اسبانيات 360…حال  برشلونة وريال مدريد كيف انقلبت رأساً على عقب

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • فالفيردي وزيدان

    لم يكن اشد المتشائمين بريال مدريد أو اشد المتفائلين ببرشلونة يتوقع أن تكون الأوضاع على ماهي عليه حالياً في الدوري الاسباني فيما يتصل بكلا الناديين . فبعد انطلاقة قوية للملكي وإحرازه للسوبر الأوروبي والسوبر الاسباني على حساب برشلونة نفسه وبنتائج كبيرة توقع الكثيرون أن الملكي سيكون مستحيل الإيقاف في مقابل معاناة كبيرة لبرشلونة لكن مع نهاية المرحلة الخامسة  بات برشلونة أولاً بـ 15 نقطة متقدماً على ريال مدريد الذي حل في المركز السابع بفارق سبع نقاط كاملة . وهو الفارق الذي يعرف الكثيرون صعوبة تعويضه في دوري كالدوري  الاسباني الذي يحوي فوارق شاسعة بين عملاقيه والبقية فما الذي حدث ؟ ولماذا انقلبت الحال ؟

    كيف كانت التوقعات قبل وخلال بداية الموسم ؟؟

    الأوضاع في ريال مدريد كانت رائعة للغاية بل ومبشرة ، فمع نهاية الموسم الماضي الذي أحرز فيه الفريق دوري الأبطال للمرة الثانية على التوالي وهو رقم تاريخي وإحرازه للدوري الاسباني بتشكيلة مرعبة خصوصاً في خط الوسط وتمتلك عمقاً كبيراً . توقع الكثيرون أن يكون هذا الموسم أسهل على رجال زيدان خصوصاً مع انسجامهم مع أفكاره واتقانهم لمجموعة الأساليب المتنوعة التي يعتمدها وهو ما ظهر جلياً خلال لقائي السوبر الأوروبي أمام مانشستر يونايتد والذي كان التفوق فيه واضحاً للملكي وثم في السوبر الاسباني نفسه الذي انتهى ملكياً بفوزين على الغريم التقليدي حيث بدا أنه لا يمكن إيقافه رغم طرد رونالدو وإيقافه لخمس مباريات بعد دفعه للحكم .

    أنصار الملكي لم يأبهوا لضعف التعاقدات  هذا الصيف والتي اقتصرت على كل من الواعد سيبايوس وأيضاً ثيو هيرنانديز رغم أنهم كانوا يتمنون قدوم مهاجم جديد ولا اهتموا بإيقاف نجمهم الأول كريستيانو رونالدو لأن النتائج المريحة  التي تتحققت  بلاعبين مختلفين في إياب السوبر وبداية الدوري جعلتهم  مطمئنين تماماً لمستقبل الفريق وواثقين كل الثقة بالنجم الفرنسي زين الدين زيدان الذي بدا ممسكاً بكامل خيوط الفريق بخبرته كلاعب قبل خبرته كمدرب.

    على الجانب الكتالوني تلقى الفريق ضربات كبيرة في سوق الانتقالات حيث وضعت الإدارة العديد من الأهداف كفيراتي وبيليرين وديبالا وديماريا وغيرهم لكنها فشلت في ضمهم جميعاً وعلاوة على ذلك تلقت صفعة قوية جداً بخروج نيمار بطريقة كسر العقد.خروج نيمار كان ضربة مزدوجة فنية واقتصادية (أو هكذا بدا وقتها ) على حد سواء، وقد حاولت الإدارة كثيراً تعويضه وكان الهدف الأول كوتينيو من ليفربول ، لكن الجميع استغل رغبة البرشا في الشراء وطلبوا مبالغ كبيرة مما جعل الإدارة تكتفي بعثمان ديمبلي الذي استطاعت التوقيع معه بشق الأنفس. ومع وجود مدرب جديد هو فالفيريدي مع ضعف كبير في السوق وفوقها خسارة في كلاسيكو السوبر أمام الخصم ريال مدريد ذهاباً وإياباً بجدارة واستحقاق بدا أن موسم الفريق سيكون أسوداً لا محالة .

    ما الذي حدث مع انطلاقة الدوري ؟

    بعد فوزين مريحين لكل من عملاقي اسبانيا في بداية المرحلة (فاز برشلونة على بيتيس بثنائية وريال مدريد على ديبورتيفو لاكورونيا بثلاثية ) كانت المفاجآت جاهزة انطلاقاً  المرحلة الثانية حيث تعادل الريال بصعوبة مع فالنسيا وبعده مع ليفانتي قبل ان يفوز على ريال سوسييداد . لتأتي الخسارة المفاجئة أمام ريال بيتيس في أرضية البيرنابيو وبعد عودة رونالدو ويبتعد ريال مدريد عن  الصدارة بفارق سبع نقاط كاملة .

    في برشلونة كانت الأمور مختلفة تماماً ، حيث حقق الفريق خمس انتصارات متتالية اثنان منها بنتائج كبيرة آخرها أمام أيبار بسداسية .وقد شهدت بدايات الموسم تألقاً كبيراً للنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي ترتيب الهدافين بتسع أهداف بعد خمس مراحل فقط بمعدل يقارب الهدفين في كل مباراة وهو رقم هائل جداً ليتصدر الكتلان بفارق نقطتين عن اشبيلية وسبع عن الفريق الملكي المنافس الأخطر .

