تكتيك المونديال (14) .. مرتدات الديوك ومشاكل البرتغال القاتلة!

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • انتهت مباريات اليوم الأول، من ثمن نهائي كأس العالم 2018، بخروج كل من ليونيل ميسي، وكريستيانو رونالدو، بعد هزيمة الأرجنتين والبرتغال أمام فرنسا وأوروجواي، على الترتيب.

    واستمراراً لتغطية موقع سبورت 360 عربية الاستثنائية منذ صافرة بداية كأس العالم 2018 .. سنستعرض معكم فقرة خاصة لعشاق التكتيك، بإلقاء الضوء عن أبرز الأفكار الفنية التي طبقها المدربون واللاعبون في هذا العرس العالمي، ونتوقف معكم اليوم عند المبارتين التي احتضنتهما الملاعب الروسية، مساء أمس السبت.

    فرنسا والأرجنتين .. مرتدات الديوك وأخطاء سامباولي:

    قدّم المنختب الفرنسي مباراة معقولة جداً تميز فيها بمرونة كثيرة جعلته يستغل نقاط ضعف المنتخب الأرجنتيني، والتي كانت بدرجة كبيرة بطء الارتداد الدفاعي وضعف خط الوسط خلال القيام بالضغط العالي، الأمر الذي جعل الديوك يضربون خطوط التانجو بثلاث تمريرات فقط في أغلب الأحيان.. وقد ساعدهم في ذلك عناد خورخي سامباولي الذي راح ضحية العديد من الأخطاء.

    نبدأ أولاً بالتشكيلة التي دخل بها سامباولي.. الحقيقة أنني لم أفهم بعد كيف يدخل مدرب ذا تجربة محترمة موقعة كهذه بدون مهاجم صريح رغم أنه يتوفر على أسماء رنانة على غرار سيرجيو أجويرو وجونزالو هيجواين.. تشكيلة سامباولي سهلت مهمة الديوك في إبطال مفعول ليونيل ميسي الذي لم تتح له مساحات كبيرة، عكس ما حدث مثلاً أمام نيجيريا حين استغل انشغال مدافعي النسور مع هيجواين ليهرب في المساحات التي تركوها خلفهم.

    ثانياً.. ما الذي جعل سامباولي يندفع إلى الأمام حينما سجل فريقه هدفين؟! أي مدرب آخر مكان الأصلع كان ليغير النهج الفني والتكتيكي لملء وسط الميدان وتقليل المساحات بين الخطوط، عوض المغامرة والبحث عن أهداف أخرى.. وأي مدرب آخر شاهد بعض مقاطع الفيديو للمنتخب الفرنسي لأدرك أنهم يعانون أمام الفرق التي تغلق المساحات، ولو تحلى سامباولي بالقليل من الذكاء لعمل على استدراج الديوك إلى مناطقه ومن ثم ضربهم بالمرتدات الخاطفة، بدل اللعب بدفاع متقدم ومنح كيليان مبابي المساحات التي يحبذها.

    ثالثاً .. ما فائدة الضغط المُتقدم إن لم تكن ستسترجع الكرة في مناطق متقدمة من الملعب؟! سامباولي قدم خطوطه بشكل كبير في الشوط الأول، لكنه عانى الأمرين لاسترجاع الكرة في مناطق خصمه، بل إن المساحات الشاسعة التي كانت من تاجليافيكو وماركوس روخو مكّنت الفريق الفرنسي من الارتداد بأريحية كبيرة تسببت في ركلة جزاء وكادت تُعطي أهدافاً أخرى لولا سوء إنهاء الهجمات.

    أهم أسلحة المنتخب الفرنسي في هذه المُباراة كانت مُرتداته والتي تمكنت من اختراق خطوط الألبيسيليستي بسهولة متناهية خاصة وأن أظهرته كانوا في ليلة كارثية.. كيليان مبابي وأنطوان جريزمان تفوقا بشكل واضح على جابرييل ميركادو ونيكولاس تاجليافيكو، وهو ما مكّن الفريق من الوصول للثلث الأخير من مناطق التانجو بسهولة بالغة، هذا بالإضافة إلى قوة خط وسطه والذي تفوق بشكل واضح على خط وسط الأرجنتينيين.. كانتي، بوجبا وماتويدي، قدموا مجهوداً بدنياً كبيراً جداً وتمكنوا من إلغاء الدور الهجومي لكل من إيفر بانيجا وإينزو بيريز وليونيل ميسي، فيما افتكوا كرات كثيرة كانت وراء المرتدات المميزة التي قام بها الديوك.

    البرتغال والأوروجواي .. مشاكل كتيبة سانتوس الواضحة:

    لم يقدم المنتخب البرتغالي مباراة سيئة أبداً، ولربما ما اقترحه اليوم على الصعيد التكتيكي كان الأفضل بالنسبة له منذ بداية المونديال الروسي، لكن بعض التفاصيل الصغيرة رجحت كفة المنتخب الأوروجواياني الذي سيّر المباراة برزانة كبيرة ونجح في إبطال مفعول كافة العرضيات التي لجأ لها أحفاد فاسكو دي جاما.

    سعى تاباريز إلى السيطرة على وسط الميدان والضغط على مفاتيح لعب المنتخب البرتغالي ومنعهم من بناء الهجمات بأريحية، وقد تحكمت الأوروجواي في نسق المباراة بالغلق الدفاعي من العمق .. في المقابل تميز “البحارة” بالقوة والمهارة في الأروقة الهجومية نظراً لتواجد جواو ماريو وبيرناردو سيلفا، لذلك عانى الفريق اللاتيني من بعض المشاكل فيما يخص المساحات خلف الأظهرة، الأمر الذي أجبر فيتسينيو، ونانديز للميل للمساعدة في التغطية.

    التنشيط الهجومي للمنتخب البرتغالي كان ضعيفاً، والسبب وراء ذلك هو غياب العمق في ظل غياب مهاجم ثابت داخل منطقة الجزاء، فكان رونالدو وجويديس دائماً في وضعية نقص عددي أمام مُدافعي الخصم في الثلث الأخير من الملعب، فيما زاد قصور الإضافة الهجومية للأظهرة الطين بلة.

    وبالإضافة إلى ذلك، فمُنتخب البرتغال عانى من قليل من السذاجة في خط الوسط خاصة في الشوط الأول، فأدريان سيلفا وويليام كارفايو كانا يقومان بضغط عقيم وينساقان كثيراً وراء التحركات الماكرة للمهاجم لويس سواريز والتي فتحت مساحات لا يُستهان بها للقادمين من الخلف، الأمر الذي سمح للفريق اللاتيني بصناعة العديد من الفرص من تلك المساحات.