تكتيك المونديال (2) .. كرة القدم الدفاعية تنتصر على مدرسة الاستحواذ!

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • انتهى اليوم الثاني من النسخة الـ21 لبطولة كأس العالم المقامة في روسيا، والتي تستمر حتى يوم 15 يوليو المقبل، حيث شهد إقامة 3 مباريات جمعت بين مصر وأوروجواي، المغرب وإيران، والبرتغال وإسبانيا.

    واستمراراً لتغطية موقع سبورت 360 عربية الاستثنائية منذ صافرة بداية كأس العالم 2018 .. سنستعرض معكم فقرة خاصة لعشاق التكتيك، بإلقاء الضوء عن أبرز الأفكار الفنية التي طبقها المدربون واللاعبون في هذا العرس العالمي، ونتوقف معكم اليوم عند المباريات الثلاث التي احتضنتها الملاعب الروسية، مساء أمس الجمعة.

    المغرب وإيران.. فلسفة الاستحواذ ضد براجماتية كيروش:

    المنتخب الإيراني انتصر على أسود الأطلس بذكاء كبير وبأسلوب براجماتي محض، إذ كان المنتخب المغربي هو الأفضل من حيث الاستحواذ والهيمنة على اللقاء، ولكن دون خطورة أو تهديد مباشر للمرمى الآسيوي، ويمكننا القول إن كارلوس كيروش منح المغرب الكرة ولكن من أجل المرح بها فقط، حيث أغلق جميع المنافذ المؤدية إلى شباكه مستغلاً القوة البدنية والحضور الذهني اللذان اتسم بهما لاعبو فريقه.. رجال هيرفي رينارد حاولوا استغلال استحواذهم على الكرة لكن دون جدوى في ظل التكدس الدفاعي للخصم.

    المنتخب المغربي رغم استحواذه على الكرة، إلا أنه بقي بلا أنياب حقيقية في ظل النقص الواضح في العناصر الهجومية، والنقص هنا كان نقصاً في الكفاءات أكثر منه نقصاً في العدد .. لم يكن هناك الكثير من اللاعبين ذوي رباطة الجأش القادرين على الاختراق من العمق أو حتى تقريب الأظهرة لأماكن العرضيات المؤثرة فعلاً، صحيح أن حكيم زياش وأمين حاريت ويونس بلهندة حاولوا إمداد أيوب الكعبي ببعض الكرات البينية إلا أنهم عموماً كانوا قليلي الحركة في الثلث الأخير من الملعب وهو الأمر الذي أثر سلباً على أسود الأطلس من الناحية الهجومية، لينتصر بذلك الأسلوب الدفاعي على فلسفة الاستحواذ.

    البرتغال وإسبانيا .. التحفظ الدفاعي ضد اللعب التموضعي:

    قدمت إسبانيا لقاءً كبيراً وظهرت بشخصية ثابتة مكنتها من العودة في النتيجة مرتين عبر دييجو كوستا، كما أن رجال فرناندو هييرو نجحوا في إحكام قبضتهم على خط الوسط ليسيطروا على جل أطوار المباراة.. التلاحم بين الخطوط والانتشار السليم والحضور الذهني، كلها أمور ساعدت المنتخب الإسباني على السيطرة والتحكم في إيقاع اللعب بكل سهولة لتصل نسبة الاستحواذ لـ62% مقابل 38% للبرتغال.

    استغل فرناندو سانتوس التقدم المبكر لصالح فريقه ليعود إلى اللعب بطريقة دفاعية، والاعتماد على الهجمات المرتدة، وهي الطريقة التي نجحت أيّما نجاح، حيث حرمت المنتخب الإسباني، من استغلال سطيرته على الكرة، ليتفوق النهج الدفاعي مرة أخرى على أسلوب الاستحواذ.

    الحقيقة أن سانتوس ليس مدرباً مميزاً، لكن البديهيات لا تفوته.. فأمام فريق يجيد الاستحواذ ويعتمد على اللعب التموضعي(خلق التفوق سواءً كان عددي، تمركزي أو نوعي)، انكفأ مدرب البرتغال على إغلاق المساحات المكشوفة وتثبيت رباعي الدفاع مع فتح الملعب بالثنائي برناردو سيلفا وفرنانديز وذلك من أجل تجنب الزيادة العددية على الأطراف.. أما في عمق وسط الميدان فقد وضع موتينيو وكارفاليو لمنع بوسكيتس وكوكي من تدوير الكرة بالشكل المطلوب، وهو أمر نجح فيه أحفاد فاسكو دي جاما إلى حد بعيد، ليظفروا بنقطة ثمينة أمام منتخب يملك زاداً بشرياً من الطراز الرفيع.

    مصر والأوروجواي.. الكرة الخبيثة ضد الأسلوب الدفاعي:

    قدم المنتخب المصري مباراة كبيرة جداً، حيث تماسكت خطوطه الدفاعية ورأينا انسجاماً كبيراً بين مدافعي الفراعنة الذين قوضوا كثيراً من خطورة الثنائي لويس سواريز وإدينسون كافاني.. والحقيقة أن الأوروجواي لم تستطع مجاراة قوة خط دفاع مصر المبنية على التمركز الصحيح من قلبي الدفاع وعلى الانضباط التكتيكي من الظهيرين “عبد الشافي وأحمد فتحي” اللذين لم يتقدما للخطوط الأمامية إلا فيما ندر، وهو الأمر الذي حَد من خطورة الأطراف لدى المدرب تاباريز.

    كرة الأوروجواي خبيثة، هذا أمر لا ريب فيه، فالفريق اللاتيني لا يتميز بأسلوب هجومي ممتع، بل يلعب في الأساس على قوة عناصره في الاندفاع والكرات العالية، ولكنه أمام الفراعنة وجد منتخباً متفطناً ويقظاً ومتماسكاً من الناحية الدفاعية، وهو الأمر الذي صعب الأمور على رفاق لويس سواريز.

    لكن ابتداءً من منتصف الشوط الثاني، انهار المنتخب المصري بدنياً بشكل واضح، هذا الانهيار ربما نلتمس فيه العذر للاعبين بعد الأداء والمجهود الجبار في الشوط الأول، ولا سيما في ظل أسلوب كوبر الذي تسبب في الكثير من العياء والإجهاد، فهو أسلوب يعتمد على الركض وراء الكرة طوال 90 دقيقة والتمركز خلفها بدلاً من تدويرها والتدرج بها نحو الثلث الهجومي بشكلٍ سلس.

    هفوتان كانتا السبب في خسارة المنتخب المصري، الأولى يتحملها المدافع أحمد حجازي الذي ترك خيمينيز يرتقي أعلى منه ويضع الكرة بسهولة في المرمى، والثانية تكبد فداحتها عبد الشافي الذي ارتكب الخطأ في تلك المنطقة الخطيرة، خاصة مع تواجد لاعبين أوروجويانيين يجيدون “الضرب في الهواء”.