على ماذا يجب أن يركز منتخب سورية اليوم في لقائه الحاسم 

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • منتخب سورية

    يلتقي المنتخب العربي السوري اليوم نظيره الإيراني في مباراة مصيرية  ضمن تصفيات كأس العالم في روسيا 2018 قد تؤدي نتيجتها إلى تأهل تاريخي المونديال الروسي. المواجهة السورية الإيرانية والتي تجري في طهران تأتي وسط تضامن عالمي مع المتنخب السوري الذي فاز بقلوب العالم اجمع بأدائه المشرف و روحه العالية التي خرجت من رحم مأساة يراها الكثيرون الأسوأ على منذ الحرب العالمية الثانية. ووسط هذا الدعم الجماهيري الكبير والتعاطف العالمي الواسع يجد المنتخب السوري نفسه مطالباً بإكمال هذه القصة الجميلة التي بدأت في لقاء أفغانستان في الشهر السادس من  العام  2015 . وحتى يكتمل الحلم يجب أن يعرف المنتخب السوري تماماً على ماذا يركز في ظل أمور عدّة قد تشتته .

    بداية ماهي وضعية المنتخب السوري ؟؟

    المنتخب السوري حالياً هو في المركز الثالث خلف إيران التي تأهلت وكوريا الجنوبية صاحبة الأربع عشرة نقطة وأمام أوزبكستان صاحبة نفس العدد من النقاط والبالغ اثنا عشر نقطة . وهو متعادل في فارق الأهداف مع كوريا ومتقدم بهدفين على اوزبكستان ، وبالتالي فإن الانتصار على المنتخب الإيراني (على صعوبته ) يضمن لسوريا خوض لقاء الملحق امام ثالث المجموعة الثانية الذي يتوقع أن ينحصر بين المنتخب السعودي والاسترالي. أما التأهل المباشر فبحاجة لتعادل أو خسارة كورية مع الفوز على إيران ووقتها ستجد سورية نفسها في كأس العالم مباشرة . أما الملحق فحساباته كثيرة ومعقدة ملخصها أن سورية بحاجة لأن لتحقيق نفس النتيجة التي تحققها أوزبكستان أمام كوريا بما يضمن بقاء عدد النقاط وفارق الاهداف نفسه بينها وبين أوزبكستان .

    إذا على ماذا يجب أن يركز المنتخب السوري ؟؟

    قبل عرض ما يجب أن يركز عليه نسور قاسيون (قاسيون هو جبل شهير في العاصمة دمشق له إطلالة رائعة على كامل المدينة ) يجب معرفة نوعية ما يمكن أن يشتت المنتخب من الناحية الذهنية .وهنا نتحدث عن الضغوط التي يتعرض لها هؤلاء اللاعبون والتي ربما لم يعهدها الكثير غيرهم من قبل . فباستثناء فراس الخطيب وعمر السومة وعمر خريبين المعتادين نسبياً على لعب المباريات الحاسمة أمام جمهور كبير  نتيجة خبرتهم بالدوري السعودي والكويتي والمسابقات القارية، فإن الآخرين سيعانون من نوعين من الضغوط بشكل أساسي . الأول هو ضغط الجمهور الإيراني العملاق في استاد أزادي والذي سيقف مع منتخبه بكل قوة رغم التأهل والثاني هو ضغط تحقيق نتيجة قد تدخلهم التاريخ، حيث يدخل اللاعبون اللقاء وهم يحملون هموم شعب كامل يتطلع بأكمله نحو أمل بالتأهل وأيضاً رغبة عربية وعالمية جسدتها موجة تعاطف  كبيرة من الجمهور والإعلاميين عبر وسائل التواصل الاجتماعي وهو ما يزيد ضغطاً على ضغط .

    مسألة مهمة أخرى قد تشتت المنتخب السوري ولاعبيه وهي الاحتمالات الكثيرة للتأهل المباشر أو لعب الملحق والخروج التي يمكن أن تسبب لهم نوعاً من الارباك والخوف  او الارتخاء على حد سواء. وبالتالي لابد للمنتخب السوري أن ينسى كل شيء حوله من آمال وجماهير لمدة تسعين دقيقة ويركز على مسألة واحدة فقطالفوز ولاشيء غيره لانه الطريق الوحيد الذي يضمن له الملحق على أقل تقدير .وهنا على المنتخب إلا يعول أبداً على أي تراخ إيراني لأن من يعرف المنتخب السوري ويتابعه يعرف حجم العداوة الكروية بين المنتخبين منذ أيام علي دائي حتى يومنا هذا ، حيث كانت  إيران عقدة  سورية دائمة وأخرجتها من   مناسبات كروية عديدة أبرزها تصفيات كأس العالم.

