حقق نادي أف سي أستانا الكازاخستاني إنجازا تاريخياً ربما يكون هو الأبرز على مستوي أندية بلده وعلى مستوي رياضة كرة القدم بشكل عام في كازاخستان بعد إن تأهل لدوري المجموعات ببطولة دوري أبطال أوروبا بعد التعادل ايجابيا بهدف مع نادي أبويل نيقوسيا القبرصي.

قبل الحديث عن أستانا من حيث التاريخ وأهم عناصره الفنية وعن النادي بشكل عام يجب أن نتطرق لطريق أستانا من المرحلة التمهيدية الثانية في التصفيات وحتى الوصول للحلم وهو التأهل لدور المجموعات ومقارعة كبار أوروبا.

البداية مع فخر سلوفينيا

لسوء حظ أستانا بأن قرعة الدور الثاني أوقعته مع بطل الدوري السلوفيني ماريبور والذي قدم أداء جيد في النسخة الماضية من البطولة وصعد لدور المجموعات وقدم أداء جيد على ملعبه ضد تشيلسي وأرغمه على التعادل، مباراة الذهاب بالرغم من خسارة الفريق الكازاخستاني بهدف نظيف إلا أنه حقق فوز كبير في مباراة العودة بملعبه أستانا أرينا بنتيجة 3-1 ويصعد للدور الثالث باستحقاق.

رحلة فنلندا القاسية

قرعة الدور الثالث كانت مع فريق متوسط القوة وهو أف سي هيلسنكي بطل الدوري الفنلندي ورحل أستانا مواجهة هيلسنكي في ملعبه ونجح في الخروج بمباراة الذهاب متعادل بدون أهداف ،بينما مباراة العودة شهدت أثارة كبيرة وفوز صعب بنتيجة 4-3 بهدف قاتل لبوستنيكوف في الدقيقة 93.

قبرص المنفذ لإنجاز عالمي-أوروبي

قرعة الـPlay-off أوقعت أستانا في مواجهة أبويل نيقوسيا القبرصي المخضرم في مسألة الوصول لدور المجموعات، مباراة الذهاب انتهت بفوز مهم لأستانا بهدف نظيف بينما مباراة العودة بالأمس قدم أستانا مباراة عالمية دفاعياً وهجومياً ونجح في الخروج متعادلاً بنتيجة 1-1 ليحقق أنجاز تاريخي كأول نادي كازاخستاني يصعد لدور المجموعات بدوري أبطال أوروبا.

بعد عرض مشوار أستانا التاريخي هذا الموسم والوصول لدور المجموعات، نستعرض  ملخص لتاريخ أستانا  الذي لم يتجاوز حتى الآن الست سنوات في تاريخ كرة القدم ولكنه نجح في الوصول لدور ربما يحلُم به عدة أندية كُبري أوروبياً منذ سنين عديدة.

من ألماتي لأستانا ونهر الأموال

النادي تم وضع أساسه قبل نهاية عام 2008 بأربع أيام وتحديداً في 27 ديسمبر بعد أن قام مجموعة شركاء في مدينة ألماتي الكازخستانية بتأسيس فكرة النادي وأطلقوا عليه أسم لوموكوتيف ولكن بعد أن حصل الشركاء على دعم مادي قوي من شركة قطارات كُبري نقلوا الفكرة للعاصمة أستانا، بالحصول على دعم مادي قوي نجح النادي في استقطاب أسماء كُبرى للعب للفريق ومنحهم رواتب مالية ضخمة مثل المهاجم الاوزبكستاني المخضرم ماكسيم شاتشكيش وبهذه الاستقطابات نجح الفريق بالفوز بأول بطولة له وهى كأس كازخستان عام 2010.

