تكتيك المونديال (15) .. بطء الإسبان وصلابة الروس وحلول داليتش!

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • موقع سبورت 360 – انتهت مباريات اليوم الأول من ثمن نهائي كأس العالم 2018، بخروج المنتخب الإسباني على يد نظيره الروسي بركلات الترجيح، التي منحت الانتصار أيضاً للمنتخب الكرواتي على نظيره الدنماركي، وقد انتهت كلا المبارتين بنتيجة التعادل الإيجابي هدف في كل شبكة.

    واستمراراً لتغطية موقع سبورت 360 عربية الاستثنائية منذ صافرة بداية كأس العالم 2018 .. سنستعرض معكم فقرة خاصة لعشاق التكتيك، بإلقاء الضوء عن أبرز الأفكار الفنية التي طبقها المدربون واللاعبون في هذا العرس العالمي، ونتوقف معكم اليوم عند المبارتين التي احتضنتهما الملاعب الروسية، مساء أمس الأحد.

    إسبانيا وروسيا .. بطء في التحضير وصلابة دفاعية:

    كما كان متوقعاً، لعب المنتخب الروسي مباراة دفاعية حاول فيها قبل كل شيء إغلاق المساحات أمام لاعبي المنتخب الإسباني، لكن المشكلة كانت في أنه لم يكن يجد مفاتيح لعبه من أجل التحول هجومياً.. لأن كل لاعبيه القادرين على إيصال الكرة بشكل جيد للخط الأمامي كانوا منغمسين في العمل الدفاعي وعند استعادة الكرة كان المدافعون يعانون الأمرين من أجل إيجاد لاعب بلا رقابة للتمرير له، لذلك حاول الروس الاعتماد على الكرات الثابتة من أجل استثمار إحداها، وهو الأمر الذي نجحوا فيه قبيل نهاية النصف الأول من المباراة، بحصولهم على ركلة جزاء.

    الطريقة الدفاعية التي نهجها تشيرتشيسوف في هذه المباراة مثيرة للإعجاب وتستحق الإشادة، فكثيراً ما شعرنا وكأننا أمام فريق كرة يد يُدافع.. المدرب الروسي اعتمد “دفاع المنطقة” والذي مكنه من تغطية الأروقة بشكل ممتاز مع وضع عدد كافٍ من اللاعبين في العمق، حيث عاد إلى خطته المفضلة، 1/2/4/3 عن طريق الدفع بثلاثي في الخط الخلفي مع تواجد لاعبي نصف جناح، ونصف ظهير “وينج باك”، لمواجهة المد الهجومي الإسباني، وقد نجح في بلوغ مراده، إذ لم يُتح للخصم اللعب على مشارف منطقة الجزاء.

    من السلبيات التي أدّت لعدم تمكن إسبانيا من خلق فرص كثيرة على مرمى أكينفيف، كانت بطء التحضير، وهو أمر يُسهل كثيراً من مهام الفرق التي تدافع ككتلة واحدة كحال المنتخب الروسي.. إسبانيا لم تتمكن من خلق الخطورة على خصمها سوى عندما تحرك اللاعبون في ظهر المدافعين وتم تسريع نسق الهجمة بتمريرات إيجابية إلى الأمام، وهو أمر لم يظهر إلا في الأشواط الإضافية بعد دخول رودريجو مورينو.

    التحول لخطة 2/4/4 المسطحة كان من بين الخيارات المتاحة والتي لم يلجأ لها فرناندو هييرو لسبب ما، رغم أنه في وقت سابق أشرك كوستا وياجو أسباس معاً في خط الهجوم.. تواجد منظومة حقيقية على الأروقة كانت لتكون ذات وقع إيجابي لا على الجانب الدفاعي ولا على الجانب الهجومي، والتحرك السريع من جهة لأخرى كان من بين المعطيات المتاحة لتذويب الكتلة الدفاعية للمنتخب الروسي.

    الدنمارك وكرواتيا .. أفكار الاسكندناف وحلول مدرب البلقان:

    على الرغم من البداية القوية والمشتعلة، إلا أن باقي دقائق هذه المباراة لم تشهد الكثير من التفاصيل التكتيكية التي تستحق الذكر، اللهم اعتماد كلا المنتخبين على الكرات الطولية، نحو المهاجم يورجنسون من طرف الدنمارك، وماندزوكيتش من الجانب الكرواتي، بالإضافة إلى انحصار اللعب في وسط الميدان مع تفوق طفيف لصالح زملاء لوكا مودريتش، الأمر الذي قوبل بتغييرات سريعة من طرف مدرب المنتخب الاسكندنافي مع بداية الشوط الثاني من أجل الاستحواذ على الكرة بدلاً من الاكتفاء بالدفاع.

    الحقيقة أن أفكار المنتخب الدنماركي كانت واضحة: إعادة جميع خطوطهم إلى الخلف وغلق زوايا التمرير على مفاتيح لعب المنتخب الكرواتي مع الاعتماد على الاندفاع البدني في خط الوسط ومحاولة نقل الكرة من الدفاع إلى الهجوم بسرعة كبيرة.. هذا الأمر قلل من خطورة المنتخب البلقاني، لكنه حدّ كثيراً من قدرات كريستيان إريكسن ويوسف بولسن اللذان افتقدا للمساحات في نصف ملعب الخصم.

    أما المدرب زلاتكو داليتش فقد حاول تطبيق بعض الأفكار المضادة في الشوط الثاني، حيث تراجع للخلف قليلاً من أجل استدراج لاعبي المنتخب الدنماركي لإيجاد المساحات في ظهر لاعبي خط المنتصف، إضافة إلى أنه انكفأ على تنويع اللعب أكثر من مرة للضغط على دفاع الفريق الاسكندنافي، لكن كل هذه القراء ات لم تنجح بسبب الاندفاع البدني الذي طبع أداء الخصم، الأمر الذي جعل نسق المباراة يكون بطيئاً.