    إذا كيف يكسب منتخب سورية هذا الاختبار الذهني الصعب ؟؟

    حتى يتمكن المنتخب أيضاً من التركيز على الفوز ولا شيء سواه عليه أن يحول ضغط  حجم التعاطف والآمال المعلقة عليه إلى دافع وعامل مشجع ويشحن نفسه بها قبل اللقاء  ليلعب كأنها آخر مباراة في عمر اللاعبين كما قال أحمد الصالح. وبالمقابل عليه أن يتذكر أيضاً ان المنتخب الإيراني داخل أرضه أسهل منه خارجها لأنه يعاني أيضاً من ضغط جمهوره الكبير والتاريخ يثبت أن المنتخب السوري نجح مراراً في إحراج إيران على أرضها وانتزاع التعادل منها في حين أن معظم الخسائر كانت على الأرض السورية. وهنا سيكون دور المدرب أيمن الحكيم  وإدارة المنتخب بجانب اللاعبين الخبرة في توجيه كل هذا الاهتمام  والتعاطف باللقاء لشحذ همم اللاعبين وجعلهم يركزون على تحقيق هدف واحد فقط وهو الفوز.

    فنياًما الذي يجب أن يفعله المدرب أيمن الحكيم

    رغم الاعتراضات على شخصه وإمكاناته لقيادة المنتخب السوري . إلا أن المدرب أيمن الحكيم قد اثبت نجاحه في قيادة هذا المنتخب  وهو اليوم على أبواب التأهل إلى كأس العالم ليحقق انجازاً لم ينجح به أي مدرب سوري أو أجنبي بعد أن قدم أكثر من مئة وعشرين بالمئة من إمكاناته . وهو مطالب أن ينقل هذه العقلية للاعبين ويعتمد نفس التشكيل الذي نجح به سابقاً وهو 4-4-1-1 ، ومع عودة الخطيب وبعده السومة مؤخراً سيكون هناك الممول والقناص بجانب الخريبين المتألق والذي سمح له وجودهما بالتحرك بحرية أكبر . والأمل أن تكون الفورمة قد ارتفعت لمن يعتبره الكثيرون المهاجم الأفضل في آسيا ونعني هنا عمر السومة ليعود قاتلاً كما هو مع الأهلي السعودي . لكن الأكيد أن هذا الثلاثي الهجومي بحاجة لدعم من خط الوسط لأنه حتى الـ MSN سابقاً أمكن عزله بعد ان تراجع خط وسط برشلونةوبالتالي يجب أن يكون الوسط نشيطاً وديناميكياً حتى يؤمن التمويل للمهاجمين والحماية للمدافعين الذي يتوقع أن يرزحوا تحت ضغط كبير لأنه لا يتوقع أن يلعب المتنخب الإيراني مدافعاً كما عهدناه خصوصاً انه يلعب على أرضه وهو بطل المجموعة والمتأهل الأول عن آسيا .

    المحصلةالمتنخب فاز حتى ولو لم يفز

    كل الوطن العربي وربما العالم يقف مع المنتخب السوري في لقائه اليوم في حالة نادرة جداً تذكرنا بوقوف العالم مع ليستر سيتي عندما اقترب من إحراز لقب الدوري الانجليزي الممتاز . لكن الوضعية هنا أكبر بكثير لأنها تجسد آمال شعب بأكمله  يحتاج وبشدة  لنوع من الفرح  بعد سبعة أعوام مريرة لا يعرف معاناتها إلا من عاشها. وحتى لو لم ينجحوا في تحقيق أي تأهل فإن المتنخب قدم ما عليه وفاز بقلوب الناس في سورية وخارجها قبل أن يفوز حتى  لكن الأمل بأن تكتمل هذه القصة لأنها ستكون فرحة ما بعدها فرحة ، وكلنا معكم يا نسور قاسيون .