ميسي سجل في المنتخبات الكبيرة ورونالدو في الصغيرة .. حقيقة وخرافة !

رامي جرادات 22:16 29/03/2017
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • رونالدو وميسي

    المقارنات المجدولة بين اللاعبين وبالأخص بين كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي والتي تأتي على شكل صور منتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي دائماً ما تلقى اهتمام كبير من قبل الجماهير والمتتبعين ما بين معجب ومعارض، فهي تخلق جدلاً واسعاً بين عشاق الغريمين دون الوصول إلى حل في نهاية المطاف لأن كل طرف لا يستمع إلى الآخر.

    عدم محاولة تقديم التنازلات من قبل المتتبعين ليست المشكلة الرئيسية، بل بعدم التحري والتأكد من هذه الأرقام والحديث عنها كأنها حقيقة، وهذه مشكلة أصبحت منتشرة كثيراً خصوصاً في منطقة الشرق الأوسط، وبدأنا نشاهد تشوه للتاريخ لمجرد أن طرف من الأطراف يحاول النيل من الطرف الآخر.

    مقدمة للصورة الجدلية

    في الأيام الماضية، انتشرت صورة بشكل كبير على “السوشيال ميديا” تتضمن مقارنة دولية بين رونالدو وميسي على الصعيد التهديفي في المباريات الكبيرة، الصورة توضح أن رونالدو خاض 22 مباراة ضد المنتخبات الكبيرة ولم يسجل سوى هدف وحيد، في المقابل خاض ميسي نفس عدد اللقاءات وسجل 13 هدف.

    C74OsvbX0AApdib

    الأرقام التي تم ذكرها صحيحة بنسبة 90%، فخلال استعراض سجل المباريات لكل لاعب ضد المنتخبات المذكورة يتضح لنا أن النتيجة تماماً كما جاءت  في الصورة بالنسبة لعدد أهداف كل منهما، رغم أنها ليست بتلك الدقة بالنسبة لعدد المشاركات.

    لكن الشخص الذي صمم هذه الصورة لم يفسر لنا المعيار الذي تم على أساسه اختيار المنتخبات الكبيرة، فهل المعيار هو المنتخبات التي أحرزت كأس العالم فقط؟ لكن لا اعتقد، لأن البرتغال لم تحرز كأس العالم وتم وضعها في سجل ميسي، إذاً ربما يكون بحسب إنجازات تلك المنتخبات في عصر ميسي ورونالدو ؟ وهنا أيضاً نجد أن المعيار مختلاً لأنه تم استبعاد منتخب كبير مثل هولندا التي وصلت نهائي كأس العالم عام 2010 وكانت على بعد خطوة من اللقب، كما أنها امتلكت نجوم من الطراز العالي في العقد الأخير. ومن هنا يتضح لنا أنه لا يوجد معيار لاختيار هذه المنتخبات دون غيرها، والسبب في تواجد هذه المنتخبات يعود فقط إلى رغبة صانع المقارنة لإظهار مدى تفوق ميسي على رونالدو.

    لو أردنا اعتماد هذه الصورة كما هي وإضافة منتخب هولندا الذي لا اعتقد أن هناك أحد يشكك بأنه بين الكبار بعيداً عما يحدث معه ما بعد مونديال البرازيل، فستكون النتيجة نفسها بالنسبة لميسي، لكن بالنسبة لرونالدو فسيتضح لنا أنه أحرز 5 أهداف كونه هز شباك هولندا في 4 مناسبات.

    ميسي يبقى متفوق ولكن !

    حتى مع احتساب هولندا مع الفرق الكبيرة، ما زال ليونيل ميسي متفوق على غريمه التقليدي رونالدو، فقد أحرز 13 هدف مقابل 5 أهداف فقط للدون بنفس عدد المباريات تقريباً، لكن هل هذه هي الحقيقة كاملة؟

    الخدعة هنا أن الصورة لم تميز بين المباريات الرسمية والمباريات الودية، حيث تم وضع جميع المباريات الكبيرة في قالب واحد، وكل متابع جيد في كرة القدم يعلم تماماً أن مباراة رسمية أمام السويد أو التشيك أو البراجواي أهم وأصعب من مباراة ودية أمام إسبانيا على سبيل المثال.

    وهنا نستنتج أرقام جديدة، فجميع الأهداف التي سجلها ميسي جاءت في مباريات ودية باستثناء 4 أهداف فقط سجلت في مباريات رسمية، وللصدفة أن جميع هذه الأهداف تم تسجيلها في شباك الأوروجواي فقط، أي أنه لم يسجل أي هدف رسمي بمنتخب كبير آخر، رغم خوضه 4 مباريات رسمية ضد البرازيل واثنتين ضد ألمانيا.

    على الجانب الآخر، سجل رونالدو 3 أهداف في شباك هولندا في مباريات رسمية، هدف في يورو 2004، وهدفين في يورو 2012، أما الهدفين المتبقيين فكانا في شباك هولندا والأرجنتين لكن في مباراتين وديتين.

    الخلاصة

    البعض سيعتبر هذا التقرير تقليلاً من قدر ميسي، أو تمجيداً لرونالدو، ومن يريد التفكير بهذه الطريقة فله كامل الحق في ذلك، فيمكننا استعراض الأرقام بشكل صحيح ومقنن وكشف التزوير والتلاعب، لكن لا يمكننا تغيير طريقة تفكير أحد.

    هذا التقرير ما هو إلا مجرد محاولة لتجنب تشويه التاريخ، لأن صور كهذه تنتشر بشكل جنوني بين المتتبعين ويتم النظر إليها على أنها مسلمات، ومن واجبنا أن نضع النقاط على الحروف بطريقة احترافية لوضع حد لمثل هذه المقارنات المغلوطة.

    قد تكون المقارنات الرقمية مهمة أحياناً، وتكون مؤشر لشيء ما، لكن هذا يحدث إن كانت المقارنة عادلة، وأن تشمل جميع تفاصيل الجزئية التي يتم مقارنة بها اللاعبين أو فريقين، هي في النهاية مجرد أرقام، لا يمكن لها أن تلخص مسيرة لاعبين أمثال ميسي ورونالدو بعد كل الإنجازات التي حققوها في عالم كرة القدم.

    المقارنة تكون مفيدة وتزيد بعداً مثيراً إن كانت لهدف إثراء المتتبعين بالمعلومات، وليس بهدف التقليل من لاعب وتمجيد لاعب آخر.

    تابع الكاتب على فيسبوك