حينما تنطلق مباريات القمة بحدث حزين ولقطة مؤثرة، فحينها ستعلم بأن الحدث يستحق الوقوف عنده ومعرفة تفاصيله وحيثياته، هذا بالضبط ما حصل الليلة في ديربي مانشستر حينما وقفت الجماهير، ولاعبي الفريقين (مانشستر سيتي و مانشستر يونايتد) والكادر الفني والإداري من أجل التصفيق للرجل الراحل راي ويلكينز الذي توفي قبل أيام قليلة.
وفي الحقيقة لم يشغل راي ويلكينز الجماهير واللاعبين في ديربي مانشستر فحسب، بل أنه حصل على تكريم خاص من قبل جميع فرق الدوري الإنجليزي وفي مختلف الملاعب اليوم السبت، مثلما حصل على تكريم إيجابي في ديربي ميلانو بين ميلان وإنتر ميلان يوم الأربعاء الماضي في اللقاء المؤجل من الدوري الإيطالي، الأمر الذي يفتح الباب للتساؤل، من هو راي ويلكينز ولماذا يحصل على هذا التكريم؟
راي ويلكينز لاعب خط وسط إنجليزي سابق، ارتدى قمصان أفضل الأندية في أوروبا وإنجلترا حيث بدأ مسيرته في تشيلسي عام 1973، ثم انتقل إلى مانشستر يونايتد عام 1979 ، ومنه انتقل إلى ميلان الإيطالي عام 1984 ، قبل أن يخوض تجربة قصيرة الأمد في باريس سان جيرمان.
ويشتهر ويلكينز بأنه كان أغلى لاعب في تاريخ تشيلسي حينما انتقل إلى مانشستر يونايتد مقابل 825 ألف جنيه استرليني، صفقة تكاد لا تذكر في زمننا الحالي، لكنها في ذلك الوقت كانت تعد من الصفقات الجيدة، علماً أنه حصل على التكريم اللائق في مسيرته موسم 83\1984 حينما فاز بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي بتصويت الجماهير، وهو ما منحه فرصة تمثيل ميلان بالموسم التالي.
وربما لا تكون مسيرة ويلكينز الدولية حافلة بالإنجازات بحكم أن المنتخب الإنجليزي لا يملك الكثير من الإنجازات بجميع الأحوال، لكن الجماهير الإنجليزية والعالمية تذكره بهدفه الرائع ضد بلجيكا عام 1980 حينما راوغ مجموعة لاعبين بحركة واحدة قبل أن يرسل الكرة ساقطة داخل الشباك وخلف حارس المرمى، علماً أن هذا أحد أهدافه الثلاثة فقط بقميص منتخب الأسود الثلاثة خلال 84 مباراة دولية لعبها.
كذلك الأمر بالنسبة لمسيرة ويلكينز في عالم الاحتراف بشكل عام والتي لم تكن زاخرة بالإنجازات فهو سجل 59 هدفاً في 789 مباراة قبل اعتزاله عام 1997، فيما لم تكن مسيرته بعالم التدريب أكثر نجاحاً، حيث قضى معظم فترات مسيرته في منصب المدرب المساعد.
أفضل فترات ويلكينز في عالم التدريب كانت في تشيلسي حيث عمل بوظفية المدرب المساعد مع بعض المدربين مثل لويز فيليبي سكولاري وجوس هيدينك، كما تولى تدريب البلوز لفترة مؤقتة قصيرة جداً عام 2000 ثم عام 2009، علماً أنه أنهى مسيرته كمدير فني بتدريب منتخب الأردن وحقق حينها نتائج سيئة للغاية بتلقي 11 هزيمة في 15 مباراة.
ويلكينز، الرجل الذي تذكره جماهير تشيلسي بالخير، توفي في 4 إبريل 2018 بعد أن دخل في غيبوبة جراء أزمة قلبية مفاجئة، وهو ما جعل حادثة وفاته عاطفية لدرجة أن جماهير ميلان رفعت لافتة في الديربي كتبت عليها “وداعاً راي .. أسطورة النادي الأسود والأحمر” وذلك أثناء حمل باريزي قائده السابق في الروسونيري باقة ورود مهداة إلى روحه.
