لماذا تملك بريطانيا 4 منتخبات كرة قدم وهي دولة واحدة؟

السبب في ذلك يعود إلى الأفضلية التاريخية التي تملكها بريطانيا في كرة القدم، فهم واضعو أساسيات القانون الحديث للعبة، كما أنهم مخترعو فكرة كرة القدم الدولية.

عندما بدأت كرة القدم تأخذ شكلاً قانونياً في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، كانت عبارة عن مباريات بين تجمعات سكانية أو عمال مصانع ضد بعضهم البعض، حتى جاءت مباراة جلاسكو الشهيرة، التي جمعت انجلترا بأسكتلندا عام 1872، ليتم عقد أول مباراة كرة دولية.

تلك مباراة أقيمت في 30- نوفمبر “تشرين ثاني”، وانتهت بالتعادل السلبي أمام 4000 متفرج، وهي أول مباراة دولية رسمية في التاريخ، ولها اعتراف مطلق بفضلها في كافة الموسوعات الرياضية والتأريخية.

صورة كاريكاتيرية عن أول مباراة دولية في التاريخ

كانت بريطانيا وحدها تلعب كرة القدم، ولخلق مزيد من الإثارة، تم خلق اتحادات محلية للدول المنطوية تحتها بالأساس وإن لم تملك التمثيل السياسي الخارجي، وتم خلق دوري مجمع بين هذه الاتحادات، لتبدأ كرة القدم تدور.

فيفا بكونه، لم يتأسس إلا في عام 1904، أي بعد عقود من الزمن على انطلاق الاتحادات البريطانية العديدة، وبعد انطلاق كرة القدم الدولية بـ 32 سنة، وبالتالي جاء على وضع فيه الاتحادات البريطانية هي الأقوى في اللعبة، وهي صاحبة الرأي الأوحد لأنها صاحبة المرجعية.

عندما تأسس فيفا كان متكوناً من 9 اتحادات، لم تنضم لهم بريطانيا في البداية، وعندما انضمت انجلترا عام 1905، رفضت المانيا فكرة دخولهم بعدة اتحادات، مطالبة باتحاد بريطاني واحد، لكن ذلك كان على خلفية سياسية كالتي نشهدها هذه الأيام من مناكفات أمريكية صينية روسية.

حاجة كرة القدم لانضمام انجلترا ومن معها من مؤسسين لقوانين اللعبة، كانت عالية للغاية لإعطاء فيفا الشرعية، فتم تقديم تنازلات، وانضمت هذه الاتحادات التي لها دولة واحدة تباعاً، وبات لها الحق الشرعي بالتمثيل المستقل كروياً، لكنه غير متوفر في عديد الرياضات الأخرى.

فيديو لنخبة من أهداف منتخب انجلترا:

بعد ذلك، تحول الوضع إلى أمر واقع، لم يعد يناقش فيه أحد هذه الأيام، رغم أنه وأثناء مهاجمة الاتحاد الإنجليزي الشديدة لفيفا على خلفية ترشيح روسيا وقطر لمونديال 2018 و2022، تم التلميح له من قبل عدة مسؤولين، لكن ذلك لم يغير من الوضع شيئاً.

ومن الناحية البريطانية، فإن الانتماء الوطني للدولة داخل التجمع البريطاني، ساعد على عدم محاولة الدمج حتى يومنا هذا، فالأسكتلنديون والويلزيون والشمال أيرلنديون يريدون الحفاظ على منتخبهم مستقلاً، ولا يريدون دمجاً قد يأكل رمزاً من رموز شخصيتهم الوطنية.