ليستر سيتي ماحدث ليس صدفة .. نظرة إدارية

سليم خريم 17:21 06/05/2016
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • ليستر سيتي

    عند التحدث عن الإنجازات والألقاب في كرة القدم تكون الأضواء مسلطة فقط على اللاعبين ومدرب الفريق ولكن هناك إدارة للفريق تخطط وتدعم وتوحد الرؤيا في النادي حتى  يتحقق هذا النجاح فكيف حصل هذا مع ليستر سيتي؟

    التخطيط الجيد والأهداف الواضحة

    لو عدنا إلى عام 2010 عند قدوم مالك النادي الجديد التايلاندي فيشاي أحدث ثورة داخلية في النادي حيث ارتفعت أسعار التنقلات وارتفعت الرواتب في الفريق مما أثر ايجابياً على الأجواء الداخلية في النادي فكانت هذه نقطة البداية , في 2013 كانت مديونية النادي حوالي 103 مليون باوند فكانت خطة النادي بتحويلها إلى اسهم وبيعها فبالتالي” التخلص من ديون النادي وتحقيق التوازن المالي” كان الهدف الثاني لرئيس النادي على مستوى إستراتيجية النادي وفي ذلك الموسم (2013-2014) حقق ليستر سيتي دوري الدرجة الثانية (الشامبيون شيب ) فحصل على عائدات جيدة من البث التليفزيوني ومن الاتحاد الانجليزي .

    في شهر مايو 2014 وضع رئيس النادي مبلغ 180 مليون باوند للاستثمار في النادي وكان الهدف الاستراتيجي هو” أن يصل ليستر الى الخمسة الكبار في انجلترا خلال ثلاث سنوات ” , ما حدث خلال الموسم (2014-2015 ) وتحديداً في نهايته كان نقطة تحول في النادي حيث انه كان على وشك الهبوط ولكنه في اخر 9 مباريات حقق 7 انتصارات وتعادل وخسارة وحيدة جعلته يبقى في الدوري ويحقق المركز الرابع عشر .

    84251047_ranieritwitterleicester

    في شهر يوليو 2015 كانت المفاجأة بقرار استراتيجي جريء من  مجلس إدارة الفريق بإقالة نايجل بيرسون صاحب إنجاز البقاء بالدوري و تعيين كلاديو رانييري مدربا للفريق  حيث صرح بأن هدفه  بأن يعمل على بناء الفريق و” ان  يحقق 40 نقطة ويتجنب الهبوط ” خلال موسم (2015- 2016 )وهو ما يعد هدفاً منطقياً بعد تجنب الهبوط الموسم الذي قبله , حقق ليستر سيتي 40 نقطة خلال اول 20 جولة في الدوري وهي تقريبا منتصف الموسم ولكن ماذا بعد ؟؟

    هناك في عالم الإدارة سر في النجاح وهو الطموح لأن تكون أفضل, عند تحقق أول هدف حاول أن تضع أهدافاً اكبر لتصل إلى إنجاز , ما فعله كلاديو رانييري بعد تحقيق ال 40 نقطة هو وضع هدف جديد “هو الظهور بمستوى جيد في المباريات المتبقية ” وكان يبعد عن الفريق ترشيحات الدوري حتى يبعد الضغط عن اللاعبين, ولكن تفسيرها في غرف الملابس مختلف تماماً ” اللعب في كل مباراة على أنها مباراة نهائية والاستمتاع بها والفوز ” , وهو ما تحقق بالفوز ببطولة الدوري  .

     فعالية وتكامل الموارد البشرية

    الموارد البشرية في نادي كرة القدم هي (اللاعبين,  الجهاز الإداري والفني , الجهاز الطبي , أكاديمية الناشئين بالإضافة إلى موظفي النادي ) , ما يلفت النظر في ليستر هي احترافية وتكامل عمل هذه الأجهزة مع بعضها وهي أحد أهم أسباب نجاح إدارة الفريق .

    ستيف والش مساعد رانييري و رئيس الكشافين الرجل صاحب البصمة بالتعاقد كانتي ومحرز من الدرجة الثانية الفرنسي وفاردي من فليتوود رجل ذو خبرة حيث عمل مع تشيلسي في عدة مواسم ومع نيوكاسل , الرجل القادر على إحضار المواهب وأيضا الصفقات ذو الفعالية الكبيرة بأسعار رخيصة حيث ان تشكيلة ليستير سيتي الحالية تقدر ب 57 مليون باوند فقط , إحضار داني درينك واتر وداني سيمبسون الغير مرغوب بهم في مان يونايتد , روبرت هوث من ستوك سيتي والبرايتون من استون فيلا وفوكس من شالكة مجاناً , كل هذه الأسماء كان لها دور كبير هذا الموسم في تحقيق اللقب وبدون شك ستيف والش له رصيد كبير في هذه البطولة .

    2A86BBC100000578-3161110-image-a-86_1436890904774

    الفريق الطبي حيث عمل الفريق على مراقبة اللاعبين بشكل فردي وفريد من نوعه حيث يقوم اللاعب بتعبئة استطلاع عن طريق الايباد بشكل يومي عن الشعور الجسدي للاعب بعد التدريب ووضع عضلاته فبالتي يستطيع الفريق من تعديل البرنامج التدريبي بناءً على المعلومات من اللاعبين حيث  لتجنب الإصابات وفي حال وقوع إصابات استخدام احدث التكنولوجيا وهي العلاج بالتبريد  لعودة اللاعبين بشكل سريع إلى اللعب , مما أظهر تعاون كبير حيث كان يدعمه أيضا فريق التحليل الفني للاعبين بإعطاء بالأرقام والبيانات التي تخص اللاعبين .

    لقب ليستر هذا الموسم هو رسالة إدارية للمؤسسات بأن العمل معاً في فريق  برؤيا واحدة وخطة إستراتيجية واستغلال الطاقات والمواهب هي الطريق إلى الانجاز والنجاح .