جاريث ساوثجيت من لاعب متخاذل إلى مدرب يحمل آمال منتخب إنجلترا

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • موقع سبورت 360 – أن تحول لقطة أو حدث سلبي كنت السبب، وتعود من جديد في نفس الظروف والوضعية وتنجح في إزالة هذه الصورة السلبية، هذا هو معنى كلمة الإصرار، وحب النجاح.. هذه هي قصة جاريث ساوثجيت مع منتخب بلاده إنجلترا.

    ولمن لا يعرف جاريث ساوثجيت هو مدرب منتخب إنجلترا الحالي الذي استطاع التأهل رفقة منتخب بلاده الأسود الثلاثة إلى دور نصف النهائي بمنافسات كأس العالم 2018 المقامة حاليًا على الأراضي الروسية لأول مرة منذ نسخة مونديال 1990 في إيطاليا.

    قصة جاريث ساوثجيت مع منتخب بلاده إنجلترا تحمل الكثير من المعاني والمشاعر المتضاربة، فهذا “اللاعب” كان في وقت من الأوقات يتعرض لهجوم عنيف للغاية عندما كان يتواجد في منتخب إنجلترا، وهذا “المدرب” حاليًا أصبحت صحف “بريطانيا” تتغنى به وبقدراته التدريبية التي جعلت الأسود الثلاثة أخيرًا يتأهلوا لنصف النهائي، ولم لا يحصدوا اللقب للمرة الثانية في تاريخهم.

    نشأة اللاعب سيء الحظ والمدرب المميز

    ولد جاريث ساوثجيت في الثالث من شهر سبتمبر عام 1970 – 47 عامًا – بمدينة واتفورد الإنجليزية، وبدأ مشواره الكروي كلاعب خط وسط مع فريق كريستال بالاس 1988.

    وبعدها أنضم لفريق أستون فيلا عام 1995، وحتى عام 2001، وأخيرًا انتقل لصفوف ميدلزبره الإنجليزي عام 2001، وأعلن اعتزاله اللعب بشكل نهائي 2006.

    ولعب ساوثجيت طوال مسيرته على مستوى الأندية 638 مباراة، ونجح في إحراز 38 هدفًا.

    وعلى الصعيد الدولي بدأ مشواره مع منتخب إنجلترا عام 1995 حتى عام 2004، وشارك في 57 لقاء، وأحرز هدفين فقط.

    وبالنسبة كمدرب بدأ مشواره مع فريق ميدلزبره عام 2006، ورحل عن النادي عام 2009، وبعدها تولى تدريب منتخب إنجلترا للشباب عام 2013، وقدّم معهم مردودًا طيبًا، قبل أن يتم استدعائه لتدريب المنتخب الأول عقب رحيل سام ألاردايس بعد فضيحة تقاضيه الرشاوي.

    يورو 1996 ونكسة ساوثجيت

    كان جاريث ساوثجيت متواجدًا مع منتخب بلاده إنجلترا في كأس الأمم الأوروبية عام 1996، ووصل الأسود الثلاثة لدور نصف النهائي لملاقاة منتخب ألمانيا.

    انتهى اللقاء والوقت الإضافي بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله، ليلجأ المنتخبان لركلات الجزاء الترجيحية.

    الخمس ركلات الأولى سجلت من قبل الفريقان، والآن ساوثجيت سيسدد الركلة السادسة، ولكن للأسف قام لاعب كريستال بالاس وقتها بإهدارها، وبعدها مولر يسجل الركلة السادسة وتفوز ألمانيا وتتأهل للنهائي وتحرز اللقب.

    وقتها تعرض ساوثجيت للانتقاد بعد ضياع حلم إنجلترا في التتويج بأول لقب أوروبي لهم في تاريخهم.

    1530956204_846423_1530978779_noticia_normal

    من النكسة إلى المجد

    بعد 22 عامًا عاد جاريث ساوثجيت من جديد لمنتخب إنجلترا، ولكن كمدرب للأسود الثلاثة بمونديال روسيا 2018.

