أسباب تجعل جائزة فيفا تنتصر على فرانس فوتبول

محمد عواد 12:10 07/11/2016
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • جائزة الأفضل من الفيفا مقابل الكرة الذهبية

    الكرة الذهبية، أحد أهم الجوائز الفردية في تاريخ الرياضة، وأهم جائزة فردية في عالم كرة القدم، لها تاريخ عريق لا يمكن النقاش فيه، ومكانة لا يمكن المساس بها.

    ارتكبت مجلة فرانس فوتبول مالكة الجائزة هفوة تاريخية، قد يكون دافعها مادي بحت لحصولها على جزء من كعكة الرعاية التي يوفرها فيفا وحقوق البث، لكنها جعلت الاتحاد الدولي يتصدر المشهد ويخرج الجائزة عن طقوسها.

    الآن، انفصل الاثنان بعد بضعة سنوات، وقبل الاندماج كانت الكرة الذهبية أهم من جائزة فيفا التي باتت تسمى جائزة الأفضل، لكن بعد الانفصال، يسأل الناس “من ستكون أهم؟”، وباتت فرانس فوتبول مطالبة بخوض حرب جديدة تبدو صعبة.

    فيما يلي أسباب تدفع إلى أن الفيفا سينتصر في النهاية:

    اللعبة إعلامية وليست فكرية .. الأجواء المذهلة تصنع الفارق

    منذ انطلاق الكرة الذهبية – فيفا في عام 2010، تم إطلاق ما يعرف بحفل الكرة الذهبية الكبير، والذي يشمل ضيوفاً من كل بلاد العالم، ونجوماً من أعلى مستوى، وأجواء عالية لتكاليف والإبهار.

    هذه الأجواء باتت جزءاً من الجائزة، تماماً كحفل الأوسكار، الذي لا يتصور الناس رؤية الممثل يخرج فقط في صورة ويقولون عنه في العنوان “لقد فاز”، ولا تستطيع فرانس فوتبول توفير هذه الأجواء بسبب التكلفة العالية للغاية، وهي حرب لو قررت دخولها قد تكون نتائجها أكثر سلبية.

    الاعتراف بالأمور في عصر السوشيال ميديا لم يعد مسألة فكرية، ولا مسألة تحليلية كروية، فهو يعتمد على الرأي العام، ومهما حاولنا الإنكار، فإن الرأي العام يحب الإبهار، والرأي العام هو من يحكم في النهاية.

    الشمولية
    بغض النظر عن أن جائزة أفضل لاعب في العالم كانت تمثل دوماً المرحلة الأهم في حفل الكرة الذهبية السنوي، لكن كان جميلاً لعشاق كرة القدم أن يشاهدوا نجمات الكرة يتم تتويجهن والاحتفال بهن، كذلك الحال مع فريق العام وجائزة بوشكاش لأجمل هدف وشخصية العام.

    كلها أجواء شمولية رياضية جميلة، تخلق صدى هائلاً، وكلاماً في شبكات التواصل الاجتماعي، الأمر الذي يزيد من قوة جوائز فيفا.

    نظام التصويت الجديد
    في الماضي وقبل أن تتطور شبكات التواصل الاجتماعي، كان الصحفي الرياضي مصدراً مقدساً للمعلومات، لكن الأمور اختلفت كثيراً بعد الثورة التقنية.

    فقد بات الصحفي متلقياً لعديد معلوماته من شباب ناشط في شبكات التواصل الاجتماعي، يبحث عن الأخبار في كافة المصادر، ونلتقي حالياً بمتابعين يعرفون كرة قدم ومعلومات عنها افضل من محللين يكررون نفس الكلمات بعد كل مباراة، فلا تستغرب لو سمعت أحدهم يقول “الضغط العالي” بعد مباراة كرة طائرة.

    نظام تصويت فيفا الجديد أعطى أوزاناً مختلفة للأصوات، فأنت الآن كمتابع يمكنك التسجيل ومن ثم التصويت، وفي نفس الوقت هناك صحفيون معتمدون من فيفا لم يتم الكشف حتى الآن عن مرجعية اختيارهم، لكنها على الأغلب ستتم عبر الاتحادات الرسمية المحلية، وهناك قادة الفرق الوطنية والمدربين كالمعتاد في الماضي.

    هذا المزج التشاركي بالرأي، ينتج عنه فائزاً أقرب للقبول العام مما كان عليه الحال في الماضي، فهناك نسبة متساوية بين أصوات اللاعبين الذين كانوا سر معظم المشاكل، وأصوات الإعلاميين الذين يظهرون واقعيين بشكل أكبر، وأصوات الجماهير المتابعين بشكل جيد لكرة القدم ويحكمون مستوى التوقعات.

    قد يخشى البعض أن يحدث ما جرى في تصويت فرانس فوتبول الجماهيري غير المعتمد، عندما قاد الشعب الجزائري حملة لدعم رياض محرز، انضم لهم فيها العديد من العرب، ليتفوق فيها على نجوم يرونهم الناس الأحق بالكرة الذهبية.

