تأملات مهمة في توسعة كأس العالم لـ 48 منتخبا

محمد عواد 10:13 12/01/2017
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • فعل إنفانتينو ما وعد به وتحدث عنه، جعل كأس العالم 48 منتخباً، وذلك ابتداءً من 2026، أي في بطولة نتمنى ألا يكون خلالها الرئيس لأن ذلك يعني أنه بلاتر جديد قرر البقاء إلى الأبد.

    فيفا .. شخص واحدة وهيئات شكلية
    أول شيء يلفت الانتباه بالقرار، هو قدرة رئيس فيفا على جعل القرار يبدو بالإجماع، وباتفاق المؤثرين في صناعة اللعبة.

    هذا الأمر كان في عهد بلاتر، والآن يحدث مع رئيس جديد لم يسيطر بعد على مفاصل الهيئة الكبيرة للغاية.

    هناك تبعية لشخص واحد، الأمر الذي يجعلنا بعيدين كل البعد عن مفهوم الديمقراطية، وحساسين أكثر لطريقة انتخابه، فمن الواضح أنه سيبقى يفوز حتى يتنحى، بما أن الجميع يتبعون من يملك الصولجان.

    لا صوت فوق صوت الرئيس

    لا صوت فوق صوت الرئيس

    تجارياً ..الهدف واضح
    لا نقاش بأن هناك هدف تجاري في المسألة، فهناك حديث عن ارتفاع بالدخل يقارب مليار دولار لفيفا، وذلك من خلال تذاكر المباريات وحقوق الرعاية والبث وبيع حقوق استعمال العلامة التجارية، مع احتساب عامل التضخم حتى ذلك الحين.

    كما أن هناك فائدة تجارية تتعلق بالدولة المستضيفة، فهناك عدد أكبر من السياح، وعدد أكبر من رحلات الطيران، وفي ذلك تحسن مباشر للاقتصاد في تلك الفترة، كما أنه ترويج طويل الأمد للبلاد.

    كرة القدم استثمار
    النقطة السابقة يجب ألا تفهم أنها سلبية بالعموم، فصخح أن اتخاذ قرار كروي من أجل هدف تجاري هو أمر سيء، لكن علينا أن نفهم وننهي الجدل بان اللعبة باتت استثمار.

    المبالغ المالية التي تدخل فيفا، يتم استثمار جزء منها بتطوير اللعبة، وعلينا أن نتخيل تطور اللعبة الذي حصل في أخر 10 سنوات، لنفهم أهمية المال في اللعبة.
    هذه العقلية هي ما جعل كثيرين يؤيدون فكرة انفانتينو، فهم لا يريدون المال لغرض المال، بل لغرض الاستثمار.
    إنقاذ لتراجع المنتخبات الكبرى
    لا يناقش كثيرون حقيقة تقلص الفجوة بين المنتخبات الكبرى العريقة ذات الشعبية الكبيرة، والمنتخبات الصغيرة الصاعدة.

    الأمر لا يبدو دورة حياة تمر بها بعض المنتخبات، بل هو حقيقة تتكرر ونراها في أمريكا الجنوبية وأوروبا، مما يعني أن المونديال مع زيادة التركيز المحلي على الأندية ونسيان المنتخب، قد ينتهي بغياب أسماء عديدة كبرى وليس اسماً أو اسمين.

    كما أنه قد ينتهي بنهائي غير متوقع، ونصف نهائي غير جاذب، وكل ذلك يهدد مكانة البطولة، التي ما زالت تقاوم في وجه صعود عصر الأندية بشكل واضح.
    هناك رغبة واضحة من فيفا بتجنب سيناريو كرة السلة، لا يريدون أن يتكرر ما جرى هناك بأن أصبح الدوري الأمريكي لكرة السلة أهم من كأس العالم.

    التوسعة تضمن مشاركة أكبر عدد من هذه المنتخبات العريقة، ويضمن تجنب المفاجآت، إلا لو كان المنتخب العريق ميت رسمياً، فالجميع سينال حصة من التوسعة، خصوصا أن الاتحاد الاوروبي نجح بتأجيل حسم مسألة عدد المقاعد التي يمثلها كل قارة.

    02-Y-EUROS-master768

    كرة القدم أكبر من أوروبا وأمريكا الجنوبية
    صحيح أن أجمل كرة قدم، وأفضل كرة قدم ما يتم تقديمه في أوروبا وأمريكا الجنوبية.

    لكن عدد السكان في قارة أسيا مثلاً يقارب نصف البشرية، ولو أرادت كرة القدم أن تتوسع، فلا بد من انعكاس ذلك بكأس العالم، يجب أن يظهر على أنه ليس لعبة بين أوروبا وأمريكا الجنوبية يأتي على هامشها بعض ضيوف الشرف.

    هذه المسألة سعى لها بلاتر أيضاً لكن لحسابات شخصية أكثر لضمان الأصوات والدعم لاحقاً، لكن إنفانتينو القادم من خلفية الاتحاد الأوروبي يعتبر خارجاً عن المتوقع بقراره وكلماته أيضاً التي أكدت على فكرة أنها لعبة للعالم.

    مزيد من النجوم
    مزيد من المنتخبات، يعني مزيداً من النجوم، زيادة عدد منتخبات أفريقيا سيجعل أمثال “أومبيانج المستقبل في 2026 أو جورج ويا المستقبل” لهم فرصة باللعب في كأس العالم.

    مزيد من النجوم، يعني مزيداً من الجذب، مزيداً من الإثارة، ومزيداً من الأموال كذلك… معادلة تبدو مقنعة لكثيرين.

    إثارة أفضل وإرهاق متساوٍ
    نجح فيفا بالوصول إلى حل منطقي، المنتخب لا يلعب أكثر من 7 مباريات للفوز بالبطولة، مما يعني أن المنتخبات تتعرض لنفس الإرهاق السابق، وأيضاً نفس فترة الإقامة وهو ما يناسب أفكار الأندية الأوروبية.

    الدور الأول الحالي بشكل عام لو لم تحدث به مفاجآت، يعتبر دور إحماء لمعظم الكبار، ولا يتفاعل الجمهور معه كثيراً إلا مع الوصول إلى دور الستة عشر.

    الآن يبدأ دور الإقصاء أسرع، بعد 180 دقيقة وليس 270، وستكون كل مباراة في دور المجموعات لها أهمية كبيرة في التأهل، لأن أي زلة قدم قد تعني الرحيل.

    الطريق ما زالت 7 مباريات للقب

    الطريق ما زالت 7 مباريات للقب

    عودة للتآمر!
    مع 3 فرق فقط في المجموعة، بات الأمر أسهل للتآمر، فلن يكون هناك مباريات في نفس التوقيت، وستكون الحسابات أسهل.

    تخيلوا 3 فرق، تعادلوا في أول مباراتين فيما بينهم 1-1، سيكون منطقياً للمباراة الأخيرة في المجموعة أن تنتهي 2-2، وبالتالي يتأهل الطرفان.

    حتى عند حدوث مفاجأة لفريق كبير في مباراة أولى ضد فريق صغير، ثم يخسر هذا الصغير في الثانية، فإن الفريق الثالث سيتجنب غضب الكبير وينسق النتيجة ولو دون اتفاق رسمي، تماماً بسيناريو مشابه لما حدث من النمسا والمانيا في مونديال 1982.

    صعوبات أكبر للاستضافة
    48 منتخباً، ضيوف أكثر، وزوار من مختلف الجنسيات والقارات والثقافات.

    استضافة كأس العالم ستصبح أصعب، مساحات الدول، فنادقها، طرق مواصلاتها، يجب أن تكون أفضل مما كانت عليه في استضافة بطولات أكبر.
    الاستضافات المشتركة تبدو أكثر واقعية في المستقبل، بل تبدو هي المستقبل.

    اختفاء شرف المشاركة
    لن يتفاخر أحد مع مشاركة ربع العالم بكأس العالم بأنه وصل إلى هناك، سيصبح في كل مونديال تقريبا عدد كبير من المشاركين الجدد، وسوف ينتهي الأمر بعد 3 أو 4 نسخ، بوصول ما يزيد عن 50% من منتخبات العالم للبطولة.

    لن يكون هناك شرف بالمشاركة، فهذه الكلمات يجب أن يحضر لها مسؤولو الاتحادات المتراخية ديباجة جديدة، لإيهام الجماهير بوجود نجاحات وهمية.