محمد صلاح في حكاية أسطورية .. من المقاولون إلى نصف نهائي دوري الأبطال

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • تُوج محمد صلاح النجم الدولي المصري بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي لموسم 2017-18 أمس عن جدارة واستحقاق، حتى أنه حصل على صوت منافسه المباشر على الجائزة، كيفين دي بروين، نجم مانشستر سيتي الإنجليزي.

    وغدًا، يلعب اللاعب البالغ من العمر 25 عامًا مباراة نصف نهائي دوري أبطال أوروبا الأولى ضد روما الأإيطالي على ملعب آنفيلد. ربما لم يتوقع أحد أن يصل اللاعب الأعسر إلى هذه المكانة الكبيرة بعد مسيرة صعبة واجه فيها صلاح العديد من المصاعب والعثرات، ولم يكن محظوظًا كما يرى البعض، ولكنه امتلك الإصرار والعزيمة على تحقيق هدفه الواضح أمامه.

    ابن مدينة الغربية بدأ حياته الكروية لاعبًا لنادي المقاولون العرب المصري، وخاض أول مباراة في الدوري المحلي في 3 مايو 2010 وكان في الـ 18 من عمره وكانت أمام المنصورة وانتهى اللقاء بالتعادل الإيجابي 1-1.

    صلاح أبان عن قدرات ومهارات عالية جعلته محل اهتمام الأندية الكبيرة في مصر مثل الزمالك، ولكن رئيس القلعة البيضاء حينها، السيد ممدوح عباس، رفض إتمام الصفقة بداعي صغر سن اللاعب وقلة خبراته.

    ورب ضارة نافعة، انتقل صلاح إلى الدوري السويسري لتمثيل نادي بازل، وهناك تألق بشكل لافت للنظر وهز شباك تشيلسي الإنجليزي في دوري الأبطال، مما جعل جوزيه مورينيو المدير الفني للبلوز آنذاك، يقرر استقدام “أبو مكة” إلى ستامفورد بريدج، وربما في هذه اللحظة، ظن اللاعب وأنصاره أن القدر قد ابتسم له وستبدأ مسيرته تأخذ منحنيًا تصاعديًا هائلًا، ولكن ما حدث هو العكس تمامًا وكان شعار المصريين في هذا التوقيت “نَزِّل صلاح”، وكانوا في المقابل يشيدون بالمصري الآخر، أحمد المحمدي الذي يؤدي بشكل رائع ويلعب بصفة منتظمة مع هال سيتي الإنجليزي.

    ومع شهور من “نزل صلاح” ومعاناة النجم المصري من دكة بدلاء فريق غرب لندن، قرر مورينيو إعارة اللاعب إلى فيورنتينا الإيطالي، وكانت خطوة للخلف –على الورق- لأن الفيولا ليس من أندية الصف الأول في الكالتشيو ولا يلعب التشامبيونزليج. لاعبون آخرون إن كانوا في مكان صلاح ومروا بهذه الخطوة، كان من الممكن أن تثبط عزيمتهم ويبدأوا في التفكير في العودة إلى مصر والبحث عن اللعب للأهلي أو الزمالك، ولكن لأن صلاح كان يؤمن بحلمه ويثق في ربه، قدم مستويات ملفتة مع فيورنتينا وسجل العديد من الأهداف، ليجذب اهتمام روما، الفريق العريق بالعاصمة الإيطالية مع المدرب سباليتي، ليساهم الإيطالي في تطوير محمد صلاح وتحسين أدائه وجعله إيجابيًا أكثر على المرمى، ليصبح نجم بازل السابق واحدًا من أهم لاعبي الدوري الإيطالي وأحد هدافيه.

    ومع مستويات صلاح المذهلة مع الجيالوروسي، كان يورجب كلوب يتابع اللاعب وقرر انتدابه إلى آنفيلد ليكون أغلى صفقة في تاريخ النادي العريق.

    مخاوف كثيرة وشكوك أكثر من جانب متابعي الدوري الإنجليزي وأنصار ليفربول كانت حاضرة عند بداية قدوم صلاح إلى الريدز، ولكن سرعان ما تحولت هذه المخاوف والشكوك إلى تقدير وإعجاب بما يقدمه محمد صلاح، إلى أن وصل إلى قيادة سباق الحذاء الذهبي، وأصبح ليونيل ميسي، أسطورة الأرجنتين الحية وأفضل لاعب في التاريخ بنظر الكثيرين، يطارد هذا الفتى المصري المتواضع خُلقًا الذي لا يكل ولا يمل عن التهديف.

    ” لا تتوقف أبدًا عن الحلم، لا تتوقف أبدًا عن الإيمان” .. هذه كانت كلمت محمد صلاح عند استلامه جائزة أفضل لاعب في أفريقيا 2017 وهي رسالة بها الكثير من المفاتيح لأي شخص يريد أن يكسر القيود ويصنع المستحيل .. لا عليك سوى أن تؤمن بحلمك، تثابر من أجل تحقيقه وتطلب توفيق الله بالتزامك الأخلاقي والرياضي خارج وداخل الملعب.

    شاهد .. صلاح يحقق أمنية الطفل في حفل جائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي