أسباب التفات الإعلام نسبياً عن رونالدو وميسي

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • عمر عبد الفتاح – منذ زمن ليس بالقصير تعودنا الا نطالع صحيفة رياضية دون ان نجد خبراً عن ميسي او رونالدو و تعودنا أيضا ان لا يمر أسبوع دون صدور إحصائية جديدة تقارن أرقامهما في هذا الموقع او ذاك ، لكن خلال هذا الموسم لاحظنا نقصاً نسبياً في الاهتمام الإعلامي بهما انعكس بصورة كبيرة على المقارنات بينهما و كذلك قلت الأخبار التي تتحدث عنهما مقارنة بما سبق .

    و نحن الآن بصدد محاولة قد تصيب و قد تخيب لاستنباط الأسباب التي ادت لالتفات العدسات قليلا عن ابرز نجمين في سماء هذا الجيل

    : اولاً / اختلفت أدوارهم في ارضية الميدان عن بعضهم البعض

    هذا السبب يتعلق اكثر بنقص المقارنات بينهما فحتى وقت قريب كان رونالدو و ميسي لاعبين يحومان حول منطقة الجزاء –رونالدو على الرواق و ليو من العمق – فكانا إضافة لمساهمتهما في اللعب الجماعي للفريق المسئولين الاولين عن تسجيل الاهداف في الفريقين فاحتدمت المنافسة بينهما على لقب الهداف و أصبحت المقارنة بينهما واجبة. اليوم اختلاف الوضع بعض الشيء ففي ظل ضعف وسط بارسا انريكي اضطر ليو ميسي للعودة بضعة امتار في عمق الملعب منغمساً أكثر في اللعب الجماعي الا انه اصبح مسؤولاً عن صناعة الأهداف أكثر من تسجيلها . على الجانب الآخر فإن تقدم البرتغالي في العمر لا يساعده على أداء الأدوار المطلوبة منه كجناح على أكمل وجه فتقدم بضع خطوات نحو منطقة الجزاء، مما زاد من أرقامه التهديفية و انعكس على سلبيا على اداءه الجماعي .

    نتيجة لما سبق أصبح الفارق واضحا جدا بين عدد أهداف رونالدو مقارنة بميسي و بالمثل تفوق الأرجنتيني بشكل كبير فيما يخص الصناعة فانتفت كل الدواعي التي قادت سابقا لعقد المقارنات بين أرقامهما كونهما اليوم لاعبين مختلفين الى حد كبير .

    Ronaldo-Messi-MAIN

    ثانياً/الانخفاض الملحوظ في المستوى العام للنجمين :

    لا شك ان رونالدو هذا الموسم لا يعيش أفضل فتراته مع الريال حيث بدأ الموسم بمعاناة كبيرة مع أفكار رافا بينيتيز ثم تحسن  كثيراً مع قدوم زيدان إلا انه لم يرق بعد إلى مستوى رونالدو انشيلوتي مثلاً . بالمقابل فإن ميسي ظهر بشكل متذبذب خلال هذا الموسم خصوصاً بعض الإصابة التي ألمت به في البدايات ، ليو كان شاحباً جداً في جل المواجهات الحاسمة للفريق هذا الموسم ، من الناحية التهديفية و الناحية المهارية فإن ميسي غوارديولا أفضل كثيراً من ميسي الحالي و من ناحية النضج و قوة الشخصية فإن ميسي في نهايات الموسم المنصرم كان أفضل حالا منه اليوم.

    ثالثاً/ ظهور أسماء هجومية بقيمةٍ فنية عالية مقارنة بما كان عليه الوضع قبل بضعة أعوام

    حتى فترة قريبة لم يكن هنالك لاعب هجومي يقترب من ميسي و رونالدو تهديفياً او فنياً او حسماً للمباريات، ثم شاهدنا لويس سواريز يشارك رونالدو في جائزة الحذاء الذهبي في موسم 2013-14 قبل ان يخطف الجائزة لنفسه هذا الموسم بعد ستة أعوام من سيطرة النجمين الأبرز عليها ، سواريز هذا الموسم تفوق على ميسي بأربعة عشر هدف بالتمام و الكمال و نصب نفسه نجماً أولا للفريق في نهايات الموسم كما كان زميله نيمار هو الأفضل في بداياته. في العاصمة مدريد و رغم تفوق رونالدو في عدد الأهداف إلا إن الويلزي غاريث بيل نافسه بقوة على لقب الرجل الأهم و الأكثر حسماً ، حتى كريم بنزيمة كان هو أكثر من افتتح التسجيل في الليغا ككل و معلوم ان الهدف هو الأصعب و الأكثر أهمية دوماً .

    902-lionel-messi-vs-cristiano-ronaldo

    رابعاً/تخليهما عن الأسلوب الأكثر جذباً للجماهير:

    في الماضي و عندما كان رونالدو و ميسي اصغر عمرا و أكثر خفةً و رشاقة و كنتيجة لتمركزهما خارج منطقة الجزاء كما ذكر مسبقاً تمكنا من تسجيل الكثير من الأهداف الفردية التي تعرف بال(Solo Goals) و هي النوعية المفضلة للجمهور ، كما أذهلنا كريستيانو بتسديداته الصاروخية من كل مكان و ابهرنا ليو بكراته المقوسة. اليوم بعد ان عاد ميسي للخلف قليلاً مفسحاً المجال لسواريز للتمركز في قلب الهجوم أصبح دور الأرجنتيني يقتضي التمرير بدلاً من الانطلاق بالكرة ، هذا و بالإضافة للتراجع الملموس في حساسيته للشباك حرمنا من كثير من أهدافه الفردية. على الجانب الآخر فإن دخول رونالدو المتكرر لمنطقة الجزاء أدي إلى قلة تسديداته من خارج المنطقة مقارنة بالسابق ثم لعب عامل السن دوره و حد كثيراً من مرونة البرتغالي الذي أصبح يعاني -حرفيا- للمرور من أكثر من لاعب، أسباب جعلت طابع اللمسة الواحدة يطغى على معظم أهداف الدون الأمر الذي أثار سخط الكثيرين و استهجنه عديد المتابعين و أطلقت عليها وسائل الإعلام اسم ال(Tap In Goals)

    خامساً/ لم يبق هناك شيء :

    تناولت وسائل الإعلام في السنوات الماضية كل ما يمت لهما بصلة من قريب او بعيد ، فشاهدنا الفيديو كليب الذي أطلقته أخت رونالدو قبل بضعة أعوام فقط لأنها أخت رونالدو وانتشر حديث للسائق الخاص بميسي عن شخصية الفتى الارجنتيني ثم قرأنا كثيراً عن مرضه في طفولته و عن علاقته مع رفيقته انتونيلا منذ الصغر و ما زالت إخبار ايرينا شايك تصل مسامعنا حتى بعد عام و نيف من انفصالها عن رونالدو ، بل ان الموقع الرسمي للفيفا قام بحساب فارق العمر بالأيام بين رونالدو و ميسي و كرر الأمر لابنيهما رونالدو جونيور و تياغو معلناً في الأخير ان الفارق واحد في الحالتين ب869 يوماً ! باختصار لم يبق هناك شيء مهم للصحافة كي تبحث عنه.