تحليل 360 .. إنريكي يلدغ منتخب إنجلترا بسلاح ساوثجيت!

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • موقع سبورت 360 – نجح المنتخب الإسباني في تحقيق انتصار ثمين، على حساب منتخب إنجلترا، بهدفين مقابل هدف، في اللقاء الذي احتضنه ملعب ويمبلي مساء اليوم السبت، ضمن أولى جولات مسابقة دوري أمم أوروبا، التي أحدثها اليويفا مؤخراً لتجنب كثرة المباريات الودية في التوقفات الدولية.

    وإليكم تحليل هذه المباراة..

    ظهر المنتخب الإنجليزي بمستوى أقل بكثير من المتوقع، أو على الأقل من المستوى الذي كنت أتوقعه منه شخصياً، خاصة في الشق الهجومي، وقد يقول البعض أن غياب رحيم ستيرلينج كان مؤثراً، لكني شخصياً لا أرى المشكلة هنا، بل أراها في غياب أسلحة جاريث ساوثجيت والتي ناقش بها أغلب مباريات كأس العالم 2018، إضافة إلى العجز التام لمتوسطي ميدان الأسود الثلاثة على تخطي ضغط لاروخا.

    ما أسوأ المنتخب الإنجليزي في التعامل مع الكرات العرضية، فبعدما كانت الألعاب الهوائية سلاحاً فتاكاً لساوثجيت في المونديال، رأينا المنتخب الإسباني يستخدمه اليوم للوصول إلى مرمى بيكفورد، لدرجة أن جل الحملات التي جاءت من الطرفين وانتهت برفعات شكلت خطراً كبيراً جداً على أصحاب الأرض، وذلك لأسباب عديدة أهمها تشتت ذهن لاعبي مهد كرة القدم وسط الكثرة العددية للاعبي لاروخا داخل وحولي منطقة الجزاء، ولكم في هدفي ساؤول نيجويز ورودريجو مورينو أبرز دليل وخير مثال.

    من الواضح أن خسارة معركة خط الوسط تسبب في ذلك المشكل.. كثافة الإسبان كانت تقدر بضعف كثافة إنجلترا عددياً على الأقل، ما جعل كل لاعب من الأسود الثلاثة لا يكاد يستلم الكرة في مناطق فريقه حتى يجد نفسه أمام لاعبين اثنين على الأقل، وهو أمر مؤثر جداً.. خاصة وأن لاعبي الأطراف يدخلون إلى دائرة المنتصف لعلهم يخففون الأعباء على زملائهم، لكن هذا الأمر كان سلاحاً ذا حدين، إذ كان راشفورد ولينجارد يتركان مساحات شاسعة في الأروقة، وهو ما أعطى متنفساً كبيراً للثنائي ماركوس ألونسو وداني كارفاخال للانطلاق إلى الأمام.

    يقال إن الاختلاف قوة وليس ضعف، وهذا أمر صحيح إلى حد بعيد.. فإن ألقينا نظرة على مواصفات لاعبي المُنتخب الإسباني في خط الوسط والخط الأمامي، فسنجد أن الأمر يتعلق بلاعبين بمواصفات مختلفة تماماً عن بعضهم البعض .. فإيسكو لاعب مهاري قادر على صناعة الفارق بمهارته الفردية واختراقاته، أما تياجو ألكانتارا فهو اللاعب القادر على إيصال تمريرات عبقرية لزملائه، فيما يعد رودريجو مورينو ذلك المُشاكس في العمق والطرف الذي يلعب الكرة بعقله أكثر بكثير من قدمه، فتجده دائماً في المكان المُناسب لخلق الخطورة، ويبقى إياجو أسباس الرجل المرجعي داخل منطقة الجزاء.. والحقيقة أن هذا التنوع مكّن المنتخب الإسباني من تنويع البناء الهجومي، لنراهم اليوم يخترقون سواءً عبر العمق أو عبر الأجنحة.

    والسؤال الآن، هل ظهرت لمسة إنريكي على المنتخب الإسباني؟ على المستوى الفني لا أعتقد أن المدرب الكتالوني أضاف الكثير إلى حدود اللحظة، وهو أمر متوقع كونه يقود لاروخا للمرة الأولى، لكن ما لاحظته شخصياً في هذا اللقاء يوحي بأن اللوتشو سيعتمد على رودريجو مورينو كمحطة رئيسية في الخط الهجومي، فقد شاهدناه اليوم يبدأ الهجمة كلاعب طرف ثم يتحول إلى العمق لاستلام الكرة بين الخطوط وفي المساحات المكشوفة، ليتحول بعدها تياجو ألكانتارا إلى الجناح ويفتح داني كارفاخال الملعب عرضياً قبل نقل الهجمة إلى الجهة الأخرى لخلخلة الدفاع الإنجليزي .. والحقيقة أن هذه الجملة التكتيكية منحت لاروخا التفوق العددي والنوعي في الثلث الأخير خاصة في الشوط الأول الذي شهد سيطرة إسبانية شبة مطلقة.