساهمات الدفاعية التي يقدمها المدافعون والتي لا تقيسها الإحصائيات الاعتيادية.

    عالم إحصائيات كرة القدم، سواء وجدته مفيداً أم لا، يتوسع بشكل سريع جداً وأصبحت معظم أندية العالم تستخدمه في التخطيط لمستقبلها وكرة القدم ستمر لا محالة بما مرت به الرياضات الأميركية وتصبح الاحصائيات ركينة أساسية فيها.

    لمتابعة الكاتب عبر الفيسبوك