تكتيك المونديال (21) .. عيْب لوكاكو ومعاناة الأسود الثلاثة!

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • موقع سبورت 360 – أثبت المنتخب البلجيكي حضوره التاريخي في نهائيات كأس العالم 2018، المقامة حالياً على الأراضي الروسية، بإحرازه المركز الثالث بعد انتصاره على إنجلترا بهدفين دون رد، في اللقاء الذي احتضنه ملعب سانت بطرسبرج أرينا، ليحقق الشياطين الحمر أفضل مشاركة لهم في تاريخ المونديال.

    واستمراراً لتغطية موقع سبورت 360 عربية الاستثنائية منذ صافرة بداية كأس العالم 2018 .. سنستعرض معكم فقرة خاصة لعشاق التكتيك، بإلقاء الضوء عن أبرز الأفكار الفنية التي طبقها المدربون واللاعبون في هذا العرس العالمي، ونتوقف معكم اليوم عند المباراة التي جمعت بين المنتخب البلجيكي ونظيره الإنجليزي.

    بلجيكا.. عيْب لوكاكو وتنوع الأسلحة:

    قدّم المنتخب البلجيكي مباراة معقولة جداً تميز فيها بمرونة كثيرة جعلته يستغل نقاط ضعف المنتخب الإنجليزي، والتي كانت بدرجة كبيرة عبر الأروقة التي عانت كثيراً من أجل إيقاف لاعبي الشياطين الحمر.. رجال روبرتو مارتينيز كانوا متوازنين جداً في خط الوسط وهو ما مكّنهم من التحكم بشكل شبه كامل في نسق اللقاء، وذلك رغم عدم استحواذهم على الكرة في جل أطوار المباراة.

    المنتخب البلجيكي نجح في ضرب دفاعات الخصم بسهولة كبيرة، والأمر راجع إلى تنوع أسلحته ونوعية لاعبي خط وسطه.. فقد شاهدنا فريقاً باستطاعته العبور من العمق وخلق الخطورة بتمريرات في ظهر المدافعين، كالكرة التي مررها إدين هازارد للدبابة روميلو لوكاكو، قبل أن يفشل هذا الأخير في ترويضها.. ثم عن طريق الأروقة التي ركض فيها أجنحة بالمعنى الحقيقي للكلمة، والحديث هنا عن ناصر الشاذلي وتوماس مونييه.

    من المعروف جداً أن أصعب شيء بالنسبة للاعبين الهجوميين هو التعامل مع المساحات الضيقة في الثلث الأخير، بينما هذا الأمر هو أسهل ما يمكن فعله بالنسبة للثنائي إدين هازارد وكيفن دي بروين، فالحقيقة أنهما يتخذان القرارات الصائبة في التمرير خلال الأوقات المناسبة، كما أنهما يتسمان بخيال واسع تحت التكدسات الدفاعية وهو أمر مثير للإعجاب حقاً.. لكن ماذا عن لوكاكو؟ مهاجم مانشستر يونايتد عانى في هذه المباراة من مشكلة عويصة تتعلق باستقبال الكرة والتعامل مع اللمسة الأولى قبل الإنهاء أمام المرمى.. ويكفي التذكير بأن دي بروين وضعه مرتين أمام المرمى بتمريرات بينية عظيمة لكنه أخفق في احتواء الكرة، وهو أمر يتوجب عليه التحسن فيه إن هو أراد استثمار المساحات خلف المدافعين بشكل مثالي.

    إنجلترا.. معاناة كبيرة وغياب الأفكار المعتادة:

    قدّم المنتخب الإنجليزي اليوم شوطاً أولاً متواضعاً للغاية لم أكد أتعرف فيه على الفريق ولا على الأفكار التي عوّدنا عليها في البطولة، فريق ساوثجيت لم يكد يخلق فرصة واحدة على مرمى تيبو كورتوا خلال أول 45 دقيقة، اللهم من بعض المناورات في الدقائق الأولى، كما أن ضغطه المتقدم لم يكن ناجحاً قط، وهو أمر عائد لسوء الأسود الثلاثة من جهة، ولتفوق بلجيكا في بعض الجوانب من جهة أخرى.

    هجومياً، عانى المنتخب الإنجليزي الأمرين من الكثافة الكبيرة التي ظهر بها الشياطين الحمر في خط الوسط.. فعندما بحث فريق ساوثجيت عن الحلول في العمق لم يكد يجد رحيم سترلينج الذي عانى من صعوبات كبيرة في التحرك بين خطوط الخصم، وهو ما جعل البناء الهجومي يرتكز على الأروقة لكن التنظيم البلجيكي حال دون نجاح ذلك.. أما دفاعياً، فقد تجرع الإنجليز مرارة التوغلات المتكررة للأظهرة “مونييه وناصر الشاذلي”، حيث كانت تحركات الثنائي المذكور مزعجة جداً وسط بطء كبير في التغطية العكسية والارتداد الدفاعي.

    من وجهة نظري.. أعتقد أن المنتخب الإنجليزي افتقد بشكل واضح لصلة وصل بين خط الوسط والخط الأمامي.. إيريك داير كان منشغلاً بالعمل الدفاعي لفترات طويلة من اللقاء، كما أن سترلينج لم يتراجع وراء هاري كين سوى قليلاً، وفي المرات القليلة التي قام فيها بذلك تمكن من إيصال بعض الكرات الجيدة لداخل منطقة الجزاء.. والحقيقة أن هذا الوضع تغير نوعاً ما بعد دخول ماركوس راشفورد وجيسي لينجارد اللذان نجحا في الربط بين الخطوط بشكل رائع، الأمر الذي جعل الأسود الثلاثة يتحسنون قليلاً في الشوط الثاني.