تكتيك المونديال (3) .. بيرو الممتع وما نصيحة مورينيو لخصوم ميسي؟

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • موقع سبورت 360 – انتهى اليوم الثالث من النسخة الـ21 لبطولة كأس العالم المقامة في روسيا، والتي تستمر حتى يوم 15 يوليو المقبل، حيث شهد إقامة 4 مباريات جمعت بين فرنسا وأستراليا، الأرجنتين وأيسلندا، البيرو والدنمارك، ونيجيريا وكرواتيا.

    واستمراراً لتغطية موقع سبورت 360 عربية الاستثنائية منذ صافرة بداية كأس العالم 2018 .. سنستعرض معكم فقرة خاصة لعشاق التكتيك، بإلقاء الضوء عن أبرز الأفكار الفنية التي طبقها المدربون واللاعبون في هذا العرس العالمي، ونتوقف معكم اليوم عند المباريات الأربع التي احتضنتها الملاعب الروسية، مساء أمس السبت.

    فرنسا وأستراليا.. التغيير الذي صنع الفارق:

    لم يصل المنتخب الفرنسي لمستوى الإقناع في هذه المباراة، بسبب ظهور العديد من السلبيات، التي سنتحدث عنها في الفقرة الثانية، إضافة إلى تماسك خطوط المنتخب الأسترالي، الذي ناقش المباراة بأفكار دفاعية واضحة كان الهدف وراءها خنق خط وسط وصيف بطل يورو 2016، والحقيقة أن فان مارفيك نجح في تحقيق مراده لكنه لم يخرج بالنتيجة المرجوة.

    سلبيات المنتخب الفرنسي تمثلت في عدم قدرته على صناعة اللعب في الثلث الهجومي الأخير والعشوائية بعض الشيء، لأن أستراليا نجحت بأسلوبها الدفاعي في الحد من أهم أسلحة المنتخب الفرنسي المعروفة لنا جميعاً “جريزمان ومبابي”، وتركت السيطرة للديوك على مجريات المباراة، لكنها أوقفت كل الحلول أمام حامل الكرة لتظهر الفجوات والثغرات بين خطوط المنتخب الفرنسي، الأمر الذي أدى لعزل الثلاثي الهجومي عن بقية اللاعبين، قبل أن يُقحم ديديه ديشامب متوسط ميدان يوفنتوس، بليز ماتويدي، الذي أعطى بول بوجبا حرية التقدم للأمام ليسجل الديوك هدف الانتصار.

    بيرو والدنمارك .. اللمسة الأخيرة خانت اللاتينيين:

    التنظيم والتقارب بين الخطوط، كان أبرز سمات المنتخب البيروفي في هذه المباراة، وهو الأمر الذي ساعدهم على اللعب بهدوء أعصاب ومكنهم من صناعة العديد من الفرص الخطيرة التي تصدى لها جاسبر شمايكل الذي بصم على مباراة كبيرة ووقف سداً منيعاً في وجه المنتخب اللاتيني الذي قدم كرة قدم ممتعة لم يعبها سوى الرعونة أمام مرمى المنتخب الاسكندنافي.

    قبل هدفه الوحيد، لم ينجح منتخب الدنمارك في الظهور بصورته المعهودة، فقد اصطدم بمنتخب يفرض عليه ضغطاً متقدماً ويمنعه من إخراج الكرة بشكل صحيح، وهو ما جعله يقع في أخطاء عديدة، ولولا إضاعة كريستيان كويفا ركلة الجزاء في الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول، لكان سيناريو النصف الثاني من المباراة مغايراً.

    الأرجنتين وأيسلندا .. نصيحة مورينيو طُبقت بحذافريها:

    قدم المنتخب الأرجنتيني مباراة عادية ولم يستطع مدربه خورخي سامباولي فك طلاسم الدفاع الأيسلندي ليعاني فريقه من العديد من المشاكل التي ساهمت في خروج المباراة بنتيجة التعادل.. المشكلة الأولى التي عانى منها راقصو التانجو هي الأخطاء الدفاعية وسوء تمركز لاعبي الخط الخلفي حين يكون المنتخب الأوروبي في وضعية هجومية.

