من كان يتخيل من عشاق ريال مدريد أن يكون فارق النقاط بين الملكي وصدارة الدوري الإسباني 19 نقطة كاملة بعد نهاية الدور الأول من عمر المسابقة؟!.
بداية ولا أروع حققها الميرينجي هذا الموسم باكتساح غريمه التقليدي، برشلونة، لعباً ونتيجة وتحقيق الانتصار عليه في كامب نو وسانتياجو بيرنابيو، ثم جاء السقوط المدوي في لا ليجا بالخسارة في أربع مناسبات والتعادل في 5 لقاءات أخرى !.
كتبت في الثلاثين من أكتوبر الماضي أن زين الدين زيدان المدير الفني الفرنسي لللوس بلانكوس بحاجة إلى استشعار الخطر وأن فريقه بالفعل في وضعية حرجة ولابد من الانتباه إليها والعمل الجاد من أجل تحسن مردود الفريق ونتائجه على حد سواء، إلا أن زيزو ما كان منه إلا أن ظل على موقفه من العناد والتكبر بالتصريح المتكرر “لستُ قلقاً” !.
ليس هذا فحسب، بل إن أسطورة الكرة الفرنسية يرفض عقد أي صفقة شتوية لتدعيم الفريق ويصر على التعويل على اللاعبين الحاليين !، من الجميل أن يكون لدى المدرب ثقة كبيرة بلاعبي فريقه، ولكن عندما تؤكد النتائج مرة تلو الأخرى أن التشكيلة الحالية ليس بمقدروها تقديم المستوى التنافسي المأمول، فلا يمكن للمدرب أن يغض الطرف ويتعين عليه القيام بالتعديلات المناسبة لتغيير الأوضاع وتضميد الجراح البيضاء.
شخصياً، أعتقد جازماً أن استمرار نفس التشكيلة الحالية سيؤدي لا محالة إلى موسم صفري لريال مدريد، مع إقصاء محتمل للغاية على يد باريس سان جيرمان الفرنسي في ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، وربما خروج من نصف نهائي كأس ملك إسبانيا في حالة الاصطدام ببرشلونة أو أتلتيكو مدريد !.
في رأيي المتواضع، يتعين على صاحب الـ 45 عاماً إجراء 3 تعديلات على تشكيلة فريق العاصمة الإسبانية على النحو التالي:
1- ماركو أسينسيو على حساب إيسكو
رغم التألق اللافت للنظر الموسم الماضي، بالإضافة إلى كأس السوبر الإسبانية مطلع هذا الموسم، وجدنا أسينسيو يبتعد بشكل غريب جداً عن تشكيلة ريال مدريد وصار لا يحل سوى على دقائق قليلة في الأشواط الثانية !.
الشاب الإسباني أبان عن قدرات وإمكانيات فنية وتهديفية غير عادية، وينبغي أن يكون الشاب الإسباني قائداً للكتيبة الملكية في النصف الثاني من الموسم، ولا يخرج أبداً من التشكيلة الرئيسية إلا في حالة الإصابة أو الإيقاف.
2- مايورال إلى جانب رونالدو في الهجوم
دائماً ما كان تفسير تواجد كريم بنزيما في التشكيلة البيضاء رغم قلة أهدافه والفرص الكثيرة التي يهدرها هو قدرته على خلق المساحات لكريستيانو رونالدو وبقية الزملاء، مع تكفل صاروخ ماديرا بشكل رئيسي بتسجيل الأهداف وحسم المباريات.
ولكن مع معاناة صاحب الـ 32 عاماً على الصعيد التهديفي، صار وجود بنزيما أساسياً عبءً واضحاً على اللوس بلانكوس، ولابد من الاستعانة بخدمات المهاجم الشاب بورخا مايورال على حسابه، فهو يملك حاسة تهديفية طيبة للغاية وأظهر إمكانيات مميزة خلال الدقائق التي لعبها مع ريال مدريد هذا الموسم.
وجود مايورال سيشكل دافعاً إضافياً لرونالدو للعودة إلى مستواه وسيمنح ريال مدريد متنفساً هجومياً جديداً من خلال حيوية ابن الـ 20 ربيعاً وتعطشه إلى إثبات ذاته مع الفرقة الملكية.
3- سيبايوس أساسياً في خط الوسط
أتصور أن وسط ميدان الميرينجي بحاجة إلى دماء جديدة في ظل تراجع مستوى الثنائي توني كروس وكاسيميرو، وفي الوقت ذاته، أظهر داني سيبايوس لاعب الوسط الإسباني قدرات جيدة جداً خلال الدقائق التي لعبها هذا الموسم، وهو لاعب هداف ويستطيع مساعدة فريق العاصمة الإسبانية على أن يمتلك أكثر من سلاح فيما يتعلق بعملية التهديف.
