إرنستو فالفيردي يُحطم أسطورة “برشلونة لا يحتاج إلى مدرب” !

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • استقبل جمهور برشلونة خبر تعيين إرنستو فالفيردي مديراً فنياً للفريق خلفاً للويس إنريكي في الصيف الماضي بالكثير من الشكوك حول قدرة الرجل على قيادة سفينة البرسا بنجاح.

    المدرب الإسباني لم يملك خبرات عظيمة قبل مجيئه إلى البلوجرانا، حيث لم يسبق له تولي المسئولية الفنية لفريق من حجم البرسا، إلا أن صاحب الـ 53 عاماً قام بعمل مبهر هذا الموسم جعل الفريق الأزرق والأحمر الوحيد الذي لم ينهزم في الدوريات الخمسة الكبرى حتى الآن.

    كثيراً ما قرأت تعليقات من نوعية “برشلونة لا يحتاج إلى مدرب”، “لاعبو برشلونة يستطيعون القيام بكل شيء” و”يكفي أن يكون ميسي في يومه ليفوز برشلونة” في الأوقات التي كان يحقق فيها الكتلان النجاحات والتتويجات، ولكني كنت أعارضها بشدة وأسلط الضوء باستمرار على عمل المدير الفني والذي عادة ما يكون له دور بارز في انتصارات الفريق.

    لمزيد من أخبار برشلونة اليوم

    إرنستو فالفيردي قدم لنا أفضل نسخة تكتيكية للبرسا منذ عهد بيب جوارديولا، حيث يرى الكثيرون أن برشلونة هو العمل الهجومي المميز والأهداف الغزيرة، ولكني شخصياً استمتعت كثيراً بنفس القدر بالعمل التكتيكي الرائع لمنظومة البرسا أيام بيب جوارديولا، ولم أشاهد البرسا بهذه الصلابة التكتيكية إلا بعد أن أصبح فالفيردي على رأس العارضة الفنية في كامب نو.

    تعودت من خلال متابعتي لكرة القدم عبر السنوات أن الرهان على المدرب فرص نجاحه أعلى بكثير من الرهان على اللاعبين واتفقت كثيراً مع مقولة المدرب جوزيه مورينيو عندما صرح في السابق قائلاً “الفريق هو المدرب”، فعندما تذكر نجاحات ريال مدريد على سبيل المثال في آخر موسمين، لابد من ذكر المدير الفني الفرنسي زين الدين زيدان قبل كل شيء، رغم المستويات الكبيرة التي قدمها اللاعبون، وعلى رأسهم كريستيانو رونالدو.

    فالفيردي نسف كل الأفكار المتعفنة في برشلونة، وحرر الفريق من قيود طريقة 4/3/3 والفكر المهووس بالاستحواذ دون جدوى، فالفريق صار يلعب بأسلوب أذكى وأكثر نجاعة، يستحوذ لغرض ويتنازل عن الكرة لهدف، فريق يعرف ماذا يفعل ولماذا يفعل هذا وماذا سيفعل بعد هذه الخطوة !.

    المدرب الذي تخطى عِقده الخامس من العمر يُدير مباريات البلوجرانا على طريقة لعبة “الشطرنج”، يُخطط للمواجهة بالكامل وليس للخطوة التالية فقط، وهذه هي الطريقة السليمة والصحيحة للربح في تلك اللعبة.

    فالفيردي اختار اللعب بتوازن تكتيكي، يستحوذ متى يشاء ويترك الكرة متى يشاء حتى لا يُرهق لاعبيه، وفي نفس الوقت، يستطيع إيجاد المساحات في مناطق الخصم. اعتمد الإسباني على تشكيلة ثابتة وعمود فقري للفريق لا يتغير ما دامت العناصر لائقة بدنياً، واستوعب اللاعبون أفكاره بشكل مذهل لأنها بالفعل بسيطة وغير معقدة ومع الوقت تؤتي ثمارها بالشكل المطلوب.

    لويس إنريكي كان مديراً جيداً ولكن على الصعيد الفني وإدارة المباريات، كان أقل بكثير من فريق بحجم برشلونة، ولكن مع التعاقد مع فالفيردي، صار البرسا يتمتع بمدير فني بأتم معنى الكلمة، قادر على صناعة الفارق في الأوقات الحرجة، الفارق الذي لا يستطيع اللاعبون تقديمه حتى لو كان من بينهم ما يعتبره الكثيرون أفضل لاعب في التاريخ، ليونيل ميسي !.