    الفارق هنا أن فرانس فوتبول استطاعت بعد كل الضغط الجماهيري العربي الوصول لـ 2 مليون تصويت فقط، (45% من زوار الموقع خلال أخر شهر كانوا من الجزائر)، منها أصوات متكررة حيث جربت بعض الخدع الذي مرت بنجاح، لكن فيفا تقدم إمكانيات تقنية أقوى لمنع تكرار الصوت أو لمنع احتساب المكرر، وتقدم أيضاً وصولاً جماهيرياً هائلاً يجعل نسب القوى في التصويت أقرب للواقعية، وأمر أخر يلعب هنا دوراً أن الناس ستشعر بأهمية صوتها على العكس من التصويتات المفتوحة التي لا معنى لها إلا الأرقام.

    عصر الديجيتال لا الورق
    يجب الانتباه لأمر مهم يتعلق بمجلة فرانس فوتبول، التي خسرت كثيراً من قوتها وسطوتها مع ارتفاع صوت الإعلام الجديد.

    تأخرت المجلة بالتحول الإلكتروني، الأمر الذي لا يظهرها ضمن أقوى 1000 موقع في بلادها أو في أي بلاد تتكلم لغتها، في حين نرى صحيفة مثل ليكيب رائدة في العمل الإلكتروني وتحتل مرتبة محترمة تقارب الـ30 في مراجعة موثقة وموثوقة من قبل المعلنين.

    فرانس فوتبول تتكلم لغة واحدة فقط وهي الفرنسية، في حين أن فيفا يتكلم كل لغات العالم المهمة في عالم كرة القدم، وهناك منصات تواصل اجتماعي وعقود بث تضمن وصول معظم دول العالم.

    هذا يعني أن فرانس فوتبول لن تستطيع بأي حال من الأحوال الوصول لنفس العدد الذي تصل له فيفا، والعدد قوة، وخصوصاً في السمعة والإعلام.
    تخيلوا فقط في لعبة فيفا 2018 ان يكون هناك حفل كامل لجائزة الأفضل من فيفا، بحيث يشاهده كل من يلعب نظاماً معيناً في اللعبة، فهل تستطيع فرانس فوتبول فعل هذا؟ (هذا مجرد توقع .. لكنه سيحدث)

    جيل صاعد لا يعترف بمرجعية فرانس فوتبول
    عندما كان ينشأ الجيل المولود في أوائل الثمانينات، كانت مجلة فرانس فوتبول مرجعاً مهماً لكرة القدم بالنسبة له.

    كانت الوكالة الفرنسية تنقل أهم المقابلات الحصرية التي تجريها المجلة، وكانت الجائزة فريدة من نوعها، وتقارير وتقييم قدمتها كانت مرجعاً نادراً، لكن الآن اختلف الحال، بل باتت الشكوى من كثرة المعروض أكثر من ندرته.

    الجيل الصاعد من الجماهير واللاعبين لا يستطيع رؤية فرانس فوتبول كمرجع، فهي بالنسبة له مجلة أو موقع (في المستقبل) مثل أي موقع آخر، لكن فيفا هيئة رسمية، ومرجعاً لا يمكن لأي لاعب أن يرفض الانصياع له ولشكله القانوني.

    أفضل مثال لشرح هذا، ما كان يجري في حفل توزيع الجوائز مؤخراً، فالعالم كله كان يعتبر مرجعها فيفا وليس فرانس فوتبول، وهو الأمر الذي أرعب المجلة وتسبب بانسحابها.

    الخلاصة .. سنوات ويتضح الفارق
    فرانس فوتبول أخذت خطوة في وقت مناسب حتى لا يتم نسيانها تماماً كمصدر الجائزة الأجمل في عالم كرة القدم الفردية.

    لكنها خطوة ليست في وقت مناسب، لأنها حرب في زمن تحكمه الأموال بشكل مطلق، وحتى الإبداع فيه له حدود حتى يتم ضخ المال فيه ليتحول إلى مشروع كبير.

    معدل مصاريف فيفا السنوية يصل إلى 1.3 مليار دولار، وهذا رقم مدعم بعلاقات واسعة مع اللاعبين والوكلاء والصحف العالمية ووسائل الإعلام واسعة الانتشار والجهات الرسمية، وهي كلها قوة يصعب من خلالها رؤية فرانس فوتبول تواجهه.

    الاندماج كان خطأ قاتلا، لأنه جعل فيفا يعتبر الأمر منافسة أمام الجماهير، وبالتالي عليه أن ينتصر فيها، وهي مواجهة بين طرفين أحدهما يملك طائرة حربية وأخر يمتلك كتاب تاريخ يريد المواجهة فيه، \ الأمر الذي يجعلني أعتقد أننا بعد 5 سنوات سنرى تفوقاً هائلاً لجائزة فيفا من حيث الاهتمام والشعبية، مع استمرار الكرة الذهبية كجائزة محترمة بين الناس.