    المشكلة الثانية كانت بطء لوكاس بيليا في الشق الهجومي.. سامباولي في حاجة للاعب بمقومات لوكا مودريتش (موزع) من أجل لعب الدور الذي يتطلبه ذلك المركز، ولعل جيوفاني لو سيلسو يملك من المقومات ما يخوله تقديم إضافة أكبر بكثير من تلك التي قدمها متوسط ميدان ميلان، لأنه مميز تحت الضغط، صانع لعب متأخر ولاعب وسط أمام الارتكاز.

    منتخب أيسلندا قدم مباراة جيدة جداً حسب مؤهلاته، فقد عرف كيف يوقف هجوم الأرجنتين الذي يضم أسماءً من بين الأفضل في العالم، والحقيقة أن قلة حركية لاعبي الفريق اللاتيني سهلت من مهمتهم الدفاعية كثيراً، فتحركات دي ماريا وأجويرو كانت محفوظة .. أحفاد الفايكينج اتسموا بالتنظيم وأضافوا إليه نقطة الشجاعة، فبالنظر إلى الأسماء التي يتوفر عليها المنتخب الأوروبي ومشاركتهم في العرس العالمي للمرة الأولى في تاريخهم فإنهم قد قدموا مباراة كبيرة جداً واستحقوا النقطة التي حصلوا عليها.

    عندما يخرج جوزيه مورينيو ويقول: “إذا أردت مراقبة ميسي، عليك مراقبة المساحات التي يتحرك فيها وليس مراقبته رجل لرجل”.. فيجب أن نتمعن في ذلك وأن نحلله في عمقه.. اليوم لم يتوصل البولجا سوى بكرات أمام مساحات مغلقة، فالمنتخب الأرجنتيني عانى من بطء شديد في تحضير الهجمة وهو ما جعله يفتقد لعنصر المُفاجأة أمام فريق يقظ للغاية وقام بمجهود جبار خاصة في خط الوسط من أجل التقليل من خطورة خصمه.. والحقيقة أن منتخب أيسلندا طبق نصيحة مورينيو بحذافيرها، حيث أغلق جميع المسافات التي يتحرك فيها ميسي، لدرجة أن هذا الأخير اضطر للقيام بسبع مراوغات لنقل فريقه من الوضعية الدفاعية إلى الحالة الهجومية، إضافة إلى أن أغلب تسديداته كانت من خارج منطقة الجزاء.

    لاعب الوسط رقم 17 في أيسلندا “جونارسون” والجناح صاحب الرقم 8 “بجارناسون” قدما عملاً مثالياً في مساندة خط الدفاع وافتكاك واستخلاص الكرة بشكل سليم دون ارتكاب أخطاء على الخصم من أماكن حساسة أمام منطقة الجزاء، بالذات الرقم 17، وأعذروني لتحدثي بالأرقام فعائلة “سون” منتشرة في كل الفريق، على أمل تسهيل إيصال الفكرة إليكم في ظل هذا التشابه الرهيب بين الأسماء.

    كرواتيا نيجيريا.. المرونة التكتيكية سر التفوق:

    بصم المنتخب الكرواتي على مباراة معقولة جداً تميز فيها بمرونة تكتيكية جعلته يستغل نقاط ضعف المنتخب النيجيري، والتي كانت بدرجة كبيرة عبر الأروقة التي عانت كثيراً من أجل إيقاف لاعبي المدرب زلاتكو داليتش، فالفريق الأوروبي كان متوازناً جداً في خط الوسط وهو ما مكّنه من التحكم بشكل كامل في نسق اللقاء.. لوكا مودريتش وإيفان راكيتيتش قدما أداءً رائعاً، فالأول تميز بقدرته على التمرير تحت الضغط ونقل فريقه إلى الحالة الهجومية بسلاسة كبيرة، بينما برع الثاني في ألعاب الهواء وقطع الكرات المرتدة مستغلاً مميزاته البدنية.