هل يعقل أن يعاني ريال مدريد أمام نادٍ أوكراني في إحدى أعوام تتويجه بلقب دوري أبطال أوروبا؟ سؤال تبدو إجابته للوهلة الأولى "لا بكل تأكيد" إلا أن مشوار للنادي الملكي في البطولة القارية يكشف أنه عانى في الماضي لتخطي عقبة أحد الأندية الأوكرانية، معاناة يتمنى عشاق الريال أن لا تتكرر الليلة حينما يتواجه ريال مدريد مع شاختار دونيتسك الأوكراني.

الحكاية تعود إلى موسم 1999-2000 الذي أحرز خلاله الريال لقبه الثامن في دوري الأبطال، دور المجموعات الثاني الذي يتكون من 16 فريق (حالياً يتبع نظام خروج المغلوب) شهد على تواجد بايرن ميونخ وريال مدريد ودينامو كييف الأوكراني وروزنبيرج النرويجي.

لم يكن أحد يتوقع أن يشكل الفريق الأوكراني مشكلة لريال مدريد في المجموعة خصوصاً بعد أن تفوق عليه الريال في عقر داره خلال الجولة الأولى بنتيجة 2-1، انتصار بشق الأنفس كان السبب الوحيد في تأهل الريال لربع النهائي!

ورغم أن الريال حقق انتصار ثاني على روزنبيرج مع تفوق بايرن ميونخ على كييف، إلا دينامو الأوكراني استفاد من سقوط ريال مدريد المدوي في الجولة الثالثة والرابعة في دوري الأبطال أمام البايرن بنتائج 4-1 ثم 4-2 ليتقدم لمشاركته في وصافة ترتيب المجموعة برصيد 6 نقاط لكل منهما بفوزين متتالين على روزنبيرج.

ريال مدريد كان مطلوب منه فض الشراكة مع كييف في الجولة الخامسة وتحقيق الفوز في سانتياجو برنابيو، إلا أن المفاجأة تمثلت في نجاة الريال من الهزيمة بفضل هدف متأخر من روبيرتو كارلوس في الربع ساعة الأخيرة من اللقاء، هدف أنقذ الريال من الاخفاق والإقصاء الأوروبي المبكر، ليس هذا فقط بل أن الشاب إيكر كاسياس ابن 18 عام فقط تصدى لركلة جزاء في الشوط الأول كادت أن تعصف بأحلام الريال.

المناصفة بين الناديين على المركز الثاني لم تتوقف واستمرت حتى نهاية الجولة السادسة لينهي كليهما دور المجموعات وفي جعبته 10 نقاط بعد فوز كييف على البايرن والريال على روزنبيرج! إلا أن قوانين الاتحاد الأوروبي منحت بطاقة التأهل لريال مدريد لتفوقه في المواجهات المباشرة بين الفريقين بنتيجة 4-3.

رجال ديل بوسكي نجوا من فخ دينامو كييف أولاً بعدم الخسارة أمامهم في سانتياجو برنابيو وخطف هدف التعادل قبل نهاية اللقاء بربع ساعة، وثانياً حينما استفادوا من قوانين اليويفا التي ترجع كفة الفائز في مجموع المواجهات المباشرة في حال تساوى الفريقين من النقاط.

في الحقيقة اليويفا كان يطبق قانون المواجهات المباشرة منذ فترة قصيرة جداً، النظام السابق كان يعتمد على فارق الأهداف للفصل بين الفرق التي تتشارك في ذات الرصيد من النقاط، في هذه الحالة كان الريال سيحل ثالثاً للمجموعة كون فارق أهدافه 1- بينما فارق أهداف كييف 2+!

قانون أوروبي ساهم في صعود الريال لربع النهائي، قانون أوروبي أنقذ ريال مدريد من خسارة لقبه الثامن في دوري أبطال أوروبا حينما أكمل مشواره في البطولة ليقصي مانشستر يونايتد من ربع النهائي وبايرن ميونخ في نصف النهائي، قبل أن يسحق فالنسيا في المباراة النهائية!

** اقرأ أيضاً: تحليل سريع لمباريات اليوم الأول من دوري أبطال أوروبا