سيميوني .. ما بين المنافسة على الليجا وعادة الخوف من برشلونة

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • دييجو سيميوني

    “حينما تريد تحقيق الألقاب الكبرى فيجب عليك أن تهزم الأفضل” لو بحثت طيلة اليوم فلن أجد مصدر هذا التصريح، فهو كلام يكرره جميع اللاعبون والمدربون حول العالم بصيغة أو بأخرى وفي أي مناسبة ممكنة قبل مواجهة خصم عنيد وكبير في إحدى البطولات المرموقة، لذلك فإن دييجو سيميوني يفهم هذا الكلام جيداً اليوم قبل مواجهة برشلونة في الدوري الإسباني.

    دييجو مدرب أتلتيكو على علم تام بأن تحقيق لقب الدوري الإسباني سيكون حلماً يمكن تحقيقه في حال استطاع تقليص الفارق مع برشلونة إلى نقطتين فقط، فارق النقطتين مع تبقي 11 جولة على نهاية المسابقة ووجد أفضلية المواجهات المباشرة ضد أتلتيكو يعني ذلك أن كل شيء ممكناً بالفعل.

    لكن حتى تستطيع جني هذه الفرصة (المنافسة على اللقب) فأنت بحاجة أولاً لأن تهزم الأفضل، والأفضل في الموسم الحالي من الدوري الإسباني أو حتى في المواسم العشر الماضية هو برشلونة بدون أدنى شك.

    المشكلة التي يواجهها سيميوني هنا أنه اعتاد أن يكون قلقاً أو حتى خائفاً بشكل مبالغ به من برشلونة كلما واجهه في المباريات المحلية، المسألة نشعر وكأنها تحولت لعقدة، فحينما استقبل البرسا الموسم الماضي في فيسنتي كالديرون وفي ظروف صعبة جداً على رفاق ليونيل ميسي لم يستطع حينها تحقيق الانتصار وسقط أمامهم بنتيجة 1-2 ، وهي معادلة تكررت في العديد من المناسبات، حتى حينما حقق لقب الليجا في معقل البرسا موسم 13\2014 فإنه اكتفى معه بخمسة تعادلات وانتصار خلال أسوأ مواسم برشلونة.

    FBL-ESP-LIGA-ATLETICO-BARCELONA

    ربما تتلخص فرحة عشاق أتلتيكو أمام برشلونة خلال عهد سيميوني في دوري أبطال أوروبا، نعم استطاع حينها إقصاء البرسا مرتين من ربع نهائي المسابقة، لكن كلما تعلقت المسألة بالدوري المحلي أو الكأس فإن الغلبة تكون من نصيب رفاق ميسي.

    هذا الكلام ليس إنشائي بل هو مبني على حقيقة أن سيميوني لم يهزم برشلونة في 18 مباراة بالمسابقات المحلية داخل إسبانيا وتلقى أمامه 11 هزيمة و 7 تعادلات، أي أن نسبة تلقيه للهزائم تخطت 61% وهذه نسبة لا تليق بمدرب كبير حتى لو كانت قيمة فريقه أقل من المنافس.

    أخطاء سيميوني أمام برشلونة عديدة ومتنوعة لكن يمكن تلخيصها في أمرين، الأول يتعلق باندفاع لاعبيه نحو الخشونة المفرطة في بعض المباريات رغم أن هذا الأسلوب أثبت فشله أمام البرسا بسبب قدرة لاعبيه على إجبار المنافس على نيل البطاقات الملونة بكثرة ناهيك عن تسبب ذلك باستنزافهم بدنياً، وثانياً يتعلق بقلق سيميوني الشديد والمستمر من برشلونة حيث يأمر لاعبيه بالتراجع للخلف حتى حينما يحكم قبضته على اللقاء رغم أنه لا يكون قد حسم النتيجة بعد، وهو ما يمنح رفاق ميسي أريحية تامة للعودة مثلما حصل في لقاء الذهاب بين الفريقين.

    574394-atletico-madrid-vs-barcelona

    سيميوني بحاجة لتجربة شيء مختلف اليوم إن أراد مباغتة برشلونة، بحاجة لأن يكون المبادر والضاغط منذ بداية المباراة خصوصاً أن إرنستو فالفيردي مدرب واقعي وربما لن يتبع أسلوب هجومي هادر منذ البداية، وهو ما يعني أن التقدم للأمام لممارسة الضغط العالي لن يكون خطيراً على مرمى أتلتيكو ما دام البرسا من الأساس سيلعب المباراة بحذر.

    الشجاعة هي سلاح دييجو الليلة، الشجاعة بمباغتة الخصم واللعب ضده ند لند، لا أقول أن يهاجم 90 دقيقة فهذا ضد فلسفته، لكن المطلوب أن يبادله بالضغط العالي بما يخلق توازناً في الأداء والقوة والشخصية على أرض الملعب.

    إن لم يتحلَ دييجو بالشجاعة الليلة فلن يكون بإمكانه إيقاف قطار برشلونة في الموسم الحالي، ما يعني أنه سيهدر على نفسه وبيديه فرصة المنافسة على تحقيق لقب الليجا بكل شراسة، وهو حلم لا تستطيع الوصول إليه كل يوم.