نظرة سريعة على تقنية حكم الفيديو .. ما لها وما عليها

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • فيدال و فارجاس يناقشان الحكم بعد إلغاء الهدف بواسطة الفيديو

    أصبح الاعتماد على تقنية حكم الفيديو ضرورة ملحة في لعبة كرة القدم بعد أن كثر الجدل حول مستوى الحكام وتطورت الوسائل التي ترصد كل هفوة منهم، ومع اتساع رقعة التفاعل الجماهيري على مواقع التواصل الاجتماعي، لذلك كان من الطبيعي أن يطبق الفيفا هذه التقنية في بطولاته مؤخراً مثل كأس العالم للأندية، كأس العالم للشباب، وكأس القارات.

    الفيفا عازم على تطبيق الفكرة الجديدة بعد تقييمها بشكل جيد خلال هذه البطولات، ومن المتوقع أن يصبح خلال عامين فقط معظم البطولات الكبرى في أوروبا والعالم تتبع نفس النهج ليصبح حكم الفيديو أساسي مثل حكم الراية.

    لذلك قررنا أن نقف على أبرز سلبيات وإيجابيات الاعتماد على حكم الفيديو المساعد (فار) بعد أن كان له دور في 4 قرارات حاسمة خلال كأس القارات (الغاء هدفين، واحتساب هدفين).

    إيجابيات وفوائد تخدم كرة القدم

    1- اللعبة تصبح أكثر عدلاً بالمجمل العام، فلا يوجد فريق يستطيع تسجيل هدف غير شرعي، ولا لاعب يهرب من العقوبة بعد الاعتداء على المنافس خلف ظهر الحكم، كما لا يستطيع حكم الراية إلغاء هدف صحيح، مع إمكانية منح ركلة الجزاء للفريق الذي يستحقها إن لم تكن الحالة واضحة للحكم الرئيسي.

    العدل مطلب رئيسي في أي رياضة، والفيديو سيزيد من القدرة على التعامل بشكل عادل مع جميع الفريق، طبعاً لن يكون بنسبة 100% (حدثت أخطاء من حكم الفيديو مثل طرد رافاييل فاران في المواجهة الودية بين إنجلترا وفرنسا رغم أن الحالة لم تكن تستوجب ذلك) لكنه حتماً سيزداد عن السابق. فعلى سبيل المثال منتخب البرتغال سجل هدفاً من حالة تسلل ضد المكسيك احتسبه حكم الراية، لكن بعد مراجعة الفيديو تم إلغاؤه. اللقاء انتهى بالتعادل 2-2 ولولا الفيديو لخسرت المكسيك اللقاء.

    2- تهدئة الجماهير على مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت مهووسة بأخطاء الحكام لتحيك أفظع السيناريوهات حول نظرية المؤامرة. حينما يزداد العدل وتقل الأخطاء القانونية سيصبح تركيز الجماهير أكثر على فرقها، بدلاً من متابعة اللقاء لتصيد أخطاء الحكام وتراشق الاتهامات مثلما يحصل مؤخراً.

    بالمناسبة، ظاهرة “الاستنفار الجماهيري في مواقع التواصل الاجتماعي بسبب الحكام” إن صح التعبير عالمية، ولا تقتصر على الشرق الأوسط فقط.

    3- منح الحكام قدرة أكبر للسيطرة على المباراة. مع مرور الوقت سيشعر اللاعبون بأن كل شيء مكشوف وواضح وستقل عملية اعتراضهم على القرارات، لن ينتهي الاعتراض بكل تأكيد مثلما فعل أرتورو فيدال إثر إلغاء هدف تشيلي، لكن الحالات ستقل كثيراً وسيصبح الحكم أكثر ثقة بقراراته وأكثر هدوءاً في الملعب، وبالتالي سيسيطر أكثر على اللاعبين الذين أصبحوا يعترضون على كل قرار من الحكم مع مرور السنوات.

    السلبيات أو الأمور الغير مستحبة والمقلقة

    1- الكثيرون يروا بأن تقنية الفيديو قتلت المتعة في اللعبة، اللاعب أصبح بحاجة لقرار من حكم الفيديو الذي يصدر بعد بضعة ثواني حتى يتأكد من صحة هدفه في بعض الأحيان وليس عبر إلقاء نظرة سريعة على حكم الراية، وهذا الأمر يؤخر الاحتفال بالهدف، ويقتل الفرحة نسبياً ويجعلها خجولة.

    2- حالات التدخل القوي وركلات الجزاء ستخلق موجة جدل كبيرة. في عالم كرة القدم هناك بطولات تفضل ترك اللعب مستمر حتى لو حصل بعض التدخلات القوية أو حتى الخشنة، مثلما يحصل في أمريكا الجنوبية، ومثلما حصل في العديد من المباريات في دوري أبطال أوروبا 16\2017.

    المشكلة أن تقنية الفيديو ستجعل الحكام في موقف صعب جداً هنا، فمراجعة الفيديو سيظهر الكثير من الأخطاء المؤثرة التي ربما تحتاج بطاقات ملونة، ولو أراد الحكم تطبيق القانون على كل حالة فربما سيضطر لطرد العديد من اللاعبين، أو احتساب العديد من ركلات الجزاء في بعض المباريات العنيفة، وهو أمر سلبي وغير مستحب.

    موجة الجدل هذه متوقعة، وهي من ستضع تقنية حكم الفيديو تحت المحك الحقيقي، وليس غياب المتعة.