الذاكرة القصيرة وراء المطالب المجحفة بإقالة فالفيردي !

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • موجة من الغضب تنتاب عشاق برشلونة الإسباني عقب الخروج المخزي من مسابقة دوري أبطال أوروبا من الدور ربع النهائي على يد روما الإيطالي.

    فلم يكن يتوقع أشد المتشائمين من جماهير البرسا أن يودع الفريق دوري الأبطال بهذا الشكل وعلى يد منافس من هذا الحجم وبعد الفوز بنتيجة كبيرة في مباراة الذهاب.

    الكثير من أنصار البلوجرانا يطالبون بإقالة المدير الفني الإسباني إرنستو فالفيردي والتعاقد مع مدرب جديد على قدر نادٍ بحجم وتاريخ برشلونة، ولكن هل هذه المطالبات مُنصفة ومنطقية؟ ..

    دعونا نناقش هذه المسألة بهدوء وحكمة .. أتفهم تمامًا حالة الغضب لدى جماهير الفريق الكتلوني وما هو أكثر من ذلك، حالة الصدمة، عندما تترك مباراة فريقك وتذهب لتتابع مباراة فريقين إنجليزيين لأنك تعتقد أنها الأكثر إثارة وأنت لا تعلم من سيتأهل من بين ليفربول ومانشستر سيتي، فتجد فريقك متأخرًا في النتيجة بهدفين فتنتقل لتشاهد مباراة فريقك وتجده لا يقوم بأي ردة فعل على التأخر بهدفين ثم تجده يستقبل الثالث ويخرج .. هي صدمة ما بعدها صدمة وهو أمر مفهوم تمامًا من جانبي ..

    صحيح أن صاحب الـ 54 عامًا يتحمل جزءً كبيرًا من مسؤولية السقوط المدوي في ملعب الأولمبيكو، فهو لم يحرك ساكنًا قبل الدقيقة 80 ليدفع بأندريه جوميز، الذي هو لاعب جيد تكتيكيًا ولكن الفريق في حالة سيئة جدًا وبالتالي فهو بحاجة إلى الكثير من التعديلات والتغييرات لتنشيط الفريق وقلب الأوضاع، ولكن في المقابل، لا يجب أن ننسَ انطاباعاتنا عن موسم برشلونة في بدايته، وخصوصًا بعد السوق الصيفية الكارثية من جانب بارتوميو وروبرت فيرنانديز !.

    رحل نيمار، الذي هو ثاني أفضل لاعب في الفريق واللاعب الذي يحمل الفريق على عاتقه في حال لم يكن النجم الأول ليونيل ميسي في يومه، مثلما حدث في ليلة ريمونتادا باريس التاريخية، فالنجم البرازيلي كان قائد هذه الريمونتادا ولولاه لتأهل فريق أوناي إيمري دون أدنى شك آنذاك !.

    في المقابل، لم يأتِ سوى البرعم عثمان ديمبيلي الذي تنقصه الكثير والكثير من الخبرات، وباولينيو القادم من الدوري الصيني، وحتى في انتقالات يناير، جاء كوتينيو الذي لا يستطيع اللعب في التشامبيونزليج، في الوقت الذي كانت كل تصريحات مسؤولي برشلونة في ذلك الوقت تتحدث عن رغبتهم في تدعيم صفوف الفريق في دوري الأبطال !.

    فالفيردي ليس مسؤولًا عن إصابات ديمبيلي المتكررة، ولا عن تشتت ذهن صامويل أومتيتي لتلقيه عروضًا خيالية من الدوري الإنجليزي، صحيح أنه كان من الممكن أن يجلس مع اللاعب ويطالبه بالتركيز الكامل مع البرسا، ولكن أومتيتي في النهاية بشر وقد يتشتت ذهنيًا خصوصًا في ظل عدم تحرك إدارة برشلونة سريعًا لحسم مستقبله !.

    المدرب الباسكي رفع سقف توقعات جماهير برشلونة من خلال النتائج الإيجابية التي حققها الفريق في الدوري الإسباني وكأس ملك إسبانيا، وهذه النتائج لم تكن لتتحقق من دون عمل كبير ومهم من جانب إرنستو، فهذا العمل هو ما جعل الكثيرين يتحدثون عن الثلاثية واحتمالية تتويج البلوجرانا بها، بعدما كان الإحباط هو المسيطر على جماهير برشلونة في بداية الموسم.

    لا يجب أن يتحلَّ الجمهور بالذاكرة القصيرة، فما هو مؤكد أن فالفيردي هو من أخد موسم برشلونة إلى منحىً آخر، فعندما ينتهي بنا الحال من فريق لن يحصل على أي بطولة، إلى فريق يقترب من التتويج بلقبي لا ليجا وكأس الملك، وقد يحقق لقب الدوري دون هزيمة واحدة، فهو إنجاز بكل المقاييس وشيء يُحسب لإرنستو فالفيردي ويستحق عليه الثناء والتقدير.

    مع مزيد من التدعيمات “الحقيقية” وليست على مستوى صفقة ديمبيلي (الذي هو لاعب جيد ويملك إمكانيات طيبة جدًا ولكن ليس هو اللاعب المناسب في هذا التوقيت لكونك تحتاج للاعب يقدم الإضافة فورًا) ومزيد من انسجام كوتينيو، مع حسم مستقبل أومتيتي ومجئ آرثر ميلو، سيكون لبرشلونة شكل أفضل كثيرًا الموسم المقبل وقد يستطيع بالفعل تحقيق الثلاثية بأداء مقنع ومرضٍ للجماهير.

    إرنستو فالفيردي .. هل يستحق الإقالة من برشلونة؟ .. فيديو