أسباب فوز منتخب فرنسا على منتخب كرواتيا

رامي جرادات 21:26 15/07/2018
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • تمكن منتخب فرنسا من التتويج بلقب كأس العالم 2018 للمرة الثانية في تاريخه بعد الفوز على منتخب كرواتيا في المباراة النهائية المثيرة بأربعة أهداف مقابل هدفين والتي أقيمت على ملعب “كومبليكس لونزنيكي” في العاصمة الروسية موسكو.

    المباراة شهدت سيطرة مطلقة لمنتخب كرواتيا على الكرة، لكن النجاعة كانت أكبر للديوك، في سيناريو شاهدنا في مباراتي الأرجنتين وبلجيكا، بينما واصل لوكا مودريتش ورفاقه اللعب بنفس الفلسفة لكنها خذلتهم هذه المرة أمام هجوم سريع لا يرحم، ونستعرض لكم في هذا التقرير أسباب فوز فرنسا في النهائي:-

    لنكن واقعيين .. التوفيق

    فرنسا لم تسدد أي كرة على مرمى الحارس سوباسيتش طوال 45 دقيقة الأول، ورغم ذلك خرجت منتصرة في الشوط الأول بهدفين مقابل هدف، حيث جاء الهدف الأول بنيران الصديقة من ماريو ماندزوكيتش، ثم سجل جريزمان الهدف الثاني من ركلة جزاء مثيرة للجدل.

    كرواتيا قدمت شوط أول ممتاز، واستحوذت على الكرة في مناطق فرنسا معظم الوقت، ووضعت الكرة في منطقة الجزاء في عدة هجمات، كان ينقصها فقط التركيز في بعض العرضيات والكثافة العديدة في منطقة العمليات.

    تقدم فرنسا بالنتيجة بعد شوط باهت جداً، جعل كرواتيا تغامر وتخرج من مناطقها بشكل أكبر في الشوط الثاني، وجاء العقاب قاسياً من فرنسا بخط هجومها الناري المتمثل بانتوان جريزمان وكيليان مبابي وخلفهم بول بوجبا، ما حدث في الشوط الثاني كان نتيجة متوقعة لمنتخب متأخر بالنتيجة ولم ينجح بمعادلة النتيجة في الربع ساعة الأولى.

    دور لوكا مودريتش .. محور تحول لصانع ألعاب فجأة

    لم يكن مفهوماً تمركز لوكا مودريتش خلال الشوط الأول، فمن المفترض أنه اللاعب الذي يدير جميع الهجمات، الكرة يجب أن تخرج من أقدامه في الخلف، وليس من أقدما برزوفيتش أو الظهيرين اللذان كانا يوزعان اللعب بشكل سيء للغاية.

    ما يميز كوراتيا في المباريات الماضية هي الهجمات المنسقة، مودريتش كان يلعب دوراً هاماً في ذلك، فكان يعرف متى يسرع الرتم ومتى يلعب بهدوء، كان يعي من أي جهة يجب اختراق حصون الخصم في هذه اللحظة، وبوجوده في محور الوسط إلى جوار راكيتيتش كانا يتفوقان على جميع الخصوم بالرؤية والسيطرة، لكن ما حدث اليوم أن مودريتش كان شبه صانع ألعاب ويحاول استلام كرات بظهر نجولو كانتي، مما جعل مراقبته سهلة على نجم تشيلسي وماتويدي.

    تبديلات داليتش

    ليس منطقياً أن تجري أول تبديل بالدقيقة 71 وفريقك متأخر بالنتيجة في نهائي كأس العالم، المدرب الكرواتي داليتش راهن على المجموعة المتواجدة على أرض الملعب بأنها قادرة على إيجاد الحل، لكنه أخطأ بحسابته هذه المرة وكان يجب عليه ضخ دماء جديدة في وقت أبكر.

    أول تبديل قام به داليتش أخرج الظهير الأيمن سيريتيش ودفع بكراماريتش كمهاجم ثاني إلى جانب ماندزوكيتش، تبديل أراد منه زيادة الكثافة العديدة في الأمام وتخفيف الرقابة على بيريسيتش وماندزوكيتش، لكن هذا التبديل كان ينقصه تبديل آخر بالدفع بماتيو كوفاسيتش ليتولى عملية إخراج الكرة وتسليهما للخطوط الأمامية لأنه يملك السرعة والمهارة للاختراق من العمق، وهذا كان ليساعد مودريتش وراكيتيتش بالتحرر بشكل أكبر والحصول على بعض المساحات في المناطق الفعالة.

    بول بوجبا كان حاسماً

    النجم الفرنسي لم يقدم بطولة ممتازة، لكنه كان يظهر ببعض اللقطات بشكل حاسم، منها لقطته المميزة اليوم بتسجيل الهدف الثالث الذي أخرج كرواتيا من المباراة بشكل كامل، فلو لم يتم تسجيل هذا الهدف لكانت حظوظ الكروات قائمة بشكل كبير، فهي بارعة في تعديل النتيجة عندما تكون متأخرة بهدف واحد.

    فلسفة ديشان المملة .. لكنها ناجحة

    فرنسا وصلت النهائي وأحرزت اللقب وهي لم تقدم كرة قدم جميلة، أو على الأقل لم يكن الأداء يتناسب مع جودة اللاعبين المتوافرة للمدرب ديديه ديشان، حيث كان هدفه الرئيسي هو الإلتزام الدفاعي بشكل كامل ليس من المدافعين بل من جميع اللاعبين المتواجدين على أرض الملعب، أسلوب قد يراه البعض مملاً، لكن بعد تجارب عديدة في البطولات الكبرى اكتشف ديشان أن التنظيم العالي والاهتمام بالتفاصيل الدفاعية هو المفتاح لتحقيق النجاح، مراهناً على مبابي وجريزمان في حسم الأمور بالهجمات المعاكسة، وقد نجحت هذه الاستراتيجية بشكل مبهر رغم التحفظ الكبير على الأداء.

    انهيار كرواتيا بدنياً 

    الجميع يعلم أن كرواتيا أكثر منتخب تم استنزافه بدنياً في البطولة بعد أن خاضت 12 دقيقة في 3 مباريات على التوالي، أي أنها خاضت مباراة كاملة أكثر من فرنسا، فكان من الطبيعي أن نشهد هذا الانهيار دفاعياً مع بداية الشوط الثاني، خصوصاً بعد فشل الفريق في إدراك التعادل.

    على الجانب الآخر، كانت فرنسا في أتم جاهزيتها البدنية ولم نشعر أن هناك تكاسل في الضغط أو التغطية الدفاعية، وساعدتهم الجاهزية البدنية على تجنب ارتكاب الأخطاء الفردية الناجمة عن الإرهاق على عكس كرواتيا، بعيداً عن خطأ هوجو لوريس الذي لم يكن متعلق أبداً بهذه المسألة.