تكتيك المونديال (11) .. مرونة الأسود وبراجماتية هيكتور كوبر البائسة!

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • موقع سبورت 360 – حفل الثاني عشر من نهائيات كأس العالم 2018، بالعديد من المشاهد والأحداث المثيرة، حيث حسم منتخب الأوروجواي صدارة المجموعة الأولى لصالحه بعد انتصاره الكبير على روسيا بثلاثة أهداف دون رد، في حين فاز المنتخب السعودي على منتخب مصر بهدفين مقابل هدف وحيد، أما في المجموعة الثانية فقد حسمت نتيجة التعادل مباراة المغرب وإسبانيا من جهة ولقاء إيران والبرتغال من جهة ثانية.

    واستمراراً لتغطية موقع سبورت 360 عربية الاستثنائية منذ صافرة بداية كأس العالم 2018 .. سنستعرض معكم فقرة خاصة لعشاق التكتيك، بإلقاء الضوء عن أبرز الأفكار الفنية التي طبقها المدربون واللاعبون في هذا العرس العالمي، ونتوقف معكم اليوم عند أبرز المباريات التي احتضنتها الملاعب الروسية، مساء أمس الإثنين.

    المغرب وإسبانيا .. مرونة الأسود وإيجابية لاروخا:

    من مميزات هيرفي رينارد أنه مدرب مرن ولا يُصر على آرائه .. في المبارتين السابقتين استحوذ على الكرة وكان هو صاحب المبادرة الهجومية، لكنه أمام المنتخب الإسباني قرر العودة إلى الدفاع وإغلاق المساحات ومن ثم اللجوء لسلاح الحملات المضادة.. والحقيقة أن المنتخب المغربي لعب مباراة ممتاز جداً من حيث التنظيم الدفاعي والانتشار الرائع والضغط ككتلة واحدة في وسط الملعب وتقطيع أوصال صفوف المنتخب الإسباني المتقاربة، مجموعة الوسط خاصة لعبت بامتياز فيما يخص الأدوار الدفاعية والضغط القوي بجماعية وشراسة لاستخلاص الكرة أو إجبار منافسيهم وخاصة مدافعي لاروخا على الخطأ وقد حدث لهم ما أرادوا أكثر من مرة وتمكنوا من استغلال إحداها في لقطة الهدف الأول.

    كريم الأحمدي حَمل على عاتقه مسؤولية إفساد الهجمات وقص التمريرات الأرضية لمدة 90 دقيقة، وكان هو أكثر لاعب ركضاً ومحاولة على الكرة أمام لاعبي إسبانيا في وسط ملعب المغرب، والأهم محافظته على لياقته البدنية ومستواه في استخلاص الكرة بعد تراجع مردود بوصوفة ويونس بلهندة خلال الدقائق الأخيرة من المباراة.

    وعلاوة على انتشار المُنتخب المغربي الرائع وتحرك الفريق ككتلة واحدة، فإن طريقة خروج الفريق من مناطقه بالكرة جعلت أظهرة لاروخا في حيرة من أمرهم: انطلاقات لاعبي المغرب عبر الأروقة فور استرجاع الكرة جعلت أظهرة فرناندو هييرو تائهين ما بين التقدم لإعطاء الإضافة الهجومية الضرورية من أجل خلخلة شيء من التوازن الدفاعي لأسود الأطلس أو التراجع تحسباً لانطلاقات أمرابط وزياش الخطيرة، وتوهانهم ذاك كان من بين الأسباب التي جعلت إسبانيا لا تفتح الملعب عرضياً كما ينبغي.

    أبرز إيجابية الليلة على الأداء الإسباني كانت التحرك بشكل أسرع فقد كان هناك بطء واضح ضد إيران سواء في التحرك بدون كرة أو في التمرير الإبداعي، في هذه المباراة حاول الثنائي إنييستا وإيسكو التعجيل بتمريراتهما من أجل مباغتة الدفاع المغربي وقد نجح اللاعبان في مرادهما في بعض الأحيان، ولعل لقطة الهدف الأول إلا خير مثال.

    مصر والسعودية .. براجماتية هيكتور كوبر البائسة!

    لعب المنتخب المصري مباراة دفاعية محضة كعادته مع هيكتور كوبر، الأمر الذي جعله ينسى الشق الآخر من كرة القدم.. إذ لم تكن هناك أي جمل تكتيكية هجومية، أو أي شيء يجعلك تفكر أن هذا الفريق يريد الانتصار وتوديع كأس العالم بانتصار معنوي، حتى مبدأ أن خير وسيلة للدفاع هي الهجوم مرفوض من المدرب الأرجنتيني، خير وسيلة للدفاع هي الدفاع!

    بات من السهل على أي خصم معرفة أين تكمن نقاط قوة وضعف منتخب مصر، مع استمرار إيمان هيكتور كوبر بهذه التوليفة، والمعروف عن كوبر أنه مدرب “برجماتي”، كما أن قناعاته لا تتغير بسهولة.. نقطة قوة منتخب مصر المتمثلة في محمد صلاح كانت في جيب المنتخب السعودي بكل سهولة، ومن الخطأ والكارثي أن يظل اعتماد منتخب بحجم مصر على لاعب بعينه بهذا الشكل.

    أسوأ شيء في كرة القدم هو حينما تواجه منتخب يصعد لمناطقك بكل خطوطه للضغط عليك وتساعده بكثرة التمريرات الخاطئة.. سوء منتخب مصر بخروجهم من مناطقهم أعطى المنتخب السعودي جودة أعلى لتنفيذ أفكار خوان بيتزي، فالدفاع المصري في المجمل العام كان بطيئاً وعلى غرار المباريات السابقة، ظهرت مشاكل عميقة في قلب الدفاع، وأمام أي منتخب يملك بعض المقومات الهجومية كالمنتخب السعودي فمن الطبيعي أن تبرز بعض المعاناة، وهذا ما حدث للفراعنة الذين لم يستطيعوا الصمود إلى غاية صافرة النهاية.