    الصحف الإنجليزية لم تكن تنتظر الكثير من منتخب إنجلترا بسبب تواجد منتخبات مرشحة للفوز بالبطولة أمثال “ألمانيا، وإسبانيا، والبرازيل، والأرجنتين، والبرتغال، وفرنسا”.

    ولكن المثير في الأمر أن ساوثجيت نجح في التأهل لدور نصف النهائي بأداء لاقى استحسان الجميع، وسيلعب أمام كرواتيا لتحديد هوية المتأهل لنهائي المونديال.

    ساوثجيت نجح بشكل لافت للأنظار أن يحول الانتقادات الذي تعرض لها في يورو 1996 إلى إشادة كبيرة في مونديال روسيا 2018.

    أرقام ساوثجيت كمدرب

    ساوثجيت قام بتدريب ميدلزبره لمدة أربع سنوات من 2006 وحتى 2009، وفي أولى مواسمه نجح المدرب الشاب في الفوز على مانشستر سيتي بثمانية أهداف مقابل هدف بالدوري الإنجليزي، وأنهى البريميرليج بالمركز الثاني عشر.

    وأشاد الفرنسي آرسين فينجر مدرب آرسنال السابق بأن ساوثجيت جيد كفاية لتدريب منتخب إنجلترا في المستقبل، وقد كان.

    وتولى تدريب ميدلزبره في 151 مباراة، ونجح في الفوز في 45 لقاء، وتعادل في 43، وخسر في 63 بنسبة فوز وصلت لـ 29.8%

    وبعدها أنضم ساوثجيت لتدريب منتخب إنجلترا للشباب عام 2013، ولعب معهم 33 لقاء، وفاز في 27 وتعادل في ثلاثة، وخسر في مثلهم بنسبة فوز كبيرة وصلت لـ 81.8%.

    وأخيرًا تولى ساوثجيت تدريب منتخب إنجلترا الأول عام 2016، ونجح في الفوز 13 مرة، وتعادل سبع مرات، وخسر في 3 خلال 23 لقاء بنسبة نجاح وصلت لـ 41.1%.

    ولم ينجح ساوثجيت حتى الآن في التتويج بأي لقب، ولكنه بالتأكيد يأمل في صناعة التاريخ بفوز إنجلترا بالمونديال.

    فكر ساوثجيت التدريبي

    جاريث ساوثجيت مدرب يهتم بالتفاصيل الصغيرة بشكل مثير للغاية، وكان هذا هو السبب الأساسي في نجاحه مع منتخب إنجلترا حتى الآن.

    يلعب ساوثجيت بخطة 3/5/2 مع منتخب بلاده إنجلترا، بتواجد ماجواير بجانب ستونز، ووالكر في الدفاع، وهندرسون، وديلي ألي، ولينجارد في خط الوسط بالإضافة إلي تريبير وأشلي يونج على الأطراف، وفي المقدمة هاري كين، ورحيم ستيرلينج.

    ساوثجيت عرف جيدًا مواطن القوى والضعف في منتخب إنجلترا، وعمل على حلها من خلال تقوية عمق دفاع الأسود الثلاث مع تواجد لاعب “جوكر” مثل كايل والكر بإمكانه التحرك ليكون لاعبًا في خط الوسط ويميل للطرف الأيمن قليلاً في الشق الهجومي، ويعود سريعًا ليكون مدافعًا ثالثًا في الشق الدفاعي، حيث استغل ساوثجيت هذا الأمر بعد أن طوَّر الإسباني بيب جوارديولا هذا الأمر في لاعب توتنهام هوتسبور السابق.

    وبجانب اهتمام ساوثجيت بتنظيم دفاع إنجلترا، هو يهتم أيضًا بالتفاصيل الصغيرة مثل الركلات الثابتة التي يجيدها الأسود الثلاثة بشكل رائع في المونديال الحالي.

    قد يختلف البعض مع فكر ساوثجيت التدريبي، ولكن الجميع يؤكد بأنه مدرب واعد سيغير الصورة الذهنية السلبية المعروفة عن المدرب الإنجليزي خلال السنوات الماضية.

    مشجعو إنكلترا يحتفلون بفوز منتخبهم في ليدز