ربما هي من المرات القليلة التي تصدر فيها صحف إيطاليا بصفحة أولى موحدة تقريباً، وربما هي الوحيدة في التاريخ التي تحتفي فيها هذه الصحف المعروفة بقسوتها ومهنيتها بلاعب سجل ثنائية عادية في مباراة غير نهائية أو ذات وزن على الصعيد المحلي أو الدولي… لكن إن عرفنا أن صاحب الثنائية هو البرتغالي رونالدو المنتقل إلى اليوفنتوس وعرفنا أنه سجلها قبل انطلاقة دوري أبطال أوروبا وبعد صيام دام لثلاثة جولات سنفهم تماماً لماذا تغيرت المقاييس وتبدلت الأعراف.

الصحف تفننت في التغزل في بثنائية رونالدو ، وإن كان مفهوماً تغزل التوتو سبورت التي تصدر في تورينو والموالية لليوفي بعنوان عريض تحت الصورة جاء فيه : ” أنا هنا ” ، فذلك لأنها انعكاس لجمهور الفريق الذي ينتظر من هذه الصفقة الكبرى أن تبدأ بإعطاء النتائج ، فمع رونالدو الانتظار غير مقبول بالمرة. لكن احتفاء بقية الصحف يظهر بوضوح رغبة إيطالية عارمة بتألق رونالدو وتأقلمه مع إيطاليا وأسلوبها وليس يوفنتينية وحسب . والسبب أن هذه الصفقة بكل ما رافقها شكلت وستشكل بداية الخلاص للكرة الإيطالية وبدء عودة أكبر النجوم إليها أو هذا ما يأمله الجميع منها .

لكن الإشارة الأهم كانت من الكوريري ديلو سبورت التي عنونت تحت صورة رونالدو قائلة : ” أخيراً … الأبطال ” حيث يعكس هذا العنوان الرغبة الإيطالية الجامحة في أن يكون البرتغالي القطعة الناقصة التي ستجلب دوري أبطال أوروبا إلى إيطاليا بعد تسعة أعوام كاملة من كأس الإنتر التي احرزها مع مورينيو عام 2010 بعد محاولتين فاشلتين عامي 2015 و 2017 ، خصوصاً أن افتتاح رونالدو لمسيرة تسجيله يأتي قبل لقاء فالنسيا الصعب.

الصحف الإيطالية تعكس حالة جماهيرية عالية في التفاف الجميع على مختلف انتمآتهم حول اليوفي في دوري الأبطال . وهو التفاف منطقي إلى حد كبير لكون السيدة العجوز الفريق الوحيد على ما يبدو الذي يمتلك الأدوات القادرة على الظفر باللقب وذلك بالنظر إلى تذبذب باقي الكبار المشاركين كنابولي _الذي يمتلك سيد دوري الأبطال أنشيلوتي _وروما وإنتر في الدوري المحلي مما يدعو للتشاؤم حول ما سيقدمونه بالأبطال رغم ما فعله روما الموسم الماضي .

مع قدوم رونالدو ازدادت الثقة بقدرة اليوفنتوس على الفوز باللقب لكن تأخره بالتسجيل خلق بعض القلق من موضوع تأقلمه مع الدوري الجديد لذلك كان لابد لكريستيانو أن يفتتح بنك بأهدافه بأسرع ما يمكن حتى تتعزز هذه الثقة وكالعادة كان رونالدو على قدر الرهان وافتتح البنك بثنائية وأضاع الثلاثية عدة مرات وفي أفضل توقيت ..ما قبل يومين من المسابقة الأغلى ليؤكد رونالدو على سحره الذي جمع كافة المشجعين حول الأمل في إحراز الأبطال . وليس هناك أفضل من فالنسيا _الذي اعتاد رونالدو التسجيل في شباكه مراراً _لافتتاح المسابقة ..لكن حسابات الحقل مختلفة عن حسابات البيدر والنتيجة يحددها الملعب فقط.

شاهد مجدداً هدف كريستيانو رونالدو في مرمى المذهل يوفنتوس