    لماذا انقلبت الحال ؟؟

    فيما يتصل بالنادي الملكي يمكن وبسهولة نسب هذا التراجع للإصابات والإيقافات التي ألمت بالفريق بداية الموسم وهذا أمر صحيح لكنه ليس السبب الوحيد.

    بداية بدا واضحاً أن الفريق يثق بقدراته أكثر من اللازم سواء عندما يكون منقوصاً ام مكتملاً ، وقد كلفت هذه الثقة الفريق إهدار العديد من النقاط خصوصاً امام فالنسيا وخيتافي وأخيراً امام ريال بيتيس نتيجة الرعونة أمام المرمى وعدم الدقة امام المرمى . ويمكن القول أن السبب في ذلك يعود لغياب رونالدو وتراجع بنزيما الذي تطالب الكثير من الجماهير برحيله عن النادي الملكي . لكن في مباراة بيتيس كان رونالدو موجوداً وبنزيمة غائباً ولم تحل المشكلة مما يعني أنها مسألة ذهنية أكثر مما هي فنية أو مرتبطة بالأشخاص الموجودين على أرضية الملعب .

    أيضاً يبدو أن الدكة ليست بالقوة الكافية التي توقعها الكثيرون خصوصاً في اللقاء الاخير أمام بيتيس  . فمقارنة بالموسم الماضي كان كل من خاميس رودريغيز وإيسكو ورقتان بديلتان ومعهم فاسكيز وأسينسيو . أما اليوم فقد رحل رودريغيز وبات إيسكو أساسياً ففقد الفريق اثنين من الأوراق الهامة التي يمكن أن تغير مجرى اللقاء. ومع إصابة سابقة لسيبايوس وعدم اكتمال جاهزيته  ومعاناة بدنية لأسينسيو الذي لم يظهر بالمستوى المطلوب في اللقاء الأخير فإن الدكة تعاني أكثر بكثير من الموسم الماضي. وقد اكتملت الصورة بابتعاد رونالدو عن حساسية المباريات وحاجته لوقت أكثر ليعود كما كان .

    في الجانب الكتالوني بدا أن أفضل تعاقد للفريق هذا العام هو فالفيردي الذي عرف كيف يوظف إمكانات لاعبيه بأفضل طريقة ممكنة خصوصاً ميسي الذي أعاده لمركز المهاجم الوهمي وهو ما حرره وسمح له بتقديم أداء كبير للغاية توج بتسعة أهداف كاملة منها أربعة أهداف في اللقاء الأخير أمام أيبار . ويمكن القول أن رحيل نيمار أعطى فالفيردي مزيداً من الحرية التكتيكية حيث لعب بعدة أساليب خلال اللقاء منها 4-3-3 و 4-3-1-2 وحتى 4-4-2  وهو الأمر الذي ما كان ليحدث بوجود نيمار الذي كانت وجوده يفرض اللعب بثلاثة في خط المقدمة مهما يكن الأمر .

    لاعب آخر لعب دوراً محورياً في تألق برشلونة وهو باولينيو الذي قلل الكثيرون منه عند قدومه للفريق خصوصاً انه جاء من الصين وبعد فشل التعاقد مع فيراتي . لكن البرازيلي أثبت مع برشلونة والمنتخب أنه لاعب ممتاز بحركية كبيرة وقدرة على وصل الدفاع بالوسط وأيضاً الهجوم بل وتسجيل الأهداف كذلك الأمر . فكان خيبة أمل لكل من توقع فشله مع الفريق.

    نقطة أخيرة حول أداء برشلونة تتركز في انخفاض سقف التوقعات من الفريق (نسبياً ) بعد فترة إعداد غير مريحة  وهو ما سمح له بتقديم أداء أفضل بكثير نتيجة انخفاض الضغوط .

    إذا ما الذي سيحدث ؟

    رغم كل ما تقدم وصعوبة تعويض الفارق البالغ سبع نقاط فإن الموسم لا يزال في بدايته ويحوي في طياته الكثير من التقلبات، وفي النهاية هي خسارة واحدة للملكي فقط لاغير . والمطلوب من زيدان أن يعمل على ذهنية الفريق ويستفيد من الهزيمة في إعادة أقدامهم للأرض مما سيسهم في زيادة التركيز خصوصاً أمام المرمى . أما برشلونة فعليه أن يستمر فيما يقدمه حالياً ويستمر في حصد الانتصارات خصوصاً بعد تقدمه بهذا الفارق المريح ، والأهم أن على فالفيردي أن يجد طريقة يخفف فيها من الاعتماد على ميسي لأن الضربة ستكون قاسمة في حال إصابته لا قدر الله أو تراجع مستواه خصوصاً مع تقدم الموسم وزيادة الإجهاد فيه ودخول حسابات كأس العالم في الحسبان .

    لمتابعة الكاتب على فيسبوك وتويتر :