"الألقاب ليست سوى وسام للحمقى والرجال العظام ليسوا بحاجة لغير اسمهم" لا أعرف من قائل هذه المقولة ولا أدري سبب قولها رغم محاولتي والوصول إلى نتيجة بخصوص ذلك، لكن ما أعرفه جيداً أنها تنطبق تماماً على الأرجنتيني ليونيل ميسي.
العظماء لا نستطيع اختزال ابداعهم عبر بضعة أحرف، يكفي اسمهم للتعبير عن انجازاتهم، يكفي كرة القدم أن يذكر اسم ميسي ليستحضر أرشيف من الذكريات والتاريخ واللمحات الفنية الرائعة والأهداف الجميلة والألقاب الجماعية والفردية، وأخيراً الأرقام القياسية التي ستبقى حكراً له حيناً من الدهر.
لست بحاجة لذكر أرقام ليونيل ميسي حتى نعرف مدى ابداعه مع برشلونة لسببان، الأول أنني لا أجد الوقت الكافي لأحصر ما حققه الأرجنتيني، أو أنني أتثاقل عن فعل ذلك، والثاني أنه لا يوجد أحد لا يعرف نفحة من انجازات ليونيل فهو الرجل الذي أصبح اسمه يسبق اسم اللعبة!
لكن ما فعله الأرجنتيني قبيل أيام لا نستطيع القول أنه مجرد إنجاز، لا أعتقد أن كرة القدم ستشهد تحطيم نجم واحد لرقميين قياسيين بعدد الأهداف الإجمالية في اثنتين من أكبر بطولات أوروبا وإسبانيا على صعيد الأندية خلال أربعة أيام فقط، ليس انجاز بقدر ما هو حدث يحصل مرة واحدة في عالم كرة القدم وأكاد أجزم أنه لن يتكرر.
تاريخ ميسي المبهر لا يختزل في يوم تحطيمه رقم زارا كأفضل هداف في الدوري الاسباني ولا في يوم تحطيم رقم رؤول جونزاليس كأفضل هداف في دوري أبطال أوروبا ومن الظلم قول ذلك كون هناك سنوات طويلة من العمل قادته لهذين الانجازين، الأمر ليس أكثر من مكافأة قدمتها كرة القدم لطفلها المدلل "ميسي".
الممتع في ليونيل أنه منذ عام 2005 ويدور الحديث عن مدى براعته، وفي كل عام يزداد الحديث ويزداد المديح، وفي العام الكبيس بالنسبة لليونيل والذي تعرض خلاله للانتقادات بشكل غير مسبوق أتى في نهاية كل هذا انجازين تاريخيين في ظرف أربعة أيام، وكأن كرة القدم تمحو آثار الألم عن وجنة طفلها المدلل لتضعه في مهد التاريخ ليرتاح.
ميسي رواية تكتب نفسها في صفحات المجد، ميسي "حدوتة" يهدأ عشاق كرة القدم حين سماعها، ميسي حاضر عظيم ومستقبل متوالي من الانجازات، إنه الزمن الذي يعاد خلاله صياغة تاريخ كرة القدم بأقدام نجم أرجنتيني.
ميسي ليس بحاجة لأن يحتفل بالانجازات التي يحققها بقدر ما يجب على كرة القدم أن تهنأ بنجمها الأسطوري الذي لن يتكرر…
