توتي والوداع الأجمل

أحمد الصبيح 17:28 29/05/2017
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • فرانشيسكو توتي

    لم أر في حياتي وداعاً مثل وداع جماهير روما لفرانشيسكو توتي ، لم أشاهد في حياتي قصة حب أجمل من قصة حب توتي وروما ، لم أشاهد يوماً جماهير ولاعبين واداريين يبكون بهذا الشكل عند وداع لاعب .. انتهت القصة ، روما ستكمل حياتها من دون توتي ، لكن توتي سيبقى في قلبها إلى الأبد ، ولن تستطيع أن تحب أحداً مثله ، كيف لا وهو بادلها كل هذا الوفاء طوال السنوات الـ 25 التي ارتدى خلالها قميصاً واحداً لم يغيره أبدا رغم كل الإغراءات ومحاولات الأغنياء لخطفه.

    توتي اختار روما على حساب الألقاب والمال ، في زمن طغت عليه لغة الأرقام والصفقات .. لا تقارنوه بأحد من فضلكم ، لا بجيرارد ولا بمالديني ولا بغيغز أو سكولز أو لامبارد أو بويول أو انيستا أو تشافي .. فهؤلاء استمروا طويلاً مع انديتهم التي كانت دائماً في الطليعة وفازوا بألقاب لا تحصى ولا تعد وكان من مصلحتهم أن يبقوا معها .. أما توتي فمصلحته كانت عكس ذلك تماماً ، لكنه انصاع لقلبه واليوم كل دمعة ذرفها فرانشيسكو تدل على كمية الحب الذي يكنه لروما!

    تاريخ 28 ايار 2017 هو واحد من أكثر الأيام حزناً في تاريخ الساحرة المستديرة ، فكيف لنا أن نتخيل روما بدون صاحب الرقم 10 ، كيف سأشاهد روما وأنا أعلم أنك لن تدخل في الشوط الثاني لتمتعنا بلمساتك؟ كيف سيذهب مشجع روما إلى ملعب فريقه مدركاً أنه لن يستطيع مشاهدة لاعبه المفضل وقدوته؟

    اليوم، بكت الفتاة الصغيرة، والمرأة المسنة والمراهق والرجال .. نعم حتى أعظم الرجال يبكون فتوتي بكى وأبكى معه كل عاشق لروما والكالشيو.

    أن تبقى تداعب الجلد المدور حتى سن الأربعين على أعلى مستوى، هذا ليس بالأمر المعهود ، لكن توتي غير كل المعادلات بفضل اصراره وعزيمته ومثابرته .. هو دون أدنى شك أحد أفضل اللاعبين في تاريخ إيطاليا.

    في كل عام، كنت أخشى أن يأتي هذا اليوم الذي تودع فيه روما، لكن هذا اليوم قد أتى وكان الوداع يليق بالملك، فأنا لم أشاهد في حياتي وداعاً مماثلاً، لكن هذا منطقي فتوتي لم يكن يشبه الآخرين، توتي مدرسة في الوفاء والإنتماء والإستمرارية.

    شكراً توتي على كل سنوات المتعة التي قدمتها لنا، شكراً لأهدافك الرائعة وتمريراتك العبقرية، شكراً للقيم التي رسختها فينا وشكراً على وداعك الأسطوري الذي سيبقى خالداً في ذاكرتنا.

    رالف شربل

    يمكنكم قراءة مقالاتي والتواصل معي على صفحتي الخاصة