شاعت خلال السنوات السابقة قصة نادي بورتسموث الجميلة. النادي المنتمي لجنوب إنجلترا كان نداً قوياً لكبار إنجلترا خلال منتصف الألفية الجديدة لكن سوء الإدارة المالية قاده إلى شفير الهاوية قبل أن تنقذه جماهيره بجمعها للمال وشرائها للنادي وقيادته إلى بر الأمان، مالياً على الأقل. النادي أصبح اليوم مملوكاً من قبل مايكل ايزنر (المدير التنفيذي لشركة والت ديزني سابقاً)، ولكن قصة النادي ألهمت العديد من جماهير كرة القدم حول العالم لتولي زمام إدارة أنديتها. بعض الجماهير قامت أخذت الموضوع بمنحى مغاير وقامت بتأسيس أندية جديدة اعتراضاً على ملاك أنديتها وطريقة إدارتهم. الأمثلة عديدة؛ فمن نادي “اوستريا سالزبورغ” الذي تأسس اعتراضاً على استيلاء شركة ريد بول على النادي الذي كان يحمل اسماً مماثلاً وتحويله لريد بول سالزبورغ إلى نادي United FC. Of Manchester الذي أسسته مجموعة من جماهير مانشستر يونايتد اعتراضاً على أساليب مالك الفريق الأميركي مالكوم جلايزر. لكن هذه القصص، بالرغم من عدم نيلها ضجة كبيرة إعلامياً، قد تكون مستقبل كرة القدم. وهناك رجل واحد يحمل مفاتيح هذا المستقبل:
جيان لوكا فيالي!!!
نعم، لاعب سامبدوريا ويوفنتوس وتشيلسي السابق يمتلك اليوم الشركة الوحيدة في عالم كرة القدم التي تعمل كصلة وصل بين الأندية التي تحتاج لتمويل لمشاريعها مع جمهور كرة القدم حول العالم. فيالي الذي ينحدر من عائلة غنية (تربى في “بيت” لا يضم سوى 60 غرفة فقط)، يعرف قيمة المال ويدرك كيفية التعامل مع المال. لذلك لم يكن من الغريب أن يفضل فيالي الدخول في مجال “تمويل كرة القدم” بدلاً من التركيز على التدريب أو العمل كمعلق كباقي اللاعبين السابقين (علماً أنه عمل كمدرب وكمعلق وله كتاب ممتاز عن كرة القدم يدعى The Italian Job). شركة فيالي والتي تدعى Tifosy (أو الجماهير بالإيطالية) تقدم ثلاث طبقات مختلفة من الدعم للأندية:
الشركة عملت حتى الآن مع عديد الأندية وجمعت أكثر من مليونين ونصف باوند لأكثر من 22 حملة شارك خلالها أكثر من 14 ألف متبرع. بعض هذه الحملات تضمنت جمع أكثر من 270 ألف باوند لبناء مركز جديد لأكاديمية بورتسموث، جمع حوالي 170 ألف يورو لبناء متحف لنادي بارما، وجمع 600 ألف باوند لبناء مدرج جديد في ملعب نادي ستيفناج الإنجليزي.
الحملات قد تتطور في المستقبل، بحسب فيالي، إلى حملات لجمع الأموال للجمعيات الخيرية حيث يتعهد النادي بدفع مبلغ مماثل لذلك الذي تتبرع به الجماهير. فيالي توقع كذلك أن تكون هذه الحملات، التي تبدو غريبة اليوم، أمراً أساسياً في تجارة كرة القدم خلال عشر سنوات. لكن بعض الصحفيين ينتقدون هذه الطريقة كونها تلعب على الوتر العاطفي عند الجماهير مما يدفعهم لاستثمار أموالهم في مشاريع على أساس عاطفي بدلاً من تحليل جدواها الاقتصادية.
وأنتم، هل يمكنكم يوماً التبرع أو الاستثمار في أنديتكم المفضلة؟
لمتابعة الكاتب عبر الفيسبوك