الاعتراف الأوروبي

بعد الفوز بكأس كازخستان لم يتأهل أستانا لكأس الاتحاد الأوروبي لأن الفريق ليس معترف به من اليويفا لأن وجوده لم يتخطى الـ3 سنوات لذلك  أستمر الفريق في نسقه التصاعدي مع البطولات وحقق بطولة كأس السوبر الكازاخستاني في 2011 ثم الفوز بكأس كازاخستان للمرة الثانية عام 2012 وفي عام 2013 شارك الفريق أوروبياً لأول مرة في الدوري الأوروبي ولكنه ودع البطولة من الدور الأول أمام بوتيف بوفلدف البلغاري ولكنها كانت البداية لتاريخ مُبشر.

الوصول للقمة محلياً والتوهج أوروبياً

موسم 2014-2015 هو موسم الانجازات وأفضل موسم لأستانا حتى وقتنا هذا ويعود الفضل للمدرب البلغاري ستانيمير ستويلوف الذي عُين في بداية هذا الموسم، حيث حقق الفريق في هذا العام بطولة الدوري الكازاخستاني في وجود فرق قوية مثل أكتوبي وقايراط ألماتي وأوروبياً الفريق أثبت بأنه قادم بقوة بفوزه على فرق ذات ثقل مثل أيك أثينا اليوناني وهابويل تل أبيب من الكيان الصهيوني ولكن فياريال أنهى هذا الحلم باكتساحه بنتيجة 7-0 بمجموع المباراتين في الدور المؤهل لدوري المجموعات باليوروبا ليج.

 بعد سرد تاريخ أستانا نعود من جديد للحاضر ونستعرض أهم نقاط قوة أستانا هذا الموسم والتي سنراها بشكل مكثف خلال دور المجموعات والتي تُعتبر عامل أساسي في نجاح الفريق حالياً,

– أستانا أرينا وجيش الـ30 ألف مشجع : يمتلك نادي أستانا ملعب مميز جداً وهو " أستانا أرينا " وتبلغ سعته 30 ألف مشجع دائماً حاضرين في هذه التحفة المعمارية لتشجيع أستانا في كل مباراة،كما أن الملعب مطابق لمواصفات الويفا والفيفا مما يجعل الفريق يستطيع استضافة أي مباراة قادمة بدون نقلها خارج كازاخستان.

– ماكسيموفيتش استثمار المستقبل : النجم الصربي الشاب نيمانيا ماكسيموفيتش صاحب الـ20 عام هو استثمار المستقبل بالنسبة لنادي أستانا بدون شك نظراً لصغر سنه وإمكانيته الفنية المميزة كلاعب وسط مهاجم، لاعب حقق بطولة كأس العالم للشباب مؤخراً في نيوزيلندا مع منتخب صربيا وسجل هدف الفوز في المباراة النهائية كما سجل بالأمس هدف صعود أستانا في مرمى أبويل.

–  السلاح الأجنبي : يمتلك أستانا عدة نجوم محترفين في فريقه مميزين جداً وبالرغم من أنهم ليسوا أسماء لامعة في الكرة العالمية ولكن لديهم قدرات فنية تخدم الفريق،ثنائي الهجوم الغاني باتريك توماسي والكونغولي جونيور كاباننجا لديهم قدرات تهديفية عالية خاصة الأخير الذي خاصة تجربة احتراف قوية في بلجيكا ويوجد أيضا لاعب الوسط الكولومبي روجير كاناس صاحب تمريرات حاسمة جدا وسجل هدف في مشوار الفريق الأوروبي.

نجوم دولية متألقة : الحديث هنا سيكون هن نجوم دوليين للمنتخب الكازاخستاني متألقين في أستانا، المهاجم بايرزوهان دزوليتشيف واحد من هدافي الفريق وله سجل دولي جيد كما يوجد أيضاً الظهير الأيمن ديميتري شومكو الظهير الأيمن الحاضر دائماً باختراقاته وتسديداته بعيدة المدى ولا ننسي الحارس نيناد أيريتش صاحب الـ33 عام الذي يُحسب له دور كبير في صعود أستانا بتصدياته المميزة خاصة في مواجهتي أبويل.

لمتابعة الكاتب عبر الفيسبوك