عرفت كرة القدم الكثير من الحراس الأساطير، عرفت من غيروا اتجاه بطولات من عاصمة إلى أخرى، وعرفت حراساً بكى جمهورهم حتى يومنا هذا على رحيلهم.

صراع الأفضلية في التاريخ حول العالم، يمكن رفض الحديث فيه عندما يتعلق الأمر باللاعبين، لأن كرة القدم تتغير من يوم إلى أخر، فلا يمكن مقارنة من كان يلعب على قوانين وسرعة معينة مع من يلعب مع قوانين وسرعة أخرى، لكنها في الحراسة تبدو أكثر قبولاً لدى العالم.

يرى كثيرون هذه الأيام أن العنكبوت بوفون هو الأفضل في التاريخ وهذا ما دعمته بعض الجهات، لكن هناك من يطرح أسماء للمنافسة وتبدو منطقية مثل الأسطورة ياشين والعملاق الدنماركي المتواجد في الإمارات حالياً بيتر شمايكل، وأسماء أخرى قدمت لفرقها الكثير من اللحظات الذهبية وحمل الألقاب.

الأسطورة بيتر شمايكل

الأسطورة بيتر شمايكل

قد نختلف على الأفضل في التاريخ بشكل عام، لكن عندما نتحدث خارج أوروبا، أي خارج المكان المتوهج إعلامياً من جهة، والمتقدم كروياً من جهة أخرى، يصبح الاختيار أقل تعقيداً، لأن فارق المستوى يظهر بوضوح لكل من يريد رؤية الأمور بعقله.

عرفت قارة أمريكا الجنوبية بعض الحراس الرائعين في مرماهم، فكان هناك تشيلافيرت قائداً وعملاقاً، وكان تافاريل إنقاذاً لمعضلة برازيلية لسنوات طويلة مع حراسة ضعيفة، وكذلك ما يعتبره الارجنتينون أفضل حارس في تاريخهم؛ أوبالدو فيلول الفائز بمونديال 1978، أو جيلمار الفائز بلقبي كأس عالم مع البرازيل، أو حتى المجانين في الهجوم وإن كانوا ليسوا بتميز من تم ذكرهم عندما نتحدث عن الحراسة؛ هيجيتا وسيني.

وعرفت قارة أسيا حراساً عظماء مثل محمد الدعيع وعلي الحبيسي وعامر شفيع والإيراني أحمد عبد زاده، والأسترالي مارك شوارزر، والسور الكوري العظيم لي ون جاي، وكذلك مقاتل الساموراي كاواغوتشي الرجل الذي كان حاضراً في أهم اللحظات اليابانية من ألقاب أسيوية أو مشاركات مونديالية بلمسات حاسمة، وأسماء عديدة أخرى بالتأكيد.

وفي أفريقيا هناك عظماء أيضاً، مصدر إلهام بوفون إنكونو، والنيجيري الطائر إنياما، والبطل المغربي الخالد في ذاكرتنا الزاكي، وأنطوان بل، وشكري الواعر ومبولحي وحارس الجزائر في مونديال 1982 مهدي سرباح، وأسماء أخرى عظيمة.

ولنبدأ مع الفيديو التألي لتصديات الحضري في مقطع مميز :

لكن لماذا الحضري؟
أفضل حارس في 3 أمم أفريقيا فازت بها مصر، وله فيها لحظات حاسمة، وثم له أيام عظيمة عديدة في الأندية والمنتخب.

في طريقه للفوز بأفضل حارس في البطولة الرابعة، وإن شاء الله سنراه أكبر حارس في تاريخ المونديال، ولا يمكن نسيان لقاء إيطاليا الذي أجبر بعض الصحف هناك على إعطائه علامة 10، وهي لم تمنحها لأحد من قبل.

الفيديو التالي لأقوى تصديات الحضري ضد ايطاليا

المتألق لدرجة أعجزت مرتضى منصور عن فهمها، فلم يكن أمامه حلاً لتوضيحها إلا استعانته بالجن!

الثابت في الأداء سنوات طويلة، والقائد صاحب الشخصية صانعة الفارق، ويوم أمس بهذا الأداء ما كانت مصر لتلعب النهائي، لولا وجوده في ظهر خط الدفاع، ومن الواضح مدى الثقة التي يبعتها فيمن هم أمامه، كلما حضر ومهما كانت الظروف.

تابعته سنوات طويلة، وشاهدت الكثير من الحراس المنافسين له في زمانه، فكان لافتا نفسه الطويل، وقدرته على الظهور عندما يغيب الجميع، ولا أستطيع تخيل نفسي أقول أن هناك حارساً أفضل منه خارج قارة أوروبا، ولو كان للأخرين لحظات عظيمة نحترمها أيضاً.