زيدان بعد خسارة يوفنتوس نهائي دوري أبطال أوروبا 1997

هو الكابوس ذاته، الفانيلة البيضاء والسوداء والجماهير المحتشدة في مدرجات ملعب ديلي ألبي، الذكريات التي تأتي تباعاً، إخفاق تلو الآخر، وسقوط تلو السقوط. سنوات القحط، سنوات المرار، وذكريات الغضب الجماهيري في نهاية المشوار، هذا ما يدفنه زين الدين زيدان في أعماقه عن يوفنتوس.

حين الحديث عن زيدان اللاعب فأول ما يخطر على البال ذلك النجم الأنيق، مايسترو خط الوسط وعبقري الملعب، كما سيخطر على البال لحظات المجد العظيمة في كأس العالم 1998 وكأس أمم أوروبا 2000 ، مثلما سنتذكر جميعاً هدفه في نهائي دوري أبطال أوروبا 2002 بقميص ريال مدريد وتحقيقه للتاسعة، كل ذلك سيمر سريعاً أمام أعيننا في ظرف أجزاء من الثانية، لكن لنقف هنا، أين يوفنتوس من كل هذا؟

لن تجد السيدة العجوز في لحظات تعملق زيزو، هي 5 مواسم ترتسم فيها ملامح الهزيمة أمام بوروسيا دورتموند في نهائي دوري أبطال أوروبا 1997، بل والهزيمة أمام ريال مدريد في نهائي 1998 ، هي مواسم القحط الثلاث المتتالية (1999 – 2001) التي كان يخرج خلالها يوفنتوس “من المولد بلا حمص”.

لن أبالغ في القول بأن تورينو كابوس زيدان الأزلي والذي يستمر بمطاردته رغم رحيله عن إيطاليا منذ 17 عاماً ، زيزو يفهم هذا الأمر جيداً بل لن ينسى بأن موسمه الأخير شهد انقلاب جماهيري غير مسبوق في يوفنتوس ضده، الجماهير كانت تطلق الهتافات ضده حتى وإن ذهبت لتشجيع منتخب بلادها إيطاليا، السبب بسيط، زيزو طرد في ذلك الموسم مرتين في دور المجموعات من دوري الأبطال وهو ما ساهم في إقصاء يوفنتوس من المسابقة !

1640091

هو ذات الكابوس الذي طارده أيضاً في سنواته الأولى بعد رحيله عن يوفنتوس، مشهدين نسخة طبقة الأصل حدثا في عامين، الأول موسم 02\2003 وحينها وجد زيزو نفسه يسقط بقميص ريال مدريد أمام فريقه السابق بالثلاثة وسط احتفالات جماهيرية صاخبة بطرده من البطولة، والثاني موسم 04\2005 حينما تكرر ذات المشهد ليسقط ريال مدريد بثنائية ويودع المسابقة من دور الستة عشر.

تورينو، المدينة التي أتى لها زيدان الشاب بأحلام كبيرة، وبطموح معانقة المجد وتحقيق أكبر الألقاب وفي مقدمتها دوري أبطال أوروبا، ليستفيق بعد ذلك من الحلم ويجد نفسه تائهاً ودور الأوبرا تنشد الألحان الحزينة من أجله، ليجمع ما تبقى من قواه ويهرب إلى مدريد.

نعم، استطاع أسطورة الكرة الفرنسية تحقيق ما عجز عنه في يوفنتوس عبر القميص الأبيض، مثلما صعد إلى سلم المجد في عالم المدربين عبر ريال مدريد أيضاً، لذلك العودة إلى تورينو غازياً سيكون أحد أهم أهدافه التي يطمح بالوصول إليها ولو على الأقل كمدرب قبل الرحيل عن عالم كرة القدم.


شاهد .. مواجهات ريال مدريد ويوفنتوس في دوري الأبطال