واصل برشلونة نتائجه الإيجابية هذا الموسم وتحديداً في الدوري الإسباني بالفوز على مضيفه أتلتيك بيلباو بهدفين نظيفين ليبتعد بالصدارة عن ملاحقيه فالنسيا وريال مدريد.
البرسا حقق انتصاره التاسع في 10 جولات مع تعادل وحيد وهي انطلاقة ربما لم يَحلم بها الكثيرون من عشاق البلوجرانا مع المدرب الإسباني الجديد إرنستو فالفيردي، الذي يُبلي بلاءً حسناً حتى الآن على رأس العارضة الفنية للكتلان.
مدرب بيلباو الأسبق يعول على عاملين مهمين جداً كانا وراء النتائج الممتازة لبرشلونة هذا الموسم وهما: الواقعية والتوازن، فالبرسا لا يقدم عرضاً خرافياً في كل مباراة، ولكنه ينجح في النهاية في الخروج بالنتيجة التي يرغب بتحقيقها، وهذا ما يُسمى بالواقعية، فالعبرة ليست بالاستحواذ ولا بكم الفرص التي تصنعها ولا بتقديم كرة جميلة، الأهم هو الخروج بالنقاط، فتتويجك بالبطولات خصوصاً الدوري يعتمد على عدد النقاط التي تجمعها وليس أي شئ آخر.
فالفيردي أيضاً يحرص على تحقيق التوازن في أرض الملعب، فيعول كثيراً على خطة 4/4/2 بالدفع بلاعب إضافي في وسط الملعب مع ترك ميسي وسواريز في الخط الأمامي، وهو ما أثر بشكل إيجابي على شكل البرسا في المباريات، فمشكلة الفريق الرئيسية في الموسم الماضي كانت خط الوسط، مع وجود MSN في الهجوم، ولا يعودون للدفاع إلا قليلاً، كان الحِمل ثقيلاً على ثلاثي الوسط المتراجع من الأساس بدنياً، مما كان يصعب من مأمورية الدفاع !.
هذا الموسم، هناك تغير واضح في الرسم التكتيكي لبرشلونة، حيث نرى كثيراً 4 لاعبي وسط يبدأون مباريات برشلونة، خصوصاً الصعبة خارج الأرض.
الواقعية والتوازن كانا عاملين حاسمين في تحسن شكل ونتائج برشلونة هذا الموسم، مع بعض العوامل الأخرى كتألق ليونيل ميسي ووصوله إلى الهدف رقم 12 في الليجا وأيضاً تألق الحارس تير شتيجن بصورة مبهرة اليوم وتصديه لأكثر من هدف محقق من جانب الباسكيين.
باولينيو واصل عروضه المميزة وراكيتيتش قدم أداءً طيباً في مركز لم يعتد عليه وهو لاعب الوسط الأيمن. أومتيتي مستمر في إبهارنا وتأكيد أنه واحد من أهم صفقات برشلونة في الألفية الجديدة، وجوميز ما زال علامة استفهام كبيرة !.
حاولت أن أفكر في الهدف من وجود جوميز في الملعب، واستنتجت أن فالفيردي ربما يعول على البرتغالي لأنه لاعب ملتزم تكتيكياً ويؤدي أدواره التكتيكية كما يطلبها المدرب، علاوة على أنه لا يلعب كثيراً وبالتالي فإنه يحتفظ بمخزونه البدني !.
أخيراً .. رغم النتائج الإيجابية التي تتحقق حتى الآن، إلا أن برشلونة ينبغي أن يظل متواضعاً وأن يواصل العمل الجاد والتحسن من أجل الوصول إلى المراحل الحاسمة من الموسم وهو في أتم جاهزيته.
