تكتيك المونديال (17) .. بيكرمان أخذ ساوثجيت على حين غرة!

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • انتهت منافسات الدور ثمن النهائي من بطولة كأس العالم 2018، المقامة حالياً على الأراضي الروسية، بتأهل المنتخب الإنجليزي إلى ربع النهائي عقب الانتصار الصعب على منتخب كولومبيا بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل الإيجابي، كما بلغت السويد أيضاً نفس الدور بفوزها على سويسرا بهدف نظيف.

    واستمراراً لتغطية موقع سبورت 360 عربية الاستثنائية منذ صافرة بداية كأس العالم 2018 .. سنستعرض معكم فقرة خاصة لعشاق التكتيك، بإلقاء الضوء عن أبرز الأفكار الفنية التي طبقها المدربون واللاعبون في هذا العرس العالمي، ونتوقف معكم اليوم عند المبارتين التي احتضنتهما الملاعب الروسية، مساء أمس الثلاثاء.

    السويد وسويسرا .. المهارات الفردية صنعت الفارق:

    لا شك أن المنتخب السويدي استحق الانتصار في هذه المباراة، فالفريق الاسكندنافي ناقش المباراة بذكاء كبير وأخذ المبادرة الهجومية منذ الوهلة الأولى، مع ميل أسلوب المنتخب السويسري إلى الأطراف بفتح الملعب عبر رودريجيز يساراً، والثنائي لونج شاكيري يميناً، مع مساعدة المدافع الشاب المتألق مانويل أكانجي في بناء اللعب بتمريرات خاطفة من أجل كسر خطوط ضغط رجال يان أندرسون.

    المنتخب السويدي نجح في احتواء خطورة شيردان شاكيري الذي حاول مراراً القطع من الطرف إلى العمق معتمداً على مهاراته الفردية، لكنه لم ينجح سوى في إرسال بعض العرضيات إلى منطقة الجزاء والتي تفوق فيها السويديون بلا شك، نتيجة القامات الفارعة للمجموعة.. في المقابل، ظهر الجناح الموهوب فورسبيرج بوجه فاقع في المباراة بسبب قدرته على الانطلاق من الجهة اليسرى إلى العمق والمساهمة في صناعة اللعب عبر التمرير السريع في أنصاف المساحات، وقد نجح في لقطة فردية في تسجيل هدف الفوز.

    إنجلترا وكولومبيا .. بيكرمان أخذ ساوثجيت على حين غرة:

    المنتوج الكروي الذي قدمته كولومبيا على الصعيد التكتيكي كان رائعاً للغاية، حيث فاجأ خوسيه بيكرمان نظيره ساوثجيت بالعديد من الأفكار الفنية، إذ بدأ المباراة بالرسم التكتيكي 1/2/3/4 برغبة دفاعية بحتة، فمن دون الكرة كان الرسم يتحول لخماسي في الخلف مع ضغط منخفض من أجل مقارعة الزيادة العددية التي يخلقها المنتخب الإنجليزي في الثلث الأخير من الملعب، وأيضاً بهدف عزل هاري كين عن لاعبي الوسط وكذلك “الوينج باك” على الطرفين، وقد نجح المدرب الأرجنتيني في تطبيق أفكاره بالطريقة المثالية، والدليل أن مهاجم السبيرز ضاق ذرعاً من الرقابة اللصيقة في العديد من اللقطات الأمر الذي جعله يعود للخلف قليلاً من أجل البحث عن مساحات أكبر.

    أما في الحالة الهجومية، فقد كان الرسم التكتيكي قريباً من 2/3/3/2، وكان الهدف من ورائه هو إعطاء حرية أكبر لأرياس وموخيكا على الطرفين بحكم نزعتهم الهجومية الكبيرة، وفي الوقت نفسه تأمين تقدمهم لأعلى مناطق الملعب بميل المحاور (ليرما/سانشيز) إلى الأطراف أكثر للحفاظ على التوازن الدفاعي والحماية من الهجمات المرتدة.

    بشكل عام، أجد نفسي معجباً بالتغيير الذي أحدثه جاريث ساوثجيت على شكل وتنافسية المنتخب الإنجليزي.. ثقافته ومرونته الفنية الجيدة في التعامل مع الخصوم بمختلف قوتهم، بالإضافة إلى استفادته القصوى من هبة 3/4/3 التي انتشرت في الدوري المحلي خلال الموسم الماضي، ناهيك عن تطور الكثير من العناصر الشابة بفضل المدربين الذين اعتمدوا على نفس الرسم التكتيكي.. هذه الأمور كلها رجحت كفة الأسود الثلاثة في العرس العالمي إلى حدود الساعة.