أسرار كرة القدم .. قاعدة “حصاد الدفاع المنظم” وراء مشاركات جوميز المستمرة !

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • لغز كبير احتار في تفسيره جمهور برشلونة وحتى الصحافة الإسبانية وهو مشاركات أندريه جوميز لاعب الوسط البرتغالي المستمرة مع البلوجرانا رغم عدم تقديمه ما يكفي –في نظرهم- لتواجده في التشكيلة الأساسية للبرسا على حساب نجوم يؤدون بشكل أفضل مثل باولينيو.

    وشنت أمس الصحافة الإسبانية هجوماً لاذعاً على اللاعب القادم من فالنسيا وطالبته بالخروج من كامب نو، ولكن هناك تفسير كروي لما يحدث وهو دليل قاطع على عبقرية المدرب الإسباني إرنستو فالفيردي وعلمه بخبايا وأسرار كرة القدم التي يجهلها الكثيرون !.

    صاحب الـ 53 عاماً يستعين بجوميز لتطبيق قاعدة أساسية في كرة القدم وهي “حصاد الدفاع المنظم” وهي ببساطة أن الفريق الذي يدافع بشكل منظم وبتركيز عالٍ بشرط أن يكون عينه على المكسب وهدفه واضح منذ أول دقيقة وهو الفوز، عندما يخرج من مناطقه للهجوم فإنه يسجل وينتصر ويحقق هدفه في النهاية وكأنها مكافآة كرة القدم !.

    انظروا على مدار السنوات القليلة الماضية إلى فريق مثل أتلتيكو مدريد، الفريق الذي يلعب بتكتيك دفاعي بحت –في نظر الكثيرين-، ومع ذلك، استطاع الوصول إلى المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا في 2014 وربح لقب الدوري الإسباني موسم 2013-14، حدث ذلك لأن المدرب الأرجنتيني دييجو سيميوني كان يطبق تلك القاعدة، دافع بشكل منظم، وعندما تحين الفرصة المناسبة لتنفيذ الهجوم المرتد وتسجيل الأهداف فاستثمرها كما يجب.

    تطورت كرة القدم ولم تعد كما في السابق “الهجوم خير وسيلة للدفاع”، بل صار “الدفاع خير وسيلة للهجوم وأقصر الطرق نحو الفوز”، فالفريق الذي يريد التتويج بالألقاب الكبيرة عليه أن يهتم أولاً بمنظومته الدفاعية، وخير دليل على ذلك: فريق ليفربول، الذي يملك هجوماً نارياً بقيادة نجمنا العربي المصري محمد صلاح، ومع ذلك عانى الكثير من الهفوات الدفاعية وأضاع نقاطاً كثيرة هذا الموسم سواء في الدوري الإنجليزي أو دوري أبطال أوروبا وهو ما دفعه في النهاية إلى صرف مبلغ 75 مليون باوند لانتداب قلب دفاع في السادسة والعشرين من عمره !.

    فالفيردي يُوظف أندريه جوميز مثل “عسكري الشطرنج”، فهو لا يطلب من البرتغالي أكثر من البقاء في مناطقه أمام الظهير سواء الأيمن أو الأيسر لتضييق المساحة على ظهير الخصم الأكثر خطورة، فإذا كان هذا الظهير في الجانب الأيمن، يلعب جوميز في الوسط الأيسر والعكس صحيح ..

    قد لا تكون لاعباً بقدرات فنية ومهارية كبيرة، ولكن عندما تكون جيداً تكتيكياً في وجود مدرب مميز من هذه الناحية، فليس من المستغرب مشاهدة جوميز يشارك في مباريات صعبة خارج الأرض هذا الموسم بحجم أتلتيكو مدريد في واندا ميتروبوليتانو، أتلتيك بيلباو في سان ماميس، ريال سوسييداد في آنويتا وريال بيتيس في بينتو فيامارين، هذا على صعيد لا ليجا، وفي الكأس، لعب أمام سيلتا فيجو في مباراتي الذهاب والإياب وأخيراً فالنسيا في المستايا.

    المثير للإعجاب والدهشة في آن واحد، أن برشلونة لم يخسر أي مباراة من السالف ذكرهم، بل على العكس، الهزيمة الوحيدة التي مُني بها البلوجرانا هذا الموسم (على اعتبار أن مباراتي السوبر الإسباني تتبعان الموسم الماضي) كانت في غياب جوميز !.

    ولا يُعد جوميز يلعب دور “عسكري الشطرنج” في تضييق المساحات فحسب، بل إن فالفيردي يقوم بترقية هذا العسكري في الشوط الثاني ويدفع بلاعب هجومي، في الوقت الذي يبدأ فيه الإحباط وقلة التركيز يتسربان إلى معسكر الخصم، وهو عادة يكون في أول ربع ساعة من عمر الشوط الثاني، وحينها يسجل برشلونة هدفاً وإثنين ويقتل المباراة.

    هناك شيء آخر قرأته على مواقع التواصل الاجتماعي أن بعض المشجعين والمحللين استغربوا من تواجد جوميز في الوسط الأيمن أمام فالنسيا في ظل وجود خيارات أخرى مثل فيدال وروبيرتو مع إقحام سيميدو في الظهير الأيمن، ولكن هذين الخيارين لا يخدمان أفكار فالفيردي بالصورة المثالية، لأن لديهما ميولاً هجومية، مما قد تتسبب في ترك مكانهما الدفاعي في وسط الملعب وهو ما لا يريده فالفيردي ويفضل لأجله جوميز المتلزم تكتيكياً بتعليمات المدرب، الذي عندما يدفع بجوميز، تكون أفكاره واضحة وهي الدفاع المنظم وغلق المساحات على المنافس وتسيير الشوط الأول وربما بعض دقائق الشوط الثاني بالكيفية التي تحلو له من خلال عدم تلقي أي أهداف، والبحث بعد ذلك عن التسجيل وتحقيق الانتصار.

    فيديو مهم : ميسي مهرب فالفيردي الدائم ..كيف ذلك ؟