تكتيك المونديال (22) .. ميكافيلية ديشامب هزمت ضغط الكروات!

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • موقع سبورت 360 – أُسدل الستار، قبل ساعات قليلة، على المشهد الختامي لبطولة كأس العالم 2018، التي أقيمت في روسيا، حيث توج المنتخب الفرنسي باللقب الثاني في تاريخه، وحققت كرواتيا الإنجاز الأفضل تاريخياً لها باحتلال المركز الثاني.

    ونحن بدورنا نصل إلى الحلقة الأخيرة من فقرة “تكتيك المونديال”، التي دأبنا فيها على تسليط الضوء عن أبرز الأفكار الفنية التي شهدتها الملاعب الروسية طيلة الأيام الماضية.. ونتوقف معكم اليوم عند المباراة النهائية التي جمعت بين المنتخب الفرنسي ونظيره الكرواتي.

    كرواتيا.. ضغط متقدم وغياب النجاعة الهجومية:

    قدّم المنتخب الكرواتي لقاءً مقبولاً إلى حد بعيد، حيث تميز بالعديد من الأمور الإيجابية على غرار نجاعة الضغط المتقدم الذي فرضه في خط الوسط، والذي مكّنه من افتكاك كرات كثيرة في مناطق متوسطة من الملعب، مستغلين بذلك عدم اكتساب المنتخب الفرنسي للسرعة الكافية من أجل الاتسام بالحركية اللازمة للخروج بالكرة سريعاً بكرات قصيرة تحت ذلك الضغط الذي خنق جل مفاتيح لعبهم، بما في ذلك قلبي الدفاع.

    المنتخب البلقاني، لولا الرعونة التي اتسم بها مهاجموه في الثلث الأخير، كان قادراً على تسجيل أكثر من هدف في الشوط الأول، فاختراقه لوسط فرنسا كان يتم بسهولة كبيرة، حيث وجد نفسه في أكثر من مناسبة في وضعية مواتية للتسديد لكنه افتقد لكلمة السر التي منحت التفوق للديوك: الحسم والنجاعة الهجومية.. فريق زلاتكو داليتش كان قادراً على الخروج متفوقاً أو متعادلاً في الشوط الأول، وكان قادراً على التسجيل في بداية الشوط الثاني لكنه انهار بعد الهدف الثالث وأصبح يترك مساحات كثيرة للسريع كيليان مبابي.

    فرنسا.. ميكافيلية ديشامب وتضحية ماتويدي:

    بخصوص المنتخب الفرنسي، يجب أولاً وقبل كل شيء رفع القبعة للمدرب ديديه ديشامب الذي تمكن من خلق فريق متراص ومتماسك من مجموعة اللاعبين الذين يملكهم.. منتخب مميز يعرف ما له وما عليه، يُهاجم حين يتطلب الأمر ذلك، ويدافع حين يستوجب الأمر ذلك.

    ديشامب بأسلوب الفيلسوف الإيطالي نيكولا ميكافيلي “الغاية تبرر الوسيلة”، نجح في تكوين منتخب كان الأكثر توازناً والأكثر ذكاءً في التعامل مع أطوار المباريات السبع التي خاضها في البطولة، وهو ما يجعل اللقب الذي حصده مُستحقاً، بغض النظر عن كل ما يُقال.

    لكن دعونا نتحدث عن أهم مشاكل المنتخب الفرنسي في هذه المباراة، والتي تجلت في معاناته بشكل كبير في فرض السيطرة على وسط الميدان، إذ إن الثلاثي الذي اعتاد على أن يلعب دور العقل المدبر في فريق ديشامب (كانتي، ماتويدي وبوجبا) وجد نفسه أمام خط وسط كرواتي فولاذي يُدعّم باستمرار بلاعبين من الخط الخلفي وهو ما كان يجعل مهمة اللعب في العمق أو التدرج من الخلف إلى الأمام شبه مستحيلة.

    أمام هذا الواقع، لجأ المنتخب الفرنسي للكرات الطويلة في اتجاه أولفييه جيرو الذي يستغل براعته في الألعاب الهوائية لإنزال الكرة للأرض ومن ثم تمريرها لأقرب اللاعبين إليه، وهو ما جعل فريق ديشامب يختصر الطريق نحو الثلث الهجومي بتمريرة واحدة عوض التدرج بالكرة من الخلف، خاصة مع الضغط المتقدم الذي فرضه المنتخب الكرواتي في خط المنتصف.

    الأدوار التكتيكية التي يقوم بها بليز ماتويدي فيها تضحية كبيرة جداً تُحسب له.. فاللاعب اعتاد على التواجد في مناطق متقدمة من ملعب الخصم، لكنه في هذه البطولة وجد نفسه يتمركز كمدافع خامس أو محور إضافي متأخر جداً في الحالة الدفاعية.. والحقيقة أن جودة تطبيقه للأدوار المطلوبة منه دون تقصير هو أمر يُحسب له كذلك بدون أدنى شك أو ريب.