شخصية البطل: قراءة تحليلية في سباق الدوري الأسباني

عبدالله زيد 16:52 05/04/2017
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • شخصية الفريق، أو الثبات النفسي لللاعبين، يعد من أهم الأعمدة لتحقيق لقب الدوري المحلي في إسبانيا. خلال عشرة أشهر، و تحت ضغط ٣٨ جولة (إضافة إلى الإستحقاقات الخارجية و كأس ملك إسبانيا)، فإنه يتعين على الفريق أن يتمتع بقدر من الثبات النفسي و المرونة في حال خسارة النقاط لصدارة الدوري أو حجز مقاعد لدوري الأبطال أو الدوري الأوروبي. و يصبح أثر خسارة أي نقطة مهم في سباق الفوز بالدوري، لا سيما بين برشلونة و ريال مدريد.

    يمكن تقييم مدى مرونة الفريق النفسية عن طريق رصد أثر الأهداف التي يسجلها أو يستقبلها على النتيجة النهائية للمباراة. نتيجة المباراة إما أن تكون: حالة الفوز في مقابل حالتي الخسارة أو التعادل (خسارة ثلاث نقاط أو نقطتين).

    ردة فعل الفرق تختلف عندما تسجل أو تتلقى الأهداف، و لكن الرد المثالي لفرق المقدمة تتمثل في:

    ١- عند تسجيل الأهداف، يُتوقع المحافظة على التركيز و عدم التراخي لحسم نتيجة المباراة

    ٢- عند إستقبال الأهداف، يُتوقع ردة فعل سريعة و إستعادة المبادرة.

    لكن و بسبب ضغط المباريات و إرتباطات اللاعبين المختلفة خارج الملعب، إضافة إلى عوامل أخرى، فإن ردة فعل لاعبي فرق المقدمة للسيناريوهات السابقة قد لا يكون مثاليا. و قد تكون هذه هي إحدى تفاصيل حسم لقب الدوري: لقب الدوري للفريق الأكثر ثباتا و إستمرارية.

    موسم ٢٠١٥-٢٠١٦

    ففي موسم ٢٠١٥-٢٠١٦، أظهر فريق برشلونة منحنى تصاعدي في إحتمالية الفوز بالثلاث نقاط متفوقا على ريال مدريد في المحافظة على التركيز عندما يسجل أهداف، فيما تفوق ريال مدريد في مرونة الفريق و تماسكه في حال تلقى أهداف (كما هو موضح أدناه).

    1

    هذا يعني أن الهدف الأول لبرشلونة يرفع إحتمالية الفوز بـ١٣٪، مقارنة بريال مدريد حيث الهدف الأول يرفع إحتمال إنتصاره بـ١١٪، بغض النظر عن الأهداف التي يستقبلها الفريقان. الهدف الثاني و الثالث لبرشلونة يرفعان إحتمالية الفوز بـ٣٦٪ و بـ ٩٩٪ على الترتيب، بينما هدفي ريال مدريد الثاني و الثالث يرفعان إحتمال الفوز بـ٣٠٪ و بـ٨١٪.

    التفوق البرشلوني في قوة تأثير أهداف هجومه يقابله ضعف في ردة الفعل عند تلقي أهداف، مقارنة بريال مدريد. تلقي الهدف الأول، تزيد احتمالية خسارة أي نقاط (خسارة أو تعادل) بـ ٨٪ لريال مدريد وبـ ١٩٪ لبرشلونة. الهدفين الثاني و الثالث في شباك الفريقين تزيد بسرعة من احتمالية خسارة النقاط: ٢١٪ و ٥٦٪ على الترتيب في حالة ريال مدريد، ٥٢٪ و ١٤٢٪ في حالة برشلونة.

    هذه الظروف دفعت برشلونة للإعتماد على خط هجومه للتسجيل أولا، لإرباك الخصم و محاصرته في مناطقه لمنعه من تسجيل الأهداف أو لتسجيل عدد من الأهداف يتجاوز الأهداف التي قد يتلقاها الفريق فيما بعد. أما في حالة ريال مدريد، فنقطة ضعفه في دوري العام الماضي كانت في ضعف تأثير أهدافه النسبي في حسم نتيجة المباراة على الرغم من قدرة الفريق على التماسك و عدم الإنهيار في حال تلقيه أهداف. قد يكون السبب هنا أن هجوم الريال يسجل الكثير من الأهداف في مباريات محسومة، و تغيب هذه الأهداف في مباريات أكثر صعوبة.  فنستطيع أن نقول أن قوة تأثير أهداف برشلونة و محافظتهم على التركيز عند التقدم بالنتيجة  تفوقت على تماسك لاعبي ريال مدريد عند التأخر في النتيجة في دوري ٢٠١٥-٢٠١٦.

    موسم ٢٠١٦-٢٠١٧

    أما في دوري هذا العام ٢٠١٦-٢٠١٧، فإن هناك تغيير في هذه المعطيات. فاعلية أهداف الفريقين انخفضت، و أصبح تأثيرها أقل في حسم نتيجة اللقاء مقارنة بدوري العام الماضي.

    الأهداف الأول و الثاني و الثالث يرفع إحتمال فوز برشلونة بالثلاث النقاط بـ٥٪، ١٤٪، ٣٧٪ على الترتيب، و هذه نتيجة منخفضة مقارنة بالعام الماضي. كذلك الحال بالنسبة لريال مدريد، حيث نجد أن الأهداف الأول و الثاني و الثالث يرفع إحتمال فوز ريال مدريد بالثلاث النقاط بـ٧٪، ١٩٪، ٥١٪. هذه النتائج تؤكد أفضلية ريال مدريد و فاعلية أهدافه مقارنة ببرشلونة، حيث يبدو أن هجوم برشلونة يسجل الكثير من الأهداف في مباريات محسومة، و تغيب هذه الأهداف في المباريات الأكثر صعوبة.

    أما على مستوى تلقي الأهداف، فالفريقان أظهرا مستوى متقارب جدا في ردة الفعل، مع تفوق طفيف لبرشلونة. مستوى ردة فعل برشلونة أفضل من مستوى العام الماضي، بينما مستوى ردة فعل ريال مدريد كانت أفضل في العام الماضي من مستواها الحالي. تلقي الأهداف الأول و الثاني و الثالث ينقصوا من إحتمال الفوز بنقاط المباراة الكاملة بـ١٦٪، ٤٣٪، ١١٦٪ في حالة ريال مدريد، وبـ١٥٪، ٤١٪، ١١٢٪ في حالة برشلونة.

    2

    موسم ٢٠١٦-٢٠١٧ أصعب من موسم ٢٠١٥-٢٠١٦

    اداء الفرق الإسبانية هذا العام افضل من العام الماضي، حيث نرى فريقي برشلونة و ريال مدريد يعانون حتى مع تسجيل الهدف الأول و الثاني. العام الماضي يشير إلى أن الفرق الإسبانية كانت تهاب قطبي إسبانيا بشكل أكبر، فعندما يتمكن الريال أو البارسا من تسجيل الهدف الثاني، تزيد نسبة فوزهم بالنقاط الثلاث بمقدار ٣٦٪ لبرشلونة، و ٣٠٪ لريال مدريد. هذه النسبة شهدت هبوطا و أصبحت ١٤٪ لبرشلونة، و ١٧٪ لريال مدريد.علاوة على ذلك، قطبي إسبانيا يعانون و قد يخسرون نقاط المباراة إذا تلقوا أهداف، و هذا يؤكد تراكم الخبرة و الإحتكاك بالنسبة للفرق الإسبانية بشكل عام.  إذن الجولات القادمة من الليغا ستشهد مباريات صعبة للفريقين، و قد يخسر الفريقين مزيدا من النقاط في سباق هذا العام. و ليس هناك فريق فائز نظريا ولا حتى على الورق.

    –              مصدر الإحصائات: football-data.co.uk

    –              تحليل الإحصائات، بناء النموذج الإحصائي، الإحتمالات، المنحنيات